اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 13-04-2011, 02:59 PM
Specialist hossam Specialist hossam غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
العمر: 36
المشاركات: 1,933
معدل تقييم المستوى: 16
Specialist hossam is on a distinguished road
افتراضي :::: ديمقراطية Diet !!! ::::


:::: ديمقراطية Diet !!! ::::


د. أحمد غانم


ماذا تفعل لو وجدت أقرب المرشحين للفوز بالرئاسة أحد هؤلاء: رجل دين متشدد قضى أغلب عمره يعمل واعظا وامرأة تؤمن أن العودة إلى الله هى الحل لجميع مشاكل الوطن وتحضر من يرقيها من الحسد والجان قبل خوض أية انتخابات ورجل آخر يبدأ كل حوار صحفى بالتأكيد على أنه مؤمن عميق الأيمان ولم يتخلف عن أي صلاة فى خلال العشرين سنة الأخيرة من حياته؟

اطمئن... فإن هذا كله لم و لن يحدث فى مصر، ولكنه حدث ويحدث بالفعل فى دولة أخري ليست مصر وليست إيران وليست أفغانستان..فهل تعرف اسم هذه الدولة؟

هذه الدولة هى الولايات المتحدة الأمريكية التى يعتبرها التيار العلماني قلعة الحرية والعلم والتقدم فى العالم...نعم لا تتعجب ولا تتهمنى بالجنون فهذا ما حدث الانتخابات السابقة فى أشهر ديمقراطية فى العالم فالقس بات روبرتسون والقس مايك هاكابي رجلي دين كانا مرشحين قريبين من كرسي الرئاسة فى أمريكا،وبوش يؤمن أن الله اختاره لرئاسة أمريكا وأن الإيمان هو سلاحه، وسارة بالين السيدة المتدينة صاحبة التصريحات الدينية النارية والتى أحضرت قسا أفريقيا ليرقيها فى كنيستها حصلت على حوالي 60 مليون صوت فى انتخابات الرئاسة مع رفيقها جون ماكين عندما خسرا الانتخابات أمام الرئيس أوباما.
وأوباما نفسه ظل يردد أمام كل صحفى يراه أنه "مسيحي مؤمن متدين" وأنه لم يترك صلاة لم يحضرها خلال العشرين عاما فى كنيسته الشهيرة فى شيكاغو،ولشهورطويلة كانت عبارة "أنا مسيحي متدين" هى الإجابة الوحيدة التى يرد بها أوباما على أسئلة الصحفين عندما يسألونه عن دينه وتدينه، ولم يقل أوباما "العلماني" ولو لمرة واحدة لأحد الصحفيين :لماذا تسألنى عن ديني..ما علاقة الدين بالسياسة؟

وليس هذا معناه أن أمريكا أصبحت دولة دينية أو أن أصحاب الديانات الأخرى فى أمريكا تقام لهم محاكم التفتيش...كلا بالطبع..فمازلت أمريكا دولة تؤمن لكل فرد حرية العقيدة والعبادة بالطريقة التى تتناسب مع دينه ومعتقداته والفضل فى ذلك للدستور الأمريكي أو على الأخص عقد حماية الحريات بالدستور الذي يحمي حقوق الجميع فى ممارسة عبادتهم وعقيدتهم دون تدخل من الدولة.

المشكلة ليست فى الإسلاميين...فالتيارات الدينية موجودة فى كل ديمقراطيات العالم...المشكلة أن هناك طائفة فى مصر أصابها الفزع بعد الثورة خوفا من أن تتحول مصر لدولة كهنوتية وحاصرهم خوفهم من أن يقتل الإخوان والسلفيين حلمهم الذين ثاروا من أجله وهو دولة حرة مدنية، وهذا الخوف جعلهم يدعون لديكتاتورية من طراز اخر بدعوات لحجب الدين عن الدولة بل وصل الأمر ببعضهم أن ينادي بأن يشتمل الدستور الجديد على مادة تمنع الشعارات الدينية فى الانتخابات لتتحول الدولة لشرطي للأفكار وطاغية جديد يحدد ما هو الشعار الديني وما هو الشعار الغير الديني ويمنع هذا من الترشيح ويصرح لذاك بالترشيح فى تحد صارخ للحقوق المدنية الأساسية.

هناك طائفة فى مصر لا يؤمنون بالديمقراطية إلا إذا جاءت بنتائج تتفق مع فهمهم للحياة..فلو نجح مرشحيهم كان الشعب مثقفا وحرا وإذا جاءت الديمقراطية بمرشح يحمل رؤية مغايرة لأفكارهم صار الشعب جاهلا وغير مؤهل للديمقراطية.

للأسف هناك من يريدون ديمقراطية ناقصة على نظام أوروبا...أو ديمقراطية (دايت)...فهناك فارق كبير بين الديمقراطية فى أمريكا والديمقراطية فى أوروبا..فالإحصائيات أظهرت أن أكثر من نصف شعوب أوروبا لايؤمنون بالله ويعتقدون أن (الدين أفيون الشعوب) وأن الدين يجب أن يحاصر ويقهر وإلا ضاعت الديمقراطية...وهو ماحدث بالفعل فلقد تم منع الحجاب والصلبان والرموز الدينية من دخول المدارس والمصالح الحكومية فى فرنسا وتم منع الماذن فى سويسرا..

