رسالة إلى كل أزهرى غيور
الكل يعلم فترة الركود التى مر بها الأزهر هذه الفترة حالكة السواد والتى تخلى الأزهر فيها عن كل أدواره ولكن وحتى لا أطيل عليكم شاء الله أن تأتى هذه الثورة المباركة فرحنا واستبشرنا وتخيلنا أنه قد حان الوقت الذى سيحرر فيه الأزهر من أغلاله ويفك من قيوده ولكن مازال الأزهر حزينا مكتئبا وحق له أن يحزن فإلى الآن لم يجد له مخلصا من هذا الأسر الذى طال أمده وأورثه ذلا وضعفا وهوانا فهو الذى طالما كانت عزته و افتخاره بأبنائه من أهل العلم والتقوى والورع الذين وجدوا فى علوم الأزهر ومتونه ومصنفاته بغيتهم ووجدوا فيه الحامى والحافظ لوحى السماء والسنة العصماء فشمروا عن ساعد الجد اجتهادا وفهما وحفظا حتى أصبحوا أنجما زاهرة فى سماء العلم ولكن للأسف كنا نحن خلفا لهم وكان أول فعل لنا أننا استغنينا عن علمه وعلمائه استغنينا عن أهل الاجتهاد الحقيقيين الذين هداهم الله لفهم كتابة وسنة مصطفاه ووفقهم لاستنباط ما فيهمامن أحكام ورحنا _جهلا منا_ لأخذالعلم من غير أهله ونطلبه من أناس أوصلهم الغرور والكبر أن يدعوا أنهم من أهل الاجتهاد فى الدين وأنهم من أولى التأويل وهم _والله _ يجهلون شروط الاجتهاد فضلا عن أن يتصفوا بها أناس هم أنفسهم طالما كانوا يتمنون للأزهر أن يخفت نوره ويذهب ضياؤه ويقل مريدوه فهو الذى دائما ما كان يفضح جهلهم ويقف عقبة أمام نشر جهلهم ومذاهبهم الباطلة ولعل عذرنا الوحيد هو أننا نتاج هذه الفترة حالكة السواد فيا رجال الأزهر إلى متى هذا الهوان أما آن الأوان لكى تثور ثورتكم ويستيقظ هاجعكم لكى تعيدوا لأزهركم مجده و هيبته وسلطانه
|