#1
|
||||
|
||||
لماذا نتناقل المعتقدات الخاطئة عن الكافيين وصحتنا؟
لعل من أكثر المنشطات انتشارا واستعمالا في العالم هو الكافيين. فيصعب على الكثير منا بدء النهار من دون تناول فنجان قهوة، بل أن البعض منا يستيقظ على رائحة فنجان القهوة، ويواكب العديد منا شرف الضيافة العربي الأصيل بشرب القهوة السادة لعدة مرات في اليوم أحيانا. كما ويلجأ البعض لشرب الكثير من القهوة قبل البدء بممارسة التمارين الرياضية أو خلال فترة الدراسة أو التحضير أو العمل لساعات طويلة. فما هو الكافيين وهل لشرب القهوة فوائد أم مضار؟ وما هي المعتقدات السائدة حول تناول الكافيين؟ يعد الكافيين أحد المكونات الموجودة في القهوة والشاي بالإضافة إلى المشروبات الغازية والكاكاو والشوكولاتة. ويعتبر من المنبهات أو المنشطات التي تولد لدينا شعورا بمزيد من اليقظة أو الطاقة، فالكافيين يوقظ خلايا الدماغ، ولكن إذا تناولنا كميات كبيرة منه فقد يسبب زيادة أو تسارعا في ضربات القلب، كما ويسبب الأرق والقلق والتوتر عند البعض، وقد يدخل في عمليات إستقلاب بعض الأدوية (أي أنه يمكن أن يزيد أو يثبط من مفعول بعض الأدوية). وهو من المنشطات التي تؤدي إلى الإدمان، وهذا يعني أنه عندما يحاول أحدنا التوقف عن استعماله، فإنه يصاب بأعراض مزعجة تسمى أعراض الإنسحاب. وهذا فعليا هو سبب الصداع وسرعة الإهتياج والإنفعال العصبي والتعب الذي قد يعاني منه المدمن على شرب القهوة عندما يتوقف عن شربها. فكيف يمكن تناول الكافيين أن يؤثر على الصحة؟ إن شرب الكافيين ليس مضرا كما يعتقد البعض، فالإعتدال في الكمية المتناولة هو الأساس. فإذا كنت من محبي القهوة فلا مانع من أن تستقبل نهارك بفنجان فهوة مع مراعاة الإعتدال خلال اليوم، أي شرب 2-3 فناجين قهوة يوميا أو ما يعادل 300 ملغم من الكافيين. فالكافيين من المنبهات، لذلك فإن جرعات كبيرة منه قد تؤدي إلى اهتياج البعض و الأرق والقلق والتوتر أو الصداع لديهم. وتفيد بعض الدراسات التي أجريت على تأثير الكافيين على الصحة أن شرب الكثير من الكافيين (مثلا ستة فناجين أو أكثر في اليوم من القهوة الكثيرة الغلي) قد يسارع من ضربات القلب وقد يرفع من ضغط الدم. وقد أكدت الدراسات بأن مادة الكافيين لا تسبب أية أورام سرطانية في المعدة والأمعاء والكبد والثدي كما أنها لا تزيد من خطر أمراض القلب والأوعية الدموية كما يتم تناقله غبر وسائل البريد الإلكتروني مثلا. وتناول الكافيين لا يسبب مرض القرحة كما هو شائع لدى البعض، ولكن الأشخاص الذين يعانون من القرحة قد ينزعجون منه عند تناوله. ولعلنا ندعو إلى توخي الحذر عند تناول أي من منتجات الكافيين مع الأدوية والمكملات الغذائية إذ أن الكافيين قد يتعارض مع عملها، ويؤثر بالتالي على قدرتنا على الإستفادة من الأدوية وامتصاص المكملات الغذائية. وغالبا ما يسبب الكافيين مشاكل في النوم إذ أن شربه قبل النوم يمكن أن يزيد من صعوبة النوم لدى البعض، فضلا عن أنه قد يجعل النوم غير عميق . فمدى تأثير الكافيين على الأشخاص يعتمد على سرعة إمتصاص الجسم للكافيين والتي تختلف من شخص لآخر، وبحسب الكمية المستهلكة إذ يمكن لخلايا الجسم أن تمتص الكافيين خلال ربع ساعة إلى ساعة، ويتخلص الجسم من نصف الكمية المستهلكة من الكافيين خلال ثلاث ساعات ولغاية 10-12 ساعة. ويمكن للجسم أن يتكيف مع الكافيين عند تناوله بشكل مستمر، إذ نلاحظ بأن بعض الأشخاص لا يتأثرون بتناول كمية قليلة منه. والجدير بالذكر أن لتناول الكافيين فوائد، فقد أتبتت