#15
|
|||
|
|||
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-وبعد:-
عندما تقرأ في كتاب الله -أحيانا-يستوقفك تعبير معين، وتجد في نفسك إشكالا يلح على ذهنك :لِمَ جاء هذا التعبير بهذا التركيب؟ وما الغرض من ذلك؟؟ وهنا تبدأ في البحث عن تفسير لتزيل به ذلك الإشكال. ومن الآيات التي استوقفتني قوله تعالى:- [ألم ترى أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم] المجادلة7) -نبدأبذكر الإشكال:ألا وهو:لِمَ بٌدئ الكلام عن النجوى بذكر الثلاثة؛حيث إن تعريف النجوى:أنها الإسرار بالقول بين اثنين فأكثر؟ -وعند التأمل في نفس الآية تجد –بفضل من الله-حلا للإشكال-الذي ما وُجد عندي إلا لقلة علمي وقلة إلمامي باللغة- - وكان قوله تعالى ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا) هو الرافع للإشكال.كيــــــف؟؟ -ذكرتْ الآيات الكريمات: أنه ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم [ولا أدنى] من ذلك أي:أدنى من نجوى الثلاثة----الذي لا بد أن يكون نجوى الاثنين؛ لأنه لا يمكن أن يكون نجوى مع الواحد، فإذا ما أسر الإنسان لنفسه كان حديث نفس-وهذا أيضا يعلمه الله ولكنه أفرده بالذكر[ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد] الواقعة16) لكنه لا يدخل في النجوى-؛وبذا يتضح سبب البدء بقوله: (ما يكون من نجوى ثلاثة)حتى يوجد أدنى من المذكور ؛فيصح أن يعود عليه قوله فيما بعد: (ولا أدنى من ذلك). ____________ اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا؛ إنك بكل جميل كفيل أنت مولانا ونعم الوكيل. __________________
__________________
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا |
العلامات المرجعية |
|
|