اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > إبداعات و نقاشات هادفة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 25-03-2011, 08:03 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي تعمل أم لا تعمل؟!

تعمل أم لا تعمل؟!
(1) فكرة
ألم بي مرض أزال كل واجب من حياتي ، أذهب لطبيبة طلباً للشفاء عودة لحياتي . تطالع كل منا ساعتها تطلعاً للعودة لمن يلزمنا أمرهم . عملها التطبيب وعملي الإستشفاء و عملي حاجة لا يقضيها سواي و عملها قضاء حاجتي.
يزورني طائف من فكر بينما أغادر العيادة :
ما الفرق بين القول أن المرأة لا تعمل إلا لحاجة و القول أن المرأة تعمل لأن الحاجة تستدعي عملها؟!
الفرق في تدبير الأمور : في الحالة الثانية عملها يصاحبه ضمان الأمان أثناء الخروج و من يرعى أولادها في غيابها و يساندها في تربيتهم ، حالنا أنا و أخواتي ، أمر يصلح أمورًا كثيرة .
(2) مع عمل المرأة أم ضده ؟
أقعدني المرض في الفراش . ولجت الشبكة الواسعة صلة بالعالمين ، أتناسى الوجع بمطالعة عالم الأحياء.. أبواب مشرعة على فكر الناس، أقابلهم من وراء حجاب ، ظل يحجب رتابة الواقع.
يطالعني موضوع لرجل عن عمل المرأة (كعادتهم .. يسطرون كتاب وجودنا بأموالهم و عقولهم و قوامتهم، أمر لا يقلل منه فسحة من الحرية هامشاً أخط عليه أفكاري الخاصة.)
أأكتب ردًا ؟ فعمر عملي بالتدريس زهاء خمسة عشر عامًا مكابدة و عناء ؟
يراودني رد فأهم برأيي . ينسحب طيفه فيوسوس أخ له : شيطان ، دعيه ينصرف هذا الذي يوحي بإبداء رأيك فيما يعنيك . قد كفاك الرجال كل هم . رأيك مهمل أعرض عنه كثيرون ، فيم تثبتينه ؟
طائف من فكر يمر بي و أنا عائدة من عند الطبيبة فأودعه حاسبي المخلص. خاطرة أكتبها فتنقلها مشرفة لصفحة للنقاش ، ما لم أقصده .
ما دمت أملك صفحة للنقاش فسوف أسقيكم بعض فكري ، هنيئًا لمن يسيغه و يتمثله مزاج بعض فكره .
مبدأيًا ( كلمة غريبة المذاق ، فتقلب المزاج بعض وجودي كل ثواني وجودي !) ، لست مع أو ضد عمل المرأة و لا جدوى من إثارة قضايا تشغلنا جميعًا عن أعمالنا ، الهم برد أخذ من النفس وقتاًً ثمينًا لست أملك منه الكثير .
أفردت وقتًا أستقصي فيم و لم تعمل المرأة . النساء لا يخرجن للعمل نصفة للقضايا العظيمة التي أمطرنا بها رجال نابهون (وحدهم مصدر كل أمر جلل!) و لا يعنيهن القضايا المثارة . و لكل منهن سبب بسيط لخروجها للعمل و لبعضهن أثقال كالجبال تنوء أكتاف عمالقة الرجال بحملها ، يحملنها عن طيب خاطر.
اهتمي بنفسك و لا شأن لك بالباقي. لماذا تعملين أنت بالذات ؟
الشقاق كان ماء يومي . على أذني أن تستقبل من الشكوى و الخلاف و التوجس ما يجعل الطعام لا يقر في معدتي . أعرض عنهم فيزعمون أنني مصدر الخلاف . أعتذر عما لم أقله و لم أفعله حتى تعلن النفس الإضراب عن الطعام حد السقم قرب الموت .
أما حين زادت وقاحتي بتغيير بعض أساليب الطهو فحينها لم يعد وجودي يطاق ، أأنت هنا ؟ اتركي المكان، أأنت هناك ؟ و اتركي ذاك المكان أيضاً !
لم يفزعون لتغيير ما استقر كالجبال الراسيات ؟ حمل أثقل أجسام خلقها ربها كمال شكل و وفعل .