.يوما بعد يوم تبتعد أوروبا عن الدين وتمارس ديكتاتورية عجيبة ضد أي رمز ديني ...فبينما يتم منع الراهبة المسيحية المحجبة أو الفتاة المسلمة من ممارسة حريتها الشخصية فى ارتداء ملابس تناسب عقيدتها ويتم ذبح حريتها الشخصية باسم الديمقراطية (الدايت) الأوروبية يتم التصريح بالدعارة وعرض النساء فى (الباترينات) فى نفس الوقت فى كبرى عواصم أوروبا بدعوى الحرية والديمقراطية.
الوضع يختلف تماما فى أمريكا..فالمد الديني فى أمريكا يزداد زخما يوما بعد يوم والإلحاد يخسر أرضا جديدة كل يوم فى أمريكا..وعلى عكس أوروبا فأمريكا دولة تحرم الدعارة والمخدرات بقوانين صيغت من مرجعية دينية باسم الحرية والديمقراطية لشعب حر يؤمن بالتدين وفى نفس الوقت تسمح أمريكا للفتاة المسلمة أن ترتدى ما تشاء باسم الحرية والديمقراطية لشعب متدين يؤمن بالحرية...وربما تكون أمريكا هى الدولة الوحيدة المتقدمة فى العالم الغربي الان التى تؤمن أن الدين ليس عائقا فى طريق التقدم والديمقراطية.
الرئيس يبدأ رئاسته فى أمريكا بقسم يقسمه على الكتاب المقدس وكذلك أعضاء الكونجرس ولكن ذلك التدين المسيحي لم يمنع نائب الكونجرس المسلم (كيث أليسون)أن يبدأ أول يوم له فى الكونجرس بالقسم على المصحف الشريف.

أمريكا مثال حى أن الدين ليس عدوا للديمقراطية وأن الديمقراطية الحقيقية هى التى تتيح لكل مواطن أن يعبر عن رأيه بحرية طالما التزم بقواعد اللعبة.
كل شئ متاح فى العملية الديمقراطية طالما لم يرفع السلفيون السلاح لإجبارك على رأيهم...الشعارات الدينية تملأ الخطاب السياسي والانتخابات الأمريكية...المجموعات الكنسية المسيحية كانت اللاعب الأهم فى فوز بوش بانتخابات الرئاسة لفترتين...أكبر جماعات الضغط السياسي فى أمريكا هى مجموعة مسيحية (الإفنجاليكان).

النموذج الأوربي فى الديمقراطية لا يناسب مصر لأن شعب مصر يجري حب الدين فى عروق مسلميه ومسيحيه وليس ملحدا مثل نصف سكان أوروبا... و لا يناسبنا أيضا حتى النموذج التركي الذي قام فيه متطرفي العلمانية بصياغة دستور يجعل من العلمانية إلها ديكتاتورا يجرد تركيا من لسانها العربي وينزع عن رأسها حجابها الإسلامي لتصبح دولة كالمسخ لا هي أوروبية ولا هي إسلامية.

إذا كنا نريد أن نستفيد شيئا من أمريكا فلندرس ولنبحث كيف وفقت أمريكا بين تدينها وديمقراطيتها...كيف تعايش فيها الناس رغم تدينهم على اختلاف مذاهبهم وديانتهم...كيف استطاعت أمريكا أن تصل إلى هذا التطور فى نظم الحكم دون أن يقول رئيسها يوما لصحفى يسأله عن دينه: لا دين فى السياسة ولا سياسة فى الدين.

شعب مصر هو قلب الإسلام والمسيحية فى الشرق وأي محاولة لفصل الدين عن مجريات الحياة السياسية هو ديمقراطية (دايت) وليست ديمقراطية حقيقية ومحاولة فاشلة بحكم التاريخ والجغرافيا ولو فكرنا قليلا لوجدنا أن المتدينين من المسلمين والمسيحيين فى مصر يجمعهم دستور غير مكتوب اسمه (القيم المصرية) وهو ما يمكن اعتباره نقطة انطلاق نحو مجتمع يؤمن أن الديمقراطية والدين عندما يجتمعا فى قلب شباب مثل شباب مصر بمسلميه ومسيحيه الذي بهر العالم بثورته فمن المؤكد أن هذا الجيل الجديد سيجعل مصر المستقبل قوة عالمية ومثالا ديمقراطيا متفردا فى التاريخ...كعادة مصر.



__________________
قالوا كذبا : دعوة رجعية -- معزولة عن قرنها العشرين
الناس تنظر للأمام ، فما لهم -- يدعوننا لنعود قبل قرون؟
رجعية أنّا نغارُ لديننا -- و نقوم بالمفروض و المسنون!
رجعية أن الرسول زعيمنا -- لسنا الذيول لـ "مارْكسٍ" و " لِنين" !
رجعية أن يَحْكُمَ الإسلامُ في -- شعبٍ يرى الإسلامَ أعظم دين !
أوَليس شرعُ الله ، شرعُ محمدٍ ------ أولى بنا من شرْعِ نابليون؟!
يا رب إن تكُ هذه رجعيةً ------ فاحشُرْنِ رجعياً بيومِ الدين !
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:59 PM.