اخى المسلم لاتيئس ولا تقنط

[y/m]

الــيـَـأس و الــقـُـنـُـوط


الـقـنـوط : مـعـنـاه الـيـأس مـن الـشـيء .


الـيـأس : مـعـنـاه قــَـطــْـع الأمـل والـرجـاء فـي حـدوث الـمـطـلـوب ، وذهـاب الـمَـرهـوب .


ويـدخـل فـي ذلـك :


ـــ قـطـع الأمــل فـي انـتـصـار الـمـسـلـمـيـن .


ـــ قـطـع الأمــل فـي ظـهـور ديـن الإسـلام .


ـــ قـطـع الأمــل فـي اهـتـداء الـنـاس .


ـــ قـطـع الأمــل فـي ارتـفـاع مـا يُـصـيـب الـمـسـلـمـيـن مـن فِـتـن ومـصـائب .


*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*


تـأثـيـر الـيـأس فـي الـنـفـوس


الـيـأس لـه أفـعـال يـفـعـلـهـا فـي الـنـفـوس ، فهـو يُـحَـطـِـّـم حـيـويـتـهـا ويَـشـُـل الـعـقـل عـن الـتـفـكـيـر الـصـائـب ، ويـحـطـم الإرادة الـداخـلـيـة فـي الانـسـان فـلا تـعـمـل قـواه الـخـارجـيـة وفـق الـطـريـقـة الـصـحـيـحـة .


قـد يـكـون الـيـأس نِـسْــبـيّـا ، فـيـبـحـث الانـسـان عـن طـرق أخـرى تـوصـلـه إلـى غـايـتـه وهـذا أخـف وطـأة ، أمـا إذا كـان الـيـأس كـلـيـا فـقـد يـدفـع الانـسـان إلـى حـالـتـيـن خـطـيـرتـيـن :


ـــ الـتـوقـف عـن الـبـحـث ويـنـتـقـل إلـى اسـتـخـدام الـعـنـف فـي مـواجـهـة مـا يـعـتـرضـه .


ـــ الـغـُـلـوّ فـي الـدِّيـن فـيـصـبـح مـتـطـرفـا فـيـه مـتـزمـتـًـا فـيـهـجـر مـن حـولـه وقـد يـصـل بـه الأمـر إلـى حَـد تـكـفـيـر مـن يـخـالـفـه ، وهـذا يـؤدي إلـى الـتـصـادم الـعـنـيـف فـي الـقـول والـفـعـل .


*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*


الـيـأس فـي الـقـرآن


الـقـرآن يُـحَـذر الـمـسـلـمـيـن مـن الـيـأس والـقـنـوط وهـذا مـن رحـمـة الله بـعـبـاده الـمـؤمـنـيـن .

ولـقـد حـذر الله سـبـحـانـه عـبـاده ، تـحـذيـرًا فـرديّـا لـلـفـرد ، وجـمـاعـيًـا لـلـمـجـتـمـع .

ـــ الـتحـذيـر الـفـردي لـلـفـرد .



{ قــُـلْ يـا عـبـادي الـذيـن أسـرفـوا عـلـى أنـفـسـهـم لا تـقـنـطـوا مـن رحـمـة الله إن الله يـغـفـر الـذنـوب جـمـيـعـا إنـه هـو الـغـفـور الـرحـيـم * ... الـزمـر :53 } . الـخـطـاب هـنـا جـمـاعـي والـمـراد بـه الـفـرد .

ـــ الـتـحـذيـر الـجـمـاعـي لـلـمـجـتـمـع .



{ ولا تـهـنـوا ولا تـحـزنـوا وأنـتـم الأعـلـون إن كـنـتـم مـؤمـنـيـن * إن يَـمْـسَـسْـكـُم قـرح فـقـد مَـسّ الـقـوم قـرح مـثـلـه وتـلـك الأيـام نـداولـهـا بـيـن الـنـاس ولـيـعـلـم الله الـذيـن آمـنـوا ويـتـخـذ مـنـكـم شـهـداء والله لا يـحـب الـظـالـمـيـن * ولـيُـمَـحِّـصَ الله الـذيـن آمـنـوا ويَـمْـحَـق الـكـافـريـن *... آل عـمـران : 139 ــ 141 } .

ثـم ضـرب الله مـثـلا لـعـبـاده ، فـذكـر قـومـا أنـهـم بـالـرغـم مما أصـابـهـم فـلـم يُـصِـبْـهُـم الـضـعـف والـوهـن ، فـلـم يـيـأسـوا ولـم يـقـنـطـوا .



{ وكـأيّـن مـن نـبـيّ قـاتـل مـعـه ربّـيّـون كـثـيـر فـمـا وهـنـوا لـمـا أصـابـهـم فـي سـبـيـل الله ومـا ضـعـفـوا ومـا اسـتـكـانـوا والله يـحـب الـصـابـريـن * ... آل عـمـران : 146 } .

ويـبـيّـن الله تـعـالـى أن الـيـأس صـفـة مـن صـفـات الـكـفـار ، فـالـكـافـر يـسـتـبـعـد رحـمـة الله ، ويـظـن أن رحـمـة الله بـعـيـده .



{ ... ولا تـيـأسـوا مـن روح الله إنـه لا يـيـأس مـن روح الله إلا الـقـوم الـكـافـرون *... يـوسـف : 87 } .

هـذه الآيـة تـدل عـلـى أنـه بـحـسـب إيـمـان الـعـبـد بـالله ، يـكـون رجـاؤه لـرحـمـة الله ورَوْحِـهِ سـبـحـانـه وتـعـالـى .ِ


*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*


الـقـنـوط فـي الـقـرآن


نـهـى الله سـبـحـانـه وتـعـالـة وحـذر عـبـاده مـن الـقـنـوط .



{ قـال ومـن يَـقـنـط مـن رحـمـة ربّـه إلا الـضـالـون ... الـحـجـر : 56 } .

لا يـقـنـط مـن رحـمـة الله إلا الـذيـن لا عِـلـم لـهـم بـربـهـم وكـمـال اقـتـداره ، وأمـا مـن أنـعـم الله عـلـيـهـم بـالـهـدايـة والـعِـلـم ، فـلا سـبـيـل لـلـقـنـوط إلـيـهـم ، لأنـهـم يـعـرفـون الأسـبـاب والـوسـائـل والـطـرق الـتـي تـوصـلـهـم إلـى رحـمـة الله .


*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*


إيـمـان الـمـؤمـن يـدلـّـه إلـى الـعـلـم بـقـرب فـَـرَج الله وأن الله هـو مُـفـَـرّج الـكـُرب وهـو الـذي جـعـل مـع الـعُـسْـر يُـسْـريْـن .



{ وهـو الـذي يُـنـزل الـغـيـث مـن بـعـد مـا قـنـطـوا ويـنـشـر رحـمـتـه وهـو الـولـي الـحـمـيـد ... الـشـورى : 28 } .

الـيـأس والـقـنـوط مـن الـطـبـائـع الـبـشـريـة الـتـي ابـتـُـلِـيَ بـهـا الـنـاس لِـيَـجـِـدّوا فـي دفـعـهـا فـيـصـبـروا عـلـى مـا أصـابـهـم مـن تـغـيّـر الـنـّـعَـم ، ويـجـتـهـدوا فـي الـعـمـل الـصـالـح الـمُـرضِـيَ لـرب الـعـالـمـيـن .، فـإن فـعـلـوا ذلـك سـلِـمـوا مـن هـذه الآفـة الـنـفـسـيّـة الـمـحـطـمـة لـلـقـلـوب والـمـؤثـرة فـي الـعـقـيـده .