بيتي ، احتلته فاتن الحمامة و ميرفت أمين . صوتي صار ينرفز الجميع (حينها أعرضت عن الكلام إلا اللمم ، أيضاً لم يصلح !)
خرجت أبحث عن وجودي خارج بيت تحتله شاشة تلفزيون 21 ساعة يومياً . كم رجل يستمع لأهل بيته بطيب خاطر؟ و ليقلن ما تجود به أذهانهن بسيطًا سلسًا عذبًا رقراقًا. أيعيب الماء بساطته ، لا طعم له أو لون أو رائحة؟!
تحدي بسيط : ليفتش كل منكم في زوايا كيانه عن إجابة سؤالي : لم الجلوس إلى النت فيما لا يفيد عوضاً عن التواجد بين الأهل ؟!
ما أكثر ما يرددون أنهم سيظفرون بذات الدين ، ماذا عن الفعل ؟
_ أجل هي ذات دين لكن طولها لا يفي أما تلك ، آه لو كانت أقصر قليلًا ! أما تلك فذات دين أجل لكنها ممتلئة . صور في عقول شباب غض لا يعرف من الحياة سوى اللحظة الآنية، خيال الحب يرسمها بشكل حلوات الشاشة. أمر لا يحرجهم الإفصاح عنه .
أ للعاديّـة موضع في ذاك الخضم ؟
شأنها أن تبحث عن وجودها وحدها ، بعيدًا عن الأنظار . ثم دع أنها لا تشتكي و لا تعترض على من شح ماله و علمه و عقله فقط يكفيه أنه رجل هذا كيانه قبلاً . أترى الأمور تتغير بعد الزواج؟!
_ تطالعني أيام العمر جلوسًا أمام شاشة تقرفني حد السقم ، يقارنني كل لحظة بإحدى .. تلك التي لا يصح ذكرها في حضرتي . أبطال من ضوء... زيف و سراب وطأة تأثيره تعطيه ثقل الحق الذي نحن عنه معرضون !
_ يسألني: كيف تقضين وقتك ؟
_القراءة و الشعر و التفكر و التدبر و أحب قراءة كتاب الله ، صوت يخرج رخيماً بألفاظ التنزيل . ماذا عنك ؟
_ الجرائد.. أقرأ حوادثها و أحل كلماتها المتقاطعة ترفيه عن نفس مكدودة . ألا تشاهدين التلفاز؟ أين سماع الأغاني في حياتك؟ ما رأيك في المطرب فلان؟
_لا معرفة سابقة، إن أراد فلان فليسمعني إن شاء.
متى حرص رجل على من لها رأي فيما يعنينها من أمرها ؟
_ قليل ممن رحم ربي ، أما الغالب فيريدون دمية تذهب معهم كل مذهب...
تحدثني زميلة عن عريس تقدم لها.. أبتسم قائلة: النمط المعتاد.
أما لماذا أعمل فلأنني مثله بحاجة لمالي الخاص أنفقه على نفسي و أتصرف فيه كما يحلو لي. لم أرَ رجلاًً ينفق على إمرأة إلا أقل القليل مما هو حاجة تزهق الأرواح بدونها. فله الأولوية إذا احتاج شيئًا و لها ما بقي إن بقي شيء . فالمال ماله كد في كسبه و اجتهد في جمعه، لماذا لا يعوّض الرجل المرأة التي لا تعمل فيكون لها مالها الخاص؟ أمر يجعل لها بعض الاِستقلال الذي يثبت شخصيتها؟
كم مرة أكلوا الطعام على كثرته، و تركوا نساء الدار بلا فتفوته؟! طعام جهزته بالحب فلم تستمتع بمذاقه و لم يشكر لها أحد بيض أياديها .. نمط متكرر.
أعفيكم من حكايات تسوء أذهانكم و تعكر صفو أفكاركم. فبعض القارئين رجال ، و تعكير صفو رجل كبيرة لا تقدم عليها إمرأة عاقلة.
لماذا يشتري لنفسه أغلى الثياب و ينساها؟ يشتري لها ما يحب أن يراها فيه، ماذا عما تريد و ما تحب أن تظهر به أمام نفسها و أمام الناس؟ سيقال لها استغني عنه! أيعيش المرء حياته مستغنيًا عن كل شيء. (و أنا لا يعنيني في الحديث سوى الطبقة المتوسطة فهؤلاء من تنزل نساءها للعمل.) ، كم مرة سمعتُ من أرباب المال من يشكو الغلاء و يستكثر شراء الضروري، يدبر و يوفر ؟!
