اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 14-05-2011, 11:54 AM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,603
معدل تقييم المستوى: 24
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
Lightbulb لن أعود إلى الضلالة ...!~

[ لن أعود إلى الضلالة ]



{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ }. (الطلاق:2-3)
بهذه الآية الكريمة بدأت سعاد بسرد قصتها قائلة :
قصتي هذه أقصها عليكم لعلها تكون عبرة لمن يعتبر, بدايةً نشأت نشأة مميزة بين أهلي؛ فقد كان والدي مثقفين جداً , ولهم مناصب ومراكز اجتماعية كبيرة والحمد لله , نشأت مدللة وسعيدة , علمني والدي رغم ذلك القوة، والثقة، والشجاعة، والحكمة, وحين اخترت ميدان الهندسة ليكون تخصصي لم يعارض ذلك ؛ بل شجعني كثيراً, وفضلت أن أحصل على أعلى الشهادات في الهندسة من جامعة دولية خارج البلاد، والحمد لله رزقني الله ما تمنيت ، بعدها حصلت على وظيفة مميزة.

حياة ٌ رغدة :
هذه هي حياتي ، لم أعاني من مشاكل تذكر, كنت على حريتي في كل شيء, حتى في ملبسي وخروجي ، كنت سعيدة في عملي ، وأرتقي أنتقل من نجاح إلى نجاح, تميزت بين أفراد عائلتي, وحتى زميلاتي كن يفتخرن بي ، ويثنين على ملبسي وعطوري وكل ما أنا فيه من سعادة ورغد، إلا واحدة منهن ؛ حيث كانت تنظر إلي بصمت ؛ إلا أن عينيها تنطق بالكثير.
بادرتها بالسلام يوماً، ثم سألتها : أتحتاجين لشيء ؟ ؛ فهي قريبة لي من جانب والدي.
أجابتني بكلمات كان لها وقعها بداخلي : الحمد لله أنا لست بحاجة ٍ لشيء؛ بل أنتِ من تحتاج الكثير.

استشعار المأساة :
ذهبت قريبتي ، وبقيت هذه الكلمات تتردد في مسامعي، وحين وضعت رأسي لأنام يومها ، طاردتني أفكار وأسئلة لم أجد لها إجابة، كنت أسأل نفسي : ماذا حققت هذا اليوم ؟! ماذا عملت لنفسي ؟! ما الذي ينقصني وأنا أحتاجه ؟!
كانت جميع إجاباتي لأمور دنيوية، لا تغني ولا تسمن من جوع، صحيح أني كنت محافظة على صلاتي، لكن ما الفائدة ما دامت صلاتي لم تنهني عن المنكر ! إذ كنت متبرجة لا أخرج إلا بكامل زينتي وأناقتي، وكان همي الأكبر : كيف أرضي الأهل عني والأقارب والأصحاب.
لم أفق من مأساتي، ولم أجد من يوقظني مما أنا فيه إلا كلمات قريبتي, والتي كان لها أخت تدعو إلى الله؛ فأحببت أن أتقرب منها كي أتعرف على أختها ، لكني كنت أحدث نفسي ليلاً وأعاتبها مما هي فاعلة بي, وفي النهار أنسى محاسبتي لنفسي وأغدو كطفل صغير منبهر بلعبه.

