شلل الكبار والتطعيم ضد الإسلام

[د.عبدالله محمود]

شلل الكبار والتطعيم ضد الإسلام

الكاتب: محمد عياد
تاريخ النشر: السبت، 24/12/2011
ربما صارت الكلمات في العصر الحديث لا تدل على معانيها القديمة المعروفة ومن هنا رأيت أن كلمة كـ(شلل الأطفال) لم تعد تعبر فقط في مضمونها عن هذه الفئة العمرية ولكن تحور هذا الوصف فيما يمكن أن نسميه شلل الكبار، ومن نتائجه محاولة البحث عن وسائل تطعيم ضد هذا الشلل قبل أن يتفشى في صفوف أنصار العلمانيين والليبراليين بسبب الظهور القوي للإسلاميين.

هذا الشلل الذي أصاب الكبار وتحديدا من فلول الإعلام المنافق والسياسيين القدامى الذين مارسوا كل انواع السياسة القذرة ( كما يحلو لهم أن يصفوها) داخل حلبة مصطنعة وضيقة، كل ذلك قد أدى إلى خلل في التوازن النفسي والفكري لهؤلاء تبعه شلل فكري أذهل عقولهم خاصة بعد أن وجد أهل النخب المزعومة أنفسهم يقتربون من التعامل مع واقع رفضوه وأنكروه سنين عددا. حيث تجد أن منهم من توقف بعض الشيء عن إظهار مخاوفه المعروفة من أحكام الشريعة وبعضهم تطور به الحال ليصبح بين عشية و ضحاها من الموافقين على بقاء المادة الثانية من الدستور في محاولة سافرة ومكشوفة لتضليل الناس عن حقيقة ما يعتقد بل يجعلها دعاية لكتلته لجذب الناخبين إلى التصويت لها،

ومنهم من لم يعد عقله يقدر على التفكير إلا في الإطار الجديد حيث تدور كلماته وتنحصر انفعالاته حول صعود الإسلاميين وكثرة الكلام عن تطبيق الشريعة، وبعضهم يصيح صارخا أوقفوهم امنعوهم وكأن ماردا مرعبا يهاجمه ولا يستطيع أن يفعل غير هذا، بينما البعض اختار له سبيلا جديدا حيث بدا عليه التماسك الظاهري محاولا الإنصاف كأن يقول ما معناه لا تقلقلوا إنهم أناس طيبون وغير مخيفين إنهم مثلنا تماما بشر عادييون، وغيرهم اضطر للاعتراف بالهزيمة أو الاعتراف بقوة التيار الإسلامي في كلماته على تويتر خاصة بعدما فشلت كل محاولات إيقاف الإسلاميين عن الوصول للقمة وعلى رأسهم السلفيين الذين يعتقد البعض كأنهم مخلوقات فضائية غريبة هبطت فجأة على الأرض ويجب التخلص منها سريعا وإلا احتلت الكرة الأرضية.

أما القيادات الفكرية المزعومة والنخبة الضالة المذعورة بدأوا في البحث عن تطعيم جديد ضد الإسلاميين و أفكارهم فقد اكتشف بعضهم تطعيمات جديدة في أشكال متعددة منها: محاولة شق الصف الإسلامي من خلال تدعيم بعضهم ضد البعض الآخر أو إظهار بعض الذين لا يمثلون إلا انفسهم في الإعلام على أنهم النموذج المعتدل، بل أدهى من ذلك أن أرى احد المرشحين في الكتلة مكتوبًا تحت صورته الشيخ شنودة وأحيانا إظهار البعض ممن ينتسبون للحق اسما لا حقيقة كهذا المدعي الذي يصدق نفسه إذا تكلم،

بل الأدهى من ذلك التطعيم بجرعة كذب صريح تحقن في عقل أبناء التيارات العلمانية والليبرالية حتى لا ينسلخوا عن مبادئها المتفسخة أصلا وذلك بنشر أخبار كاذبه عن البرنامج الانتخابي الوحوش الضارية من أبناء التيار الإسلامي حيث يجبرون النساء على ترك وظائفهن التي يأكلن منها و يجبرونهن على لبس النقاب الأسود المصمت وأن الرجال يجب أن يطلقوا اللحى ربما بطول لا يقل عن خمسة سنتيمترات وأن الأقباط سيغيرون بطاقاتهم من الاليكترونية إلى الورقية حتى لا يشبهوا المسلمين ونقول لهؤلاء جميعا شفاكم الله وعافاكم و نقول لأنفسنا الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به خاصة شلل الكبار.
http://www.alfath-news.com/article.aspx?id=244702