#1
|
||||
|
||||
السبب الحقيقي وراء تجاهل طلبات المعلمين
للحق أقول أن ما سأكتبه ربما يكون ضرب من الخيال ليس إلا ولكن دعونا ننظر إلي الواقع الذي نعيشه ولنفكر معاً بالمنطق لماذا يتعمد المجلس العسكري ولماذا تتعمد الحكومة المصرية سواء كان وزير التعليم الهمام أو السيد شرف رئيس الوزراء تجاهل جميع طلبات المعلمين؟؟ بل و المماطلة بطريقة إستفزازية يعلم الصغير قبل الكبير أنها لن ترضى أبداً المعلم الذي عاش ثلاثين عاماً منتظرًا اليوم الذي يحصل فيه علي حقه سواء كان الأدبي أو المالي .
زيادات لا تسمن ولا تغني من جوع ،،، تجاهل عدم قانونية احتساب كادر المعلمين ومكافأة الامتحانات داخل الحوافز حتي بعد صدور حكم محكمة يفيد ذلك ،،، تصريحات كل من يسمعها ،إما أن يصف وزير التعليم بأفظع الكلمات وإما أن يثور ويضع مائة تساؤل لا تجد لهم أية إجابة ،،، محاولة إرضاء صغار السن من المعلمين ومعاقبة ذوي الخبرة فأصبحنا نري أن من تم تعيينه بالأمس يحصل علي نفس راتب من تم تعيينه منذ سنوات ..... قرارات لا يتخذها سوى شخص لا يعي ما يفعل وما يقول ، أو شخص يتعمد إثارة هذه الفتنة ودفعها دفعاً إلي الابتعاد الكامل عن كل ما يحدث في مصر والاهتمام فقط بمطالبهم التي بالطبع لن تجد من يلبيها ويظل المعلمون في دائرة لا يخرجون منها حتى انتهاء الانتخابات وتشكيل المجالس وربما حتي إنتهاء انتخابات الرئاسة ايضا . السؤال الذي طرحته علي نفسي ألف مرة قبل أن أفكر في كتابة هذه المقالة هو لماذا منذ بدأ المعلمون في المطالبة بحقوقهم منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر مضت ، ونحن نسمع قرارات وتصريحات ليس من شأنها سوى إثارة المعلمين بجميع درجاتهم الوظيفية ؟؟ بل وتضطرهم إلي اللجوء لوسائل أخرى للمطالبة بحقوقهم والتي بدأت بمظاهرات ثم تبعها إضراب عن العمل واعتصامات ثم عادت مرة أخرى إلى المظاهرات بعدما قرر المعلمون أنفسهم إنهاء الاضراب بالرغم من عدم تلبية مطالبهم . ربما يكون السبب مشابهًا عندما نتساءل : لماذا في انتخابات مجلس الشعب يعتبر المعلمون من الفئات مثلهم مثل المهندس والطبيب وغيرهم، وليس العمال مع أن المعلمين في معظم دول العالم هم داخل قائمة العمال وليس الفئات ؟ ثلاثة أشهر وربما أكثر عاش ومازال يعيش أكثر من مليون معلم وموظف بوزارة التربية والتعليم منعزلين عن كل ما يحدث في مصر وكأن المعلمين أصبحوا يعيشون في كوكب آخر لا علاقة لهم بما يحدث في مصر في فترة تعد الأهم في عمر مصر منذ بدء ثورة 25 يناير . أعتقد أننا لو سألنا عشرة معلمين حاليًا عن أي حزب سياسي أو مرشح رئاسة فإننا سنحصل علي إجابة واحدة أو ربما إجابتين كحد أقصى ،وليس هذا لأن المعلمين يعانون من جهل سياسي أو لإنهم غير مهتمين بما يحدث أو بمن سيقود مصر في الفترة القادمة ؛ولكن لأن القائمين علي النظام في مصر نجحوا فيما نسميه بالتحييد السياسي لأكثر من مليون معلم . الوحيد الذي لا يعلم قوة