|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
لماذا يقاتل حزب مع نظام الأسد
لماذا يقاتل حزب مع نظام الأسد حزب الله يقاتل مع نظام الأسد ضد الشعب السوري ما كان لعبارة ان تثير سخرية وقرفاً، مثل عبارة ((إتهام)) النظام السوري بأنه نظام ((مقاومة وممانعة))، وعندما يعلنها أمين عام حزب الله في لبنان حسن نصرالله، في خضم ثورة الشعب السوري ضد النظام الذي يحكمه منذ نصف قرن، اي قبل ان يبصر نصرالله النور، فهو يعرف ان احداً في العالم لن يصدقه سوى جمهوره المضلَّل، الذي لا يريد ان يصدق ان هذا النظام بات على وشك السقوط عملياً، بعد ان سقط اخلاقياً ووطنياً وقومياً وانسانياً، ولم يعد له من مبرر وجود الا لقاء مصلحة يجمع ايران وحزب الله واسرائيل على بقاء نظام عائلة الأسد.. انها قناعة هذا الجمهور وآماله. اسرائيل اقنعت اميركا مرات عدة بمنع التعرض لهذا النظام، خاصة عندما كان الجيش الاميركي يعتقل اعضاء من ((القاعدة)) ينفذون اعمالاً ارهابية في العراق يعترفون بوضوح ان استخبارات عائلة الاسد ارسلتهم الى بلاد الرافدين للإرهاب، بهدف فتح الحوار بين دمشق وواشنطن ووقف اعمال العنف في العراق مقابل بقاء سوريا في لبنان قبل القرار 1559/2004، ثم بعودتها اليه بعد اخراجها منه بقوة انتفاضة الارز الشعبية اللبنانية عام 2005. اسرائيل كانت تكرر لأميركا ان نظام عائلة الاسد حاجة استراتيجية للأمن الصهيوني، ويكفيه التـزاماً انه امتنع طيلة نحو 40 سنة عن اطلاق رصاصة واحدة على الجبهة مع اسرائيل، رغم ان اسرائيل قصفت موقع الكُبر قرب دير الزور لإنشاء مفاعل نووي سوري في 27 ايلول/سبتمبر عام 2008 ولم ترد دمشق ولو بوردة ضد اسرائيل. اسرائيل اقنعت واشنطن بأنه لولا مساعدة الاستخبارات السورية لها، لما استطاعت التخلص من رجل ايران في المشرق العربي عماد مغنية يوم 12/2/2008. وعندما كان النظام السوري يقتل القيادات اللبنانية السياسية والاعلامية والفكرية والنيابية والوزارية والعسكرية والامنية، طيلة الفترة من 2004 حتى 2007، وكانت جهات عربية تطلب من اميركا الضغط على نظام الاسد لوقف عمليات الاغتيال هذه، كانت واشنطن تجيب انها في كل مرة كانت تعد لعملية ردع للنظام السوري لوقف مسلسل اغتيالاته للقيادات اللبنانية في قوى 14 آذار/مارس، كانت اسرائيل تتدخل لمنع هذا الردع خوفاً من أثره على مكانة وهيبة النظام العائلي للأسد. هذه اسرائيل، فلماذا يخشى حسن نصرالله وجمهوره سقوط نظام الأسد، ويذهب امين عام حزب الله الى حد اظهار استعداده عسكرياً وأمنياً للقتال الى جانبه ضد ثورة الشعب السوري؟ ((التدخل العسكري في اي بلد من البلدان العربية، ليس مسؤوليتنا، ولكن اذا ذهبنا في احد الايام لأية ساحة قتال نملك الجرأة لنقول في اي ساحة نقاتل ونستشهد)). هذه العبارة لحسن نصرالله يوم 25/5/2011، بعد 70 يوماً على بدء ثورة الشعب السوري ضد نظام عائلة الاسد، سبقتها اخبار متعددة منها ما كان حزب الله يروج لها، ومنها ما كان جمهوره يتشربها ويبثها ويطمئن فيها نفسه وهلعه، ومنها ما كانت قيادات في الحزب المذكور تجهر بها لإعلان ولائها لنظام الأسد. فقبل خطاب نصر الله راجت في بيروت اخبار بأنه معرض للاغتيال مباشرة بعد مقتل اسامة بن لادن في الباكستان على ايدي القوات الاميركية، وأنه بدل من موقعه الآمن الحصين تحت الارض في احد سراديب الضاحية الجنوبية حيث مربعه الأمني المتعدد المنازل والأقبية. وقيل ايضاً انه بدل كثيراً من عناصر حمايته، وأنه أمر قياداته الأمنية والعسكرية بتغيير اماكن سكنهم وعدم المبيت ليلتين في منـزل واحد، وان قيادات