لن تقوم لكم والله بعد اليوم قائمة

[د.عبدالله محمود]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله

ذات يوم تحدث طه حسين عن رواتب المعلمين في مصر , حينها قال :
" وزارة مهضومين ليس بقابض فتى فيها وليس بصارف "
قالها في وقت كانت فيها حال المعلم " الخوجة " المادية أفضل من حاله اليوم بكثير
ومكانته المجتمعية أعلى بكثير " على فرض أن لمعلم اليوم مكانة تذكر "
فماذا تراه كان يقول لو امتد به العمر ليكون بيننا الآن ؟!

ومن عجيب الأمر أن ما حاوله الرئيس المخلوع للارتقاء بدخل المعلم حين منحه ما يسمى مجازاً بالكادر
هو ما أجهضته حكومة ما بعد الثورة .. أيجب أن نرسل برقية شكر للمخلوع في محبسه
أم تراهم اكتشفوا أن المعلمين من ذوي الدخول المرتفعة وشملتهم سياسة الحد الأقصى للأجور ؟!

وفي المقابل تراهم يتشدقون : أن التعليم على رأس أولويات المرحلة
كيف والمعلم ساخط .. والدنيا كلها ساخطة عليه ؟!
لماذا لايضع ذوي الحافظات المنتفخة من المسئولين أنفسهم موضع المعلم ؟!

يقولون وزارة خدمية وهل القضاء والداخلية وغيرهما وزارات منتجة
وأي ذنب ارتكبه المعلم حين قبل القيام على أشرف المهن حتى تكون قسمته من الأجور الذلة ومن ولي الأمر الهوان
فلينقلونا إلى وظائف منتجة إذن - إن استطاعوا - فالعيش بكرامة هو مطلبنا الأول

كيف للمعلم أن ينتج نفسأ كريمة وهو يعاني عجزاً من توفيرها لنفسه وولده
كيف لعقل كبله شظف العيش أن ينتج عقلاً حراً محلقاً ؟!

أتراه رد الجميل للمعلمين إذ التزموا الهدوء بينما خرجت قطاعات بكاملها كالبترول والبنوك و...إلخ
خرجت عن بكرة أبيها تشكو ظلم الأجور - شكواهم كانت تضحكنا وشر البلية ما يضحك
هم في الواقع يعانون تخمة نقدية
( إذا قارنا بين حافز واحدهم و دخل واحدنا
,أو بين دخل مرؤسهم ودخل رئيسنا )
أين العدل إذاً ؟!

نحن الآن ندرك تماماً أن الحكومة كحكومات الغاب لاتستجيب إلا تحت ضغط
وأنه لن يسمع صوتك إن لم تصنع الفوضى

أيها المعلمون : نحن ليسوا بأقل من أن ندافع عن كرامتنا
واحذروا أن تنفرط حبات المسبحة ..
إن التظاهرات التي تحدث في الأقاليم هي ضربات جانبية ليست بموجعة
فالقاهرة هي رأس السمكة .. وعددنا ليس بقليل
الأمر يحتاج إلى الترابط والتنظيم
يحتاج للكي السريع

وإلا فلن تقوم لكم والله بعد اليوم قائمة
بارك الله فيكم
والله وحده الموفق والمستعان .