وأهمية صوته وتأثيره علي حياة مصر السياسية في الفترة الحالية والقادمة هو المعلم نفسه ، فكلنا نعلم أنه الوحيد القادر- ليس فقط علي حشد مليون صوت لحزب أو مرشح – بل على أن يدخل صوته وآراءه كل بيت في مصر ،ومهما أعتقد المعلمون وقللوا من شأنهم فهم ما زالوا الوحيدون الذين يثق في رأيهم معظم أولياء الأمور وخاصة من لا يعلم منهم أي شيء عن السياسة وهم بالطبع كثيرون جدا بل ربما يصلوا إلى أكثر من ثلثي الشعب المصري . قمت قبل كتابة هذه المقالة بمحاورة بعض المعلمين في بعض من المجموعات الموجودة علي الموقع الاجتماعي الفيس بوك محاولًا لفت أنظارهم إلي دورهم الهام في المرحلة الحالية وأهمية اتفاقهم فيما بينهم واختيار من يرونه مناسبًا من الأحزاب أو مرشحي الرئاسة لتحقيق أهدافهم ومطالبهم ، وبعيدًا عن إحساسي بالإحباط الشديد لنجاح خطة تحييد المعلمين أستطيع القول أن الخطة قد نجحت بنسبة 90 % فلم يعد للمعلمين أية إهتمامات ولا حديث لهم سوى الأجور والــ 200 % والحد الأدنى والحد الأقصى ومهما حاولت الوصول بالحديث إلي ما يحدث في مصر حاليا تجد من يعود بك إلي الوراء وفي النهاية تشعر كأنك تتحدث مع أشخاص لا يعيشون في مصر ولا يشعرون بما يحدث ،،، الغريب إننا جميعًا و المعلمون أنفسهم يعلمون أن الحد الأدنى والأقصى للأجور لن يتم بشكله الصحيح إلا بعد تشكيل مجلس الشعب وحكومة منتخبة .. جميع النظم الاستبدادية- ومنهم النظام السابق في مصر- دائمًا ما تعمل علي إهمال التوعية السياسية فالجهل السياسي نتيجته شعب يجهل ما هي حقوقه وما له وما عليه وأعتقد أن أكثر فئة يمكنها نشر الوعي السياسي في أقل فترة ممكنة هي فئة المعلمين وبالطبع هذا لن يحدث بعد نجاح النظام الحالي في وضع المعلم علي الحياد ليصبح شخص لا هم له إلا التظاهر من أجل لقمة العيش . ليس الغرض أبدًا من هذه المقالة أن ندعوا المعلمين للتوقف عن المظاهرات والمطالبة بحقوقهم المشروعة ولكن لماذا بجانب قيام المعلمين بالمطالبة بحقوقهم لا يتذكرون أن لوطنهم عليهم حقوق؟ ، وحق الوطن علي كل معلم هو أن يمارس دوره كفرد من شعب مصر ويدرس ويعرف ويختار من يمثله سواء كان حزبًا أو مرشحًا فرديًا أو مرشحًا للرئاسة ،،،، ولشعب مصرأيضاً عليهم حقوق وحق الشعب المصري هو أن يمارس المعلم دوره في توعية كل فئات المجتمع سواء كانوا طلابًا داخل المدارس أو أولياء أمور ولا أرى أي سبب يمنع المعلم من تنظيم ندوات توعية لأولياء الأمور داخل المدارس وأنا علي يقين أن هذه الندوات سيكون لها مردود رائع لعودة الثقة والاحترام لمعلمي مصر الذين يكن لهم كل صغير وكبير كل الحب والتقدير والاحترام. اتمني أن تكون الرسالة قد وصلت وادعو الله أن يوفق كل معلمي مصر لما فيه صالح لهم ولابنائنا ولبلدنا الحبيب . وائل سعيد محمد كاتب المعلمين http://www.almasryalyoum.com/node/502855
__________________
تحيــــاتي وتقــديري للجمــــيع
|
العلامات المرجعية |
|
|