الوقف على رؤوس الايات هل هو سنة؟

[صوت الامة]

سؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
حمداً لله وصلاة وسلاماً على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .
لي سؤال مهم وأتمنى الإجابة عليه وهو :
من المشهور في السنة الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام أن الوقوف على رؤوس الآي سنة ثابتة عنه ..
إذا كيف كيف نوفق بين هذا الأمر و عندما يختم القارئ سورة معينة فله أن يصلها بالبسملة وبداية السورة الأخرى وله القطع وله السكت أيضا ..
إذا كيف نوفق بين سنة الوقوف على رؤوس الآي وبين القراءة بوصل الجميع أي آخر السورة والبسملة والسورة التي تليها على اعتبار أن القراءات كلها وأوجه قراءاتها هي نقل عن النبي عليه الصلاة والسلام .. أرجو أن يكون سؤالي مفهوما .. أفيدوني جزاكم الله الجنة ..

اجابة

حمداً لله وصلاة وسلاماً على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد :
أحييكم أخي الفاضل أحمد الليبي ، وعلى سؤالك كذلك الجميل وهو في كيفية التوفيق بين سنة الوقف على رؤوس الآي ، وبين أوجه القراءة بين السورتين.
فهذه الأوجه التي ذكرها السادة علماء القراءات والتجويد في كتبهم وتلقاها طلابهم فهي أوجه جائزة بين السور ، وليست واجبة .
وكذلك الوقف على رؤوس الآي سنة وليس بواجب كما قال علماؤنا ، وإن كان فاعله يثاب عليه باتباعه لذلك ، ولا يأثم تاركه كما ذكر الأصوليون في كتبهم .
وعلى كل فأذكر مذاهب العلماء على الوقف على رؤوس الآي :
= منهم من يرى أن الوقف على رؤوس الآي سنة ، ويقف عليها جميعا ، وقالوا أن حديث أم سلمة في الباب هو للبيان وليس للإلزام
وقال الداني في بيانه: الوقف على رؤوس الآي سنة.‏
وقال جماعة من العلماء الأفاضل: الوقف على رؤوس الآي وإن تعلقت بما بعدها اتباعا لهدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ‏وسنته.‏
وقال النور الشبراملسي: وإياه أختار وبه آخذ لأن الاهتداء بهديه صلى الله عليه وآله وسلم أحرى، الاقتداء بسنته أفضل وأولى.‏
واستدلوا لذلك بما ورد عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية ‏يقول بسم الله الرحمن الرحيم، ثم يقف، ثم يقول الحمد لله رب العالمين، ثم يقف، ثم يقول الرحمن الرحيم ثم يقف.‏
= ومنهم من قال أنه ليس سنة بالضرورة ، لأن هناك بعض الآيات الوقف عليها يخل بالمعنى مثل آيات كثيرة : (فويل للمصلين ) وقوله تعالى (ألا إنهم من أفكهم ليقولون * ولد الله وإنهم لكاذبون ) وغيرها من الآيات ومعلوم أن الابتداء بما بعدها يخل بالمعنى .
= ومنهم من قال : نلتزم الوقف في بعض المواضع وبعضها الوصل حتى يكتمل المعنى .
وعلى كل فالأمر ليس إلزامياً