الأبحاث أن شرب فنجانين من القهوة يوميا يساعد المصابون بمرض الباركنسونز (esaesiD s’nosnikraP) في السيطرة على أعراض المرض، كما أن احتواء الحمية على كميات معتدلة من الكافيين يساعد في الحفاظ على وزن الجسم لمدة أطول. وقد تم تداول العديد من الإيميلات حول دور الكافيين في زيادة فرصة الإصابة بأمراض الثدي مثل زيادة التليفات أو سرطان الثدي لدى النساء، ولكن الدراسات التي أجريت على نطاق واسع وممثل لم تثبت ذلك قطعيا. وبما أن الكافيين يزيد من التبول، إلا أنه لا يؤدي إلى خسارة سوائل الجسم، لذلك من المهم ألا نفكر بأن تناول مشروبات الكافيين، مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية، يخفف العطش أو يزيد من إحتاجات الجسم للماء. فإذا شربت أية مشروب يحتوي على الكافيين، يجب مراعاة شرب الماء حسب إحتياج الشخص (والذي يتراوح ما بين لتر إلى 3 لتر حسب الإحتياجات المخصصة للفرد مع مراعاة الوزن والعمر والجنس والنشاط البدني وحالة الطقس والحالة المرضية والوضع الجغرافي أي التواجد في المرتفعات مثلا). ويعتبر الكافيين غير آمن خلال الحمل، فقد أثبتت الدراسات وجود علاقة بين تناول جرعات كبيرة من الكافيين من جهة والإجهاض أوالولادة قبل الأوان أوولادة الطفل بوزن أقل أوميتا من جهة أخرى. إلا أنه لا يسبب مشاكل للنساء اللاتي يتناولن كميات معتدلة من الكافيين خلال الحمل، لذلك فأننا نوصي النساء الحوامل هذه الأيام بألا يتناولن أكثر من 200 ملغم من الكافيين في اليوم، وهذا يعادل فنجانين إلى أربع فناجين يوميا من القهوة أو الشاي. وتتوقف كمية الكافيين على قوة المنتج أو تخميره، فالقهوة الطازجة كثيرة الغلي تحتوي على 80 - 350 ملغم في الفنجان (والفنجان يعادل 60 ملليلتر)، والقهوة سريعة التحضير تحتوي ما بين 60 - 100 ملغم في الفنجان، والقهوة بدون كافيين تحتوي على 2-4 ملغم في الفنجان، والشاي على 30-90 ملغم في الفنجان، مشروبات الكولا على 35 ملغم في 250 ملليلتر من المشروب، الكاكاو والشوكولاتة الساخنة على 10-70 ملغم في الفنجان، والشوكولاتة ما بين 20-60 ملغم في 200 غم. . وكيف لنا أن نعرف إذا كنا نتناول أكثر مما هو آمن من الكافيين؟ بالنسبة لمعظمنا قد يكون من المأمون شرب فنجانين أو ثلاثة من القهوة الكثيرة الغلي أو الشاي في اليوم. ولا يوجد أخطار صحية بالنسبة لمن يتناولون أقل من 600 ملغم يوميا. وكثير ما يتساءل البعض هل الشاي أفضل للصحة من القهوة، فإن فائدة الشاي بالنسبة للقهوة هي أنها تحتوي على نسبة أقل من الكافيين، فضلا عن أنه يحتوي على مواد مضادة للأكسدة، وهي قد تساعد على وقايتنا من أمراض القلب والسرطان. إلا أن الشاي قد يضعف قدرة الجسم على إمتصاص الحديد من الطعام، لذلك من الأفضل أن لا نشربه مع وجبات الطعام. أما إذا كنت من الأشخاص الذين يعتمدون على تناول الكافيين بكميات كبيرة، فكيف تستطيع تخفيف ما تنناوله من الكافيين؟ في هذه الحالة يفضل البدء بتخفيف كمية الكافيين المتناولة تدريجيا خلال اليوم وخلال فترة أسابيع مع مراعاة المزج بين والتنويع في تناول المنتجات التي تحتوي على الكافيين كشرب القهوة والشاي وتناول كمية قليلة من الشوكولاتة (بما يعادل 20 غرام) كوجبة خفيفة مع زيادة كمية السوائل خلال اليوم (خاصة الماء والأعشاب والقرفة والزنجبيل). ويجب توخي الحذر بعدم زيادة كمية القهوة بدون كافيين للإستعاضة عن القهوة وذلك لأن تناول كميات كبيرة منها قد يؤثر على منسوب الكولسترول الضارفي الدم سلبيا. |
العلامات المرجعية |
|
|