موضوع الجودة هو من أهم المواضيع التي تحتاج أوساطنا لتفعيلها في وقتنا الحالي الذي يفتقد في عمومه لأبسط مستوياته..
مفهوم الجودة أو الإحسان أو الإتقان أو التميز..هو مفهوم شامل وواسع..
نحن في حاجة إلى إعادة صياغة مفهومي التعلم والجودة ..وإلى أن نخرج في مفاهيمنا التعليمية من قالب التعليم المدرسي( بما هو عليه الآن ) إلى قالب التعليم الحياتي ..وهذا الذي كان يتمثل في منهج الرسول الكريم (صلى الله عليه و سلم )التربوي والتعليمي..لم تكن هناك مدارس مغلقة ومقيدة للإنسان ومجزئة لكيانه كما هو حال بنية مدارسنا اليوم..كان التعليم يتشكل في جميع الجوانب الحياتية ويستثير في الإنسان جميع أجزائه من القلب إلى العقل إلى الجسد..لينتج بالتالي ديناميكية نفسية متناغمة ومبدعة ومميزة والتي تمثلت في شخصيات الصحابة والتابعين والذين حقا أثبتوا وبرهنوا على مستويات عالية من الجودة أو إذا أردت الإحسان في مختلف مناحي الحياة : الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والروحية...
بالنسبة لي مفهوم الجودة له دلالة واضحة في ديننا الحنيف والذي يمثل مرجعيتنا وهو" الإحسان "وتراثنا الإسلامي يزخر بالأحاديث النبوية حول الإحسان وكذلك الآيات القرآنية وليس لنا إلا أن نستقي منها المعايير الأساسية .
أما فيما يخص الدلالات المتداولة اجتماعيا حول مفهوم جودة التعليم فبديهي أن يكون هناك اضطراب وقلق:
أولا لمأساة التعليم التي نواجهها اليوم ..
ثانيا لضعف قدرة الإنسان المغربي أو العربى ( غير المتخصص) على تشخيص الواقع التعليمي..تماما كما يقع في الجانب السياسي : ينتخب المنتخبون على شخصيات سياسية وهم جاهلون لما ستقدمه لهم هذه الشخصيات من برامج أو مشاريع ...
مازال الإنسان العربي على العموم في حاجة إلى إدراك وتشخيص الواقع الذي يعيش فيه بطريقة صحيحة لكي يفرز الإختيارات الصحيحة ..
|