تعبير عن"ثورة يناير المصرية"

[جعفر العدل]

ثورة ينايرالمصرية

إعداد: جعفر العدل

الأفكار:
1- تأصل الفساد السياسى وغياب العدل
2- ثورة أحرار لاثورة جياع
3- ثورة سلمية يقودها الشعب
4- تكاتف جميع طبقات الشعب
5- دماء الشهداء وقود الثورة
6- دور القوات المسلحة فى نجاح الثورة
7- - الثورة المضادة
8- الإعلام والفن ودورهما فى الثورة
9- احترام وتقدير العالم للثورة
10- الحفاظ على مكتسبات الثورة

الموضوع

ماأعظم الثورة المصرية !وما أنبل مقاصدها! فقد خَرج الشباب المصرى من كل صوْبٍ وحدْب ينادى بالحرية ، ويندِّد بالفساد ، ويطالب بالعدالة الاجتماعية . خرج الشباب يغنّى للحياة ، ويأمل فى استعادة شمس الوطن لتشرق على العالم بأسره من جديد بعد سنوات من ظلام دامس غابت عنه شمس الحرية على يد حِفنة من الفاسدين الذين لا يُقدِّرون قيمة مصر وشأنها ،ولكن إرادة الشعب المصرىّ كانت أقوى من كل فساد وعناد0
يقول أبو القاسم الشابى:

إذا الشعب يوما أراد الحـياة فلا بـدّ أن يستجيب القدر

ولابـدّ للّيــل أن ينجـلى ولابدّ للقيـد أن ينكســر

عندما زاد الفساد ، وعمّ البلاد اشتعلت الثورة فىكل ميدانٍ ووادٍ،وقدّمت مثلا رائعا للعالم كله فى التغيير الحضارىّ بشكل سلمىّ ؛ فقد كانت ثورة سلميّة نقية بيضاء لم يُرِق الثوار من خصومهم قطرة دم واحدة بل قدموا دماءهم فداءً لوطنهم العظيم0
لقد جرت دماء الشهداء على أرض مصر فأزهرت وأثمرت ملايين الأبطال وأزالت ما على تاريخنا العظيم من غشاوة وأعادت روح الشعب المصرىّ لأصله الذى لا يبارى؛ فهنيئا لك يا شعبنا ، وآن الأوان أن تنفض عنك كل الزيف وتعمل على تحقيق قوله تعالى:

" وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا "

هل رأيتم شعبنا العظيم وقد ارتدى ثوبا واحدا هو ثوب الوطن؟ وتحدث لغة واحدة هى لغة الحرية ، وطلب مطلبا واحدا هو إسقاط النظام ، واستطاع فى النهاية أن يعتقل القهر والخوف ويطلق سراح الحرية التى ارتسمت على ملامحنا فنفضت عنها غبار الذل والعار .
إنهاثورة فريدة تحول فيها كل فرد من أفراد الشعب إلى قائد ،وغيرت نظرة العالم كله إلى المصريين ، وقلبت موازين السياسة ،وبهرت العالم برقيّها وسموّها ونبل مقاصدها ، وأعادت للمصريين هيبتهم وعراقة حضارتهم ومجد آبائهم 0
خرج الشباب فى عمر الزهور يُغنّون للموت عشقا للحياة ,ودعوات الشعب من حولهم تسبق خطواتهم وقلوبهم تحميهم من بطش القوة الغاشمة الظالمة ، ولبّى الشعب النداء ، وحجّ إلى الميدان من كل فجٍّ عميق يؤيد هؤلاء الأحرار الأطهار ، ويقسم الجميع على أن دماء الشهداء لن تضيع0
وقد لعب الجيش المصرىّ دورا بارزا ورائعا فى هذه الثورة عندما أعلن منذ اللحظة الأولى انحيازه إلى الشعب ،وحماية الثورة والشرعية،وليس هذا بجديد على جيشنا العظيم صاحب البطولات التاريخية المجيدة التى نفخر بها على مدار التاريخ؛ فهم كما وصفهم الرسول "صلى الله عليه وسلم" (خير أجناد الأرض)وعملوا على تحقيق قول الله تعالى:

"ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"

وكانت هناك محاولات مستميتة لإجهاض الثورة فى مهدها وهو ما يعرف باسم " الثورة المضادة " ؛ ففى البداية استخدموا العنف والقوة لردع المتظاهرين ، ثم ترويع وتخويف المواطنين من خلال الإعلام المضلِّل ونشر الخارجين على القانون فى كل مكان ، ثم حاولوا الوقيعة بين الجيش والشعب ،وحاولوا تخوين رموز الثورة من الشباب والكبار ، وادَعاء أنهم عملاء ينفذون خطة أجنبية ، ثم الوقيعة بين أبناء الشعب عن طريق الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين ،ولكنّ كيد الله كان أكبر من كيدهم ، يقول تعالى :

" ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين "

لقد سقط النظلم الفاسد وانحنى أمام شبابنا الواعد الذى أدار الثورة بوعى شديد وبعزيمة خرّت أمامها جباه الطغاة الذين زرعوا الخوف فى قلوب الشعب المصرىّ ،وكسر الشباب حاجز الخوف ، ووقف المسلمون والمسيحيون صفا واحدا ونسيجا مترابطا أبهر العالم ، ورفرفت أعلام الوحدة الوطنية داخل القلوب قبل أن ترفرف فى الميدان 0 أما الطغاة فقد تحقق فيهم قول الله تعالى :

" لهم فى الدنيا خزى ولهم فى الآخرة عذاب عظيم "

وقد كان للفن دور عظيم فى هذه الملحمة الوطنية ، واستطاع أن يعبر تعبيرا جادًّا وحادًّاعن آمال وأحلام كل مصرىّ ؛ فالهتافات غناء ، واللافتات ضياء ،واللوحات مرسومة بدماء الشهداء ، والألحان مغزولة بالكبرياء والإباء، والقصائد وقفت عاجزة أمام إبداع البطولات والتضحيات 0إنه الفن الفطرىّ الواقعىّ الذى عبر تعبيرا صادقا عن أحداث الثورة دون تزييف و تضليل ، ولقّن مدّعى الفن درسا لن ينسوه .
، فهذا طفل صغير يغزل من أناشيده ثوبا لمستقبله ، وهذا شاب فتىَّ أبىّ نذر نفسه ودمه فداءً للحرية ، وهذه فتاة مصريّة تزيّنت بأحلامها الورديّة تزف إلينا بشرى الانتصار وعدم الانكسار ، وهذا كهلٌ مشتعل الرأس جاء لغسل كل ذنوبه بعد أن ظنّ أنّ التاريخ نائم بداخله وأنه أصبح فى عالم النسيان .
لقد كانت ثورتنا مثار إعجاب العالم كله ؛ فهذا رئيس أمريكا يقول:"علينا أن نربى أبناءنا ليكونوا مثل الشباب المصرى " وهذا رئيس الوزراء الإ يطالى يقول:" لا جديد فى مصر ؛فالمصريون يقومون بكتابة التاريخ كالعادة" ،وهذا رئيس الوزراء البريطانى يقول: علينا أن نفكر جديا فى تدريس الثورة المصرية فى المدارس"
إن العالم كله ينتظر منا الكثير بعد الثورة؛ فعلينا ألا نجعله ينتظر طويلا، ولنبدأ فى نسج الأمل والصباح المشرق ،ونُؤْثِر مصلحة الوطن على مصالحنا الشخصية0ونغزل حضارة حديثة تُذكّر العالم بحضارة أجدادنا،وعلينا أن نستعد لخوض معركة الحضارة ؛فالطريق طويل طويل ولكنه ممهًّد 0
.