نقطة التحول :
إلى أن جاء ذلك اليوم الذي استيقظت في صباحه على جرس الهاتف ؛ ليبلغنا بوفاة قريبٍ لنا، وبما أننا بيت الكرم، والجود، والعطاء، لابد من وقوفنا معهم في محنتهم جنباً إلى جنب ، لنساندهم في هذا الموقف العصيب ، ومواساتهم على فقيدهم، شعرت بداخلي أنه لم يكن هذا دافعي للذهاب إلى مكان العزاء، ولكن هناك شيء لا أعرفه؛ فالميت هو والد تلك الفتاة التي زلزلتني بكلماتها، ووالد تلك الداعية التي لا نسمع عنها إلا كل خير؛ فاحتشمت في ملبسي، وقررت الذهاب إليهم.
ولجت إليهم، وجلست بجانب ابنتهم - زميلتي في العمل - والتي سعدت برؤيتي ، وسارعت بمناداة بقية أخواتها ليلتقين بي، واللاتي كانت سيماهن الصبر على فراق والدهن، وألسنتهن تلهج بالدعاء له بالرحمة والمغفرة.
أقبلت علي أختهم التي تعمل في مجال الدعوة إلى الله ، سلمت عليها وعزيتها ؛ فشدت على يدي وجلست بجانبي ، وتجاذبنا أطراف الحديث عن أحوال الحياة والموت, لقد كان حديثها يطرق على كل أحداث حياتي، خشيت أن تكون تقرأ أفكاري، أو تعلم أني فتاة لاهية ضائعة بين ملذاتي.
أثر بي حديثها كثيراً ؛ فطلبت منها رقم هاتفها ، ولم تبخل أو تعترض علي به ؛ بل قدمته لي قائلة: اعتبرني منذ اليوم أختك .

انبثاق النور :
خرجت من بيتهم وكأنني تخرجت للتو من الجامعة وحصلت على شهادتي ؛ فأني أرى طريق النور الذي كنت أبحث عنه , وفي اليوم التالي هاتفتها ووجدت صوتاً جميلاً مرحاً , وتكررت الاتصالات بعدها، وفي الأغلب أكون أنا المتصل.
إلى أن جاء يوماً ورن هاتفي وإذ هي المتصلة ، فرحت كثيراً باتصالها، حيث طلبت مني أن أحضر درساً معها , لا أنكر أني في البداية أردت الاعتذار, إلا أني وجدت نفسي أسألها متى وأين سيكون ذلك ؟
ذهبنا معاً لحضور أول درس في حياتي، ارتديت ملابسي العادية، ووضعت بعض الزينة وذهبت, حين رأتني لم تتذمر أو حتى تنهاني عن التبرج, ولكنها أمسكت بيدي وجلسنا معاً لنستمع للدرس، وهكذا كانت تتصل بي كل يوم إلى أن جاء يوماً وحدثتني عن الحجاب والجلباب، وحادثتني بلباقة وأسلوبٍ طيب، وكأني كنت انتظر منها ذلك؛ فقلت لها بفرح : بأذن الله سوف ارتدي الحجاب وسوف أشتري لي جلباب, ثم طلبت مني بتردج أن لا أتبرج ، وأن أتمسك بالصلاة، والحمد لله وجدت النور كله بصحبتها ، وتغيرت حياتي رأساً على عقب ، ولم أعد كما كنت ، ولكن !

المفاجأة:
كنت يومها عائدة من المسجد ، ودخلت المنزل وإذا بي أجد والديّ جالسين بانتظاري، وكأنهم يعقدون لي محاكمة ، طلبوا مني الجلوس، ثم طلب والدي تفسيراً لتغير حالتي ، ولماذا أصبحت هكذا ! وأن علي ترك كل شيء، والعودة كما كنت !
استغربت كثيراً من ردة فعلهم، ولم ألحظ أنهم راقبوني بصمت طوال تلك الفترة, ثم أصبحوا يمنعونني من الخروج، ويكرر والدي استغرابه من حجابي ، ويتساءل ماذا حدث لي ؟
ولكن احترامي وتقديري لهما يجعلني في صمت دائم، ولا أجادلهم في شيء أبداً ، ثم أصبحت أدعو الله في صلاتي أن يثبتني ولا أعود لحياة الضلالة التي كنت أعيشها ، ولا أخفي عليكم حتى هذا اليوم وأنا في صراع مع عائلتي التي تريدني سافرة كما كنت، ظناً منهم أن السفور سعادتي, ولكني قررت ولا رجوع في قراراتي أدعو من الله أن يثبتني وينصرني .
__________________

 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:42 AM.