حزب الله اشترت واستأجرت مساكن عديدة في نواح مختلفة من بيروت وطرابلس عاصمة الشمال اللبناني السني لإبعاد الشبهة عن اماكن تواجدهم الأصلية. ثم تبين وبإعتراف نصر الله انه ذهب الى دمشق لمقابلة الأسد والإطمئنان منه على وضع نظامه، ليقول آخرون ان نصر الله توجه منها الى طهران لينقل صورة مطمئنة عن وضع عائلة الاسد، دون اظهار طهران في الصورة حتى لا تستفز اكثر مشاعر السوريين الثائرين والعرب والمسلمين. ونائب امين عام حزب الله نعيم قاسم يقول في لقاء سري ان سوريا تتعرض لمؤامرة اميركية – اسرائيلية، وان حزب الله سيقاتل معها اذا لزم الامر وكذلك ايران، لكنه طمأن الحضور الى ان النظام في سوريا ما زال قوياً. وهو ما أعلنه نصر الله بعد ذلك بأن اغلبية الشعب السوري ما زالت مع نظام الأسد. اما جمهور حزب الله الشيعي فإنه يمضي في سجالات ومشادات مع كل من يتجرأ على الحديث عن مظالم نظام عائلة الاسد ضد الشعب السوري، ويخرج جمهوره في تظاهرات ضد اي تجمع او محاولة لقاء حتى على الشموع في بيروت او المدن اللبنانية تضامناً مع الشعب السوري. الجمهور الشيعي لحزب الله معبأ مذهبياً للدفاع عن النظام السوري لأنه نظام علوي، والعلويون جزء من الشيعة وفق فتوى اصدرها السيد موسى الصدر (مؤسس حركة أمل التي خرج حزب الله من رحمها) عام 1971، بناء على طلب من حافظ الاسد ليرشح نفسه وهو العلوي لرئاسة الجمهورية العربية السورية التي يشكل السنة فيها نحو 77% من النسيج الاجتماعي – الطائفي في البلاد. الجمهور اللبناني عامة يدرك ان حزب الله مستعد للقتال بفائض قوته دفاعاً عن نظام عائلة الأسد في سوريا. والجمهور اللبناني يعرف ويتداول اخبار فائض القوة لدى هذا الحزب الذي يسمح له بأن يقاتل في العراق ضد عروبة هذا البلد، وهو يدرب جيش المهدي لمقتدى الصدر، ويدرب فرقة بدر المذهبية الشيعية في العراق لتنفذ جرائم الموت ضد العروبيين في العراق - قتلت فرق الموت هذه بتكليف من الاستخبارات الايرانية 288 طياراً عراقياً شاركوا في حرب بلادهم مع ايران (1980- 1988) - . كما ان فائض القوة لدى حزب الله يسمح له بأن يقاتل ضد ثوار عربستان وهي الارض العربية التي تحتلها ايران في عبادان – المحمرة والأحواز جنوبي غربي ايران على الخليج العربي. وفائض القوة لدى حزب الله يسمح له بأن يقاتل في وزيرستان، بالتنسيق مع القاعدة في رسالة ايرانية الى اميركا تدعوها للحوار تحت ضغط القوة المسلحة. وفائض القوة لدى حزب الله يسمح له بأن يرسل خلايا للتحرك ضد الامن المصري كما حصل عام 2009، قبل ان تهربهم عصابات مسلحة لـ((حماس)) بالاشتراك مع الاستخبارات السورية من سجن المرج بعد عدة ايام من ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011. وفائض القوة يسمح لحزب الله بأن يرسل خلايا تنفذ تعليمات ايرانية في أذربيجان في احدى محاولات الرد الايراني على قتل رجلهم في الشرق عماد مغنية. ان يذهب حزب الله للقتال في سوريا لدعم نظام عائلة الأسد.. أمر بديهي ومتوقع في اي لحظة.. بل ان كثيراً من نشطاء حقوق الانسان في سوريا يتحدثون عن مقاتلين لبنانيين من حزب الله، ومقاتلين ايرانيين، ومقاتلين عراقيين من جيش المهدي ومنظمة بدر يقتلون متظاهرين في سوريا ضد نظام الاسد العائلي، بل ان بعضهم يتحدث عن اقتحام هؤلاء المقاتلين لمستشفيات سورية نقل اليها مصابون من المتظاهرين السوريين ليجهز هؤلاء المقاتلون عليهم دون رحمة. لماذا يقاتل حزب الله ضد الشعب السوري؟ علماً بأن الحزب اوقف اطلاق أي رصاصة ضد اسرائيل منذ خمس سنوات كاملة؟ 