في بحار الهوى

[أحمد عبد العال عز]

في بحار الهوى

جلسْتُ وحولي زهورُ الحديـقــةْ ** وتَـسْحَــرُ عَـيني ورودٌ رقــيــقـــةْ

ودوحٌ كساه الربيعٌ اخـضـــرارا ** فتـخــتـالُ تـيهًا غصـونٌ أنـيــقــــةْ

وطـيـرُ الخمائلِ يشـــدو بلحـــنٍ ** وأنـْغـــامِ شــوقٍ لإلـــفٍ رفـيــقــةْ

وشمسُ الربيعِ تُضيء النفـوسَ ** وعـطـرُ الخـُــزامَى يـَعُـمُّ الخليقــة

وطافتْ على الأيك قبل الزهـــور** فـراشـــاتُ حـــــب برفـــق رشيقة

وهــلَّ الحبيبُ كمِثــْل الرَّبـــــيـع ** نـسـيمًا رقـيــقـًا وروحًا طـلـيـقـــة

فذبـتُ اشتـيـاقـا لوصل الحبيــب ** وعشــتُ الأمانـــي مثل الحـقـيقـة

ومرتْ علـيـنا سـويــعـاتُ حـُـبّ ** سريعـا فكانـــت كمثل الدقـيــقـــة

فعمر الوصال كمثـــل البريــــق ** سريعـا سيمضي ويمضي بريقــه

تغــار الورود لحسن الحـبـيـــب ** فـمـنـه استـُمـِدَّ جمالُ الحديــقــــة

سبــى مُهجـتـى لحظـُهُ إذ نظرتُ ** بـبـحــــر العيـــون أراها غريـقـــة

بأهْــداب عين الحبيب التـَمسـتُ ** نـجـاتــي فـمـــالــتْ علــىّ رفـيـقـة

وقالـتْ ستبـقى غريـق الأمانـي ** قـلـوب العـــذارى بحــور عـــميقـة

فقلتُ دعينــي على الضفـتيـــن ** فجـفـنـاك مَرسَى وأنتِ العشيــقـة

فقـالت أتبــقى علـى شاطـئــــيَّ ** ولـن تـنـشــدَ الموجَ تبغي طريقه ؟

فقــلـتُ سأبحرُ في وجنتــيـــْــكِ ** وفـي راحـتـيـْـك فـكوني شـفيقـــــة

بقلب هوى بحـــــركم والأماني ** سفـيــنــةُ حُـــبّ بلـيــــلٍ صديقــــة

فإن متُّ في بحركم فلتـضعـنـي ** بـقـلبـك أحـيـــا حــيـــاة طـلـيـقـــة

فما أعظم العيـش بعد الفــــناء ** بـجــنـةِ قـــــلبٍ أحـــبَّ الخــلـيـقــة

شعر أحمد عبد العال عز