وحده العمل خلق لي مكانة و كلمة مسموعة ، لفّت أنظار الناس نحوي.
لي في كل زمان ساعة، أقرر فيها ترك عملي جاهدة فتشرع الإرادة في الإجهاز عليه ، تهدم بعضي. سأجد في بيتي منصرفًا لإرادتي... تضعف قوتي ، يسلب النوم قوت يومي ساعات النهار. ينصرف عني أحبتي فينصرف عني هناء نفسي . و إذ تهوي السماء عليّ ، أتراجع عن قراري ، أبدله نوايا خير و رعاية ، أسأل مالك الملك التوفيق و السداد ، أجدّد نيتي و أشدّ عزيمتي، تجلدي إن بعد العسر يسرًا ... تنفرج ذوات أمور أعجزني حل عقدها قبلًا !
لماذا لا نستهدي الواقع خطوط أفكارنا نرسم ما يصلنا بالسماء ؟ يثبت به وجودنا على الأرض ؟
و أي شيء ترك الرجال للنساء غير البقايا و الفتافيت ، حتى في أمر العمل . تركوا المكاتب و أعمال الإدارة ، ضيق لم يرتضوه لفضاء رحب ، كافأهم الرزاق سعة حال (هنيئاً لهم ، أنى لإمرأة بمثله إلا قليل).
دع لا أحد يظنني أشتكي ، أمر فرغت منه منذ نزلت أعمل . شغل يشغلني ، أبحث في صلاح أمري و من تتقاطع دوائر وجودهم معي . شغل أثمر سلطان لي عليهم لا يعدونه في حضرتي و حضوري.
يزعمون أن المجتمع تلفه أم غائبة عن بيتها تعمل . لا أعرف النساء سوى خدمة دؤوبة لكل ما يخص أبناءها ، قبل العمل و بعده و أثناء الإجازة ، ما عدا الوقت الذي يقضونه في المدرسة ، هذا ما لا تحكمه جيداً .
الذي رأيته هو فساد من غاب آباؤهم عنهم بكل شكل و لكل زعم ! كم غلام أراني من سوء فعاله ما يصلح لكتابة فيلم من السخف و الرذالة حال غياب والده . يعود الرجل فيتبدل الإبن إلى شاب أتحمل وجوده بل أفخر بتدريسه!
اذكر فتيانًا مشاكلهم لون من الجنون . يدرسهم رجال أشداء . أجورهم أعلى من المدرسات. يغدق عليهم الجميع و أنا ضمنهم احترامًا يستحقونه . مكانة لا ألقى مثلها حتى من نفسي، مهما أصلحتُ عملي و بذلت فيه.
بعض عناد هؤلاء الصبية ، آباء هجروا البيت لغير رجعة فهم يقيمون مع أم تقر في بيتها راعية لهم . و حالهم يبهت له الفساد.
حين تعمل المرأة فإنها تعمل على شاكلتها فهي لن تؤدي عملًا كما يؤديه رجل. أيـُطلب من إنسان ما لم يكلفه به خالقه ؟! و لهذا تعمل المرأة في التدريس بشكل جيد. فالأنا الأنثى أقل تضخم من تلك الذكورية و بوسعها أن تشكّـلهم برفق عوضاً عن الحفر العميق الذي يقوم به الرجال من المدرسين.

كنت أتسوق فإذا بصاحب المحل قد وظّف رجلاً ، يضيق تململاً بمكانه و طلباتي . مكان لطالما شغلته أخته برحابة نفس .
لم أرَ رجلاً يسره الحبس في مكان ضيق لا يعدوه! طبيعة الأمور و لن تجد لسنة الله تبديلاً.
مالك المحل يتركه فيعقد الصفقات ثم يجني ثمار سعيه. (حلال عليه فلم أنازع يوماً أهل الأمر أمرهم) ، أما العاملة فلها مكانها لا تعدوه.
و قد وجدت الرجل يعمل ما يزين الرجل أن يعمله و لن تجد إمرأة عاملة إلا حيث يلزم أن تعمل إمرأة.
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:31 AM.