1- النظام السوري هو الجسر الذي يربط بين طهران والضاحية الجنوبية لبـيروت حيث معقل حزب الله الامني – السياسي، التعبوي، وإذا ما سقط هذا الجسر انقطع المدد العسكري الذي توفره ايران لهذا الحزب المذكور. صحيح ان ايران تستطيع ان تنقل ما تشاء جواً عبر سيطرة حزب الله على مطار بيروت الدولي لكن تكاليف هذا النقل ستكون مرتفعة جداً.. ثم انه يكفي فضح وكشف طائرة ايرانية (او غيرها) مرة واحدة حتى يتعطل هذا النقل. لقد ارتكب حزب الله عدواناً واسعاً ضد بيروت وأهلها السنة في 7 ايار/مايو 2008 لمجرد ان الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة أصدرت قرارات يوم 5/7/2008 بمنع حزب الله من تركيب آلات تصوير في مستوعبات تسيطر بها على حركة الطيران المدنية، بما يهدد سلامة الطيران من وإلى مطار رفيق الحريري الدولي. 2- سقوط نظام عائلة الأسد، سيحرم حزب الله من قوة اسناد عسكرية وسياسية وأمنية وطائفية – مذهبية، لتجعل السنة في سوريا يستعيدون وضعهم الطبيعي كأغلبية حقيقية مضى على قهرها واستعبادها من عائلة الأسد ونظامها المذهبي 41 سنة على الأقل. عودة السنة الى حكم سوريا، سيجعل سنة لبنان يستعيدون توازنهم ومشاركتهم الفعلية في السلطة اللبنانية وكل المؤسسات الشرعية الرسمية، بعد ان سيطر حزب الله طويلاً عليها بقوة السلاح الذي ارسلته ايران له وسلمته عائلة الاسد لهذا الحزب كي يسيطر على لبنان. 3- سقوط نظام عائلة الأسد يسقط حكماً الهلال الفارسي الشيعي الذي اصبح أمراً قائماً فعلاً ممتداً من طهران إلى لبنان عبر العراق الذي تسيطر عليه أحزاب شيعية مرتبطة بإيران، وعبر سوريا التي تسيطر عليها عائلة الأسد والاقلية العلوية المسيطرة على الجيش وأجهزة الأمن وكل مفاصل السلطة الأساسية في سوريا منذ 41 سنة. سقوط الهلال الفارسي – الشيعي يسقط حكم حزب الله للبنان ويجعله مضطراً لعقد تسوية كانت مستحيلة من جانبه مع اللبنانيين عموماً، ومع السنّة خصوصاً، لأنه بغرور وفائض القوة الذي يملكه بات يتصرف مع بقية اللبنانيين كما تتصرف إسرائيل تماماً مع كل العرب وخاصة أبناء فلسطين. 4- سقوط النظام السوري سيدفع حزب الله إلى الخيار الأصعب في حياته وهو أن يحتل لبنان ليحول نفسه إلى عصابة إرهابية خارج القانون تسمح لكل اللبنانيين أن تقاومه لتسقط عنه كل صفة مقاومة أو أية صفة وطنية لبنانية، ليتحول إلى قوة خارجة عن القانون يسهل تصفيته وعزل قياداته وإنهاء وجوده المسلح في أي حين. 5- سقوط نظام عائلة الأسد في سوريا يفقد حزب الله آخر صفة دعم عربية ليبقى الفرس هم قوة دعمه الوحيدة. ومع تبعية الحزب وولائه مرجعياً ودينياً لولي الفقيه في إيران، يكشف الحزب المذكور نفسه كأداة فارسية.. كمخلب القط تؤذي فيه استخبارات إيران من تشاء من العرب تحديداً. 6- إسقاط نظام الأسد في سوريا يفتح الطريق لإعادة سوريا إلى العروبة وإعادة العروبة إلى لبنان بما يلغي مشروع تفريس هذه المنطقة التي أعلنت عن نفسها أرضاً مفتوحة للتشييع السياسي الفارسي على حساب الشيعة العرب أولاً ثم على حساب الهوية العربية لسوريا ولبنان دائماً. 7- إسقاط نظام عائلة الأسد سيفتح الطريق نحو استعادة الشيعة العرب وتحديداً في لبنان لهويتهم العربية التي طمستها عقلية وغطرسة وفائض القوة لدى حزب الله، وأدخل الشيعة اللبنانيين لسنوات في حالة خداع مع النفس، استعدت عليهم باستفزازاتهم وممارساتهم الاستعلائية والخروج الدائم عن القانون كل طوائف المجتمع اللبناني. انها عودة إلى النفس، عودة إلى الوطنية والعيش المشترك مع كل أطياف لبنان الحضارية والدينية والثقافية والوطنية. __________________ |
العلامات المرجعية |
|
|