اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 19-03-2008, 09:12 PM
الصورة الرمزية واحـد من النــاس
واحـد من النــاس واحـد من النــاس غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 521
معدل تقييم المستوى: 0
واحـد من النــاس is an unknown quantity at this point
افتراضي اعرف شخصيتك من محافظتك .. العنصرية في مصر !!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

ده موضوع قريته عجبني قولت انقله ( بتصرف بسيط ) .. عن عنصرية المصريين .. وعادة كثير من المصريين في السخرية من أشخاص لمجرد انتمائهم لمحافظة معينة بغض النظر عن سلوك الشخص نفسه
-----------------------------------



أثناء سيري سمعت محاورة بين شخصين تعلو فيها نبرة صوتهما ويصبون لعناتهم على أحد الأشخاص؛
يبدو أنه أغضبهم كثيرا !.. ثم ينهي أحدهم الجدال بعبارة ختامية توضح السبب وراء تصرفات هذا الشخص وهذا لكونه "منوفي !" وهذا سبب يرونه كافيا مقنعا لأخلاقه المتدهورة وسلوكه السيء !.. حقا لا أعرف كيف وصل الأمر لهذه الدرجة من الانفلات التي تسمح للمرء أن يكون "منوفي" ومع ذلك يصر على البقاء على قيد الحياة !

فلدينا - نحن المصريين - عادة أصيلة متأصلة في تصنيف المحافظات وقاطنيها وإلصاق الصفات المختلفة بكل محافظة وفي بعض الأحيان بمراكز وأقسام داخل المحافظة الواحدة .. فتجد أبناء المحافظات المختلفة يبدأون في التندر على أبناء محافظة أخرى بإحدى الصفات التي لا تعرف من أطلقها، ويجدون في ذلك تفسيرا لأي سلوك مستهجن أو حتى غير مستهجن يصدر عن أحد المنتمين لتلك المحافظة ! فمثلا تسمع بكثرة الحديث عن بخل الدمياطيين.. بل وصارت هي قاعدة أساسية وما خالفها هو الشاذ، ويتوارث الأجيال هذه الأقوال لتصبح بفعل الزمن والإيمان الراسخ في النفوس نوعا من الحقيقة والقانون تردد عقب أي خلاف ومناقشة لتوضح السبب الغامض، ويشعر قائلها بأنه أوتي من الحكمة ما لم يؤت أحد من قبله .

كذلك تسمع تندر البعض على قاطني محافظة المنوفية حتى لم تعد كلمة "منوفي" تنم عن انتماء الشخص لمحافظة المنوفية أو لتوضيح جنسيته لكنها صارت صفة ونعتا في حد ذاتها ! مقصود بها وصف كريه يدرك الجميع معناه وهو بمثابة سباب يسخر الآخرون به من ساكني المحافظة حتى لو لم يصدر عنهم أي تصرف سيء .

إنما تستمر هذه الصفة في التداول والاستمرار وكأن قائلها لكونه لا ينتمي للمحافظة التي يسخر منها صار في بر الأمان وأعطاه ذلك الحق والحكمة لتصنيف الآخرين وإطلاق الأحكام السطحية عليهم دون أي أساس أو فهم لما يردده إلا كونه سمع الآخرين والسابقين يقولونها فصار واجبا مقدسا وتراثا وميراثا أكثر قداسة عليه أن يكمل مسيرتهم كيلا يغضب الأجداد ! ويستمر في ترديدها فرحا بما تحمله من إهانة واستهزاء بالآخرين لمجرد أنهم "آخرون" أي لمجرد أنهم من محافظة "أخرى" !
كذلك الاستهزاء العام من محافظات الوجه البحري بسكان الصعيد والصورة الكاريكاتورية الساذجة السخيفة التي يصرون على جعلها توءما للصعيدي وهي أنه صاحب رأس صلب لا يستوعب أي شيء مما يقال له سريعا ولا يفعل شيئا في حياته سوى ترديد "وه يا بوي !" وأن يطخ الجميع "بالبندجية" !!

حتى عندما يريد أحد أن يصير طريفا ويطلق النكات فأول ما يأتي على ذهنه هو السخرية من غباء الصعيدي وتهوره حتى لقد صار لدينا تراث هائل من هذه النكات.

