|
التنمية البشرية يختص ببناء الانسان و توسيع قدراته التعليمية للارتقاء بنفسه و مجتمه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
هل أنت كاكابو؟
هل أنت كاكابو؟
طائر الكاكابو من الطيور التي حيرت العلماء.. فنمط حياه هذا الطائر العجيب أثار تساؤلاتهم طويلا. يعيش هذا الطائر ظريف الشكل في نيوزلاندا.. و هو من فصيلة الببغاء لكنه أكبرها حجما و لا يطير.. رغم أنه يعيش في بيئة مليئة بالأعداء الطبيعيين.. و لا يجيد الجري بسرعة كي يهرب من أي مهاجم.. لكنه يجلس في مكانه آملا أن يخفيه لونه الأخضر وسط الأشجار, إلا أن رائحته (تشبه رائحة القش) واضحة جدا و من السهل أن تجذب الحيوانات المفترسة.. يتزاوج في أماكن مفتوحة مرئية.. ثم يضع عددا قليلا من البيض, تتركه الأم لمدة 3 شهور وحيدا بدون أي حماية من أي نوع.. كيف يقضي هذا الكائن حياته ؟ في: لا شيء!.. فهو يظل متسكعا في الغابة , يأكل الحشائش و يشرب و ينام.. إلى أن يأتي موسم التزاوج.. نمط الحياة هذا الطائر , كان مناسبا قبل القرن العشرين.. ففي هذا الوقت لم يكن في نيوزلاندا كائنات ثديية إلا الخفافيش.. و التي لا تشكل تهديدا لهذا الطائر اللطيف.. أما اليوم.. ففي نيوزلاندا الفئران و القطط و الكلاب و بالطبع الصيادين من البشر.. اليوم أصبح هذا الطائر مهددا بشدة.. و على الرغم من هذا يصر على نمط حياته القديم الذي اعتاد عليه لآلاف السنين.. علماء البيولوجيا التطورية, يؤكدون أن قانون الطبيعة الخالد هو التطور و التكيف. لو لم يستطع الكائن أن يطور من نمط حياته ووسائله الدفاعية كي يتلاءم مع البيئة الجديدة, فلن يستطيع الحياة و سينقرض كما انقرض الديناصور و الفيل القطبي و الدودو.. و ..الكاكابو. نعم.. ألم أقل لك أن هذا الكاكابو اللطيف, كائن نراه ينقرض أمام أعيننا اليوم ؟ فلحظة كتابة هذه السطور, لم يعد من الكاكابو في العالم كله إلا 80 طائرا فقط. قبل أن تضرب كفا بكف, و تتعجب من هذا الكائن الذي لم يستطع التكيف مع العالم الجديد.. اسأل نفسك: ألا ترى تشابها بيننا و بين هذا الكائن العجيب؟ فنحن نعيش في مجد حضارة الماضي.. و نحاول تكرار ما كنا نفعله في الماضي.. و كأن منتهى أملنا أن يعود الزمن إلى الوراء.. في عالم ينطلق كالصاروخ نحو المستقبل.. في بيئة أصبحت مليئة بالتنافس.. أمريكان صعدوا للفضاء.. و هنود أصبحوا خبراء في البرمجيات.. و أوروبيون عرفوا الوحدة الاقتصادية..و صينيون يملئون اسواقنا بكل شيء.. هل نطور من أنفسنا و ننظر إلى الأمام؟ أم نفكر كالكاكابو.. الذي لم يتطور, بل ظل يتمنى أن يتغير العالم كله من حوله , كي يناسب نمط حياته هو؟ هل نحن ، كاكابو ؟ |
العلامات المرجعية |
|
|