في أثناء حديثي مع زميلاتي في الكلية وكانت إحداهن من محافظة الإسكندرية وكانت تروي لنا اشتياقها للبحر والترام، وعندها جذبت الحديث إحداهن وقاطعت حديث زميلتنا بصراخ كصراخ أرشميدس حين اكتشف قانون الطفو ثم أعلنت الحقيقة التي كانت غائبة عن الجميع واكتشفتها عبقريتها الفذة.. "إسكندرانية..يعني أيوووه" ! وأتبعتها بحركة سخيفة محرجة.. ثم أتمت الأمر بضحكة مجلجلة طويلة فرحة بخفة دمها المنهمرة وحس دعابتها المتقد!
فهي قد اختصرت محافظة الإسكندرية بكل ما فيها من معالم وثقافة في كلمة "أيووه" ! وتجد في ذلك سببا عظيما في الضحك الهستيري وإثارة ضيق الآخرين.
ولا معنى حقيقي لهذه التصنيفات المصرية العتيدة فلا يمكنك أن تدري ما السر وراء اتهام الدمياطيين بالبخل ولا المنوفيين بالخبث ولا الإسكندرانيين بالانفتاح والحرية الزائدة. فربما عرف أحدهم بالبخل وكان دمياطيا وهكذا تلصق التهمة بالمحافظة جميعا فردا فردا وحتى الجماد والزرع بها يصير بخيلا بدوره!.. أليس دمياطي النشأة.. إذن فهو بخيل !

هي صورة من العنصرية الداخلية بين أبناء الوطن الواحد حتى يتم تقسيمه إلى فئات وأنواع حسب نوع المحافظة وحين يصرح أحدهم بتصنيف من تلك النوعية فهو يبتسم بعدها لأنه يشعر بالفخر وقد يعطيه قول مثل هذا ثقة ما يفتقدها بداخله، ثم يحمد الله أنه ليس من نفس المحافظة التي يتندر عليها ! رغم أنه في لحظة أخرى قد يكون شخصا آخر أوجد صفة جديدة لمحافظته ليسخر منه هو أيضا !
وكذلك هو نوع من ضيق الأفق في التفكير والحكم السطحي على الأشياء فحين يتم اختزال محافظة بأكملها بعاداتها وموروثاتها وعالمها الكامل في صفة سخيفة جوفاء فهو يعد نوعا من السطحية والسذاجة. وأيضا هو ظلم وإجحاف لسكان هذه المحافظة الذين قررت فخامتك أن تصدر عليهم جميعا حكما جائرا وأنت تعرف أنه حكم سيسبب لهم الضيق فلن تجد أبدا من يفرح أنه بخيل أو خبيث أو صعيدي لا يفقه شيئا !

وقد يتغير التعامل فجأة بين اثنين إذا اتضح أن أحدهما دمياطي أو من محافظة ما أخرى فحتى لو كان كريما طيلة فترة معرفتهما فور معرفته "بدمياطيته" يصدر الحكم بالبخل فورا ! فهذا ما حفظه لا بد أن يردده فهل سيأتي له مثل هذا الدمياطي المتحور ليغير له مفاهيمه ؟!
وقد يكون لم يسبق له معرفة أحد من هذه المحافظة التي يهزأ منها وإنما فقط أعجبه كونه يملك القدرة لتصنيف الأشخاص دون أي حق في ذلك.

يبدو أننا بحاجة إلى إعادة تأسيس مفاهيم عديدة ومحاولة التخلص من العنصرية التي نداريها في عقولنا ونفوسنا وذلك كي لا نظلم أجيالا قادمة جديدة ستنقسم إلى قسمين؛ قسم مسكين يؤخذ كمادة للسخرية وقسم آخر يقوم بدور الحاكم الحكيم الذي يطلق من منبره الأحكام المطلقة بفرح شديد. وقبل أن يصير السؤال الأساسي قبل أي تعامل أو مناقشة عن المحافظة التي ينتمي إليها ليتحدد على أساسها نوعية التعامل !

.
.
.
.


الكاتبة / سارة محمد شحاتة

المصدر / موقع بص وطل





آخر تعديل بواسطة واحـد من النــاس ، 20-03-2008 الساعة 09:11 AM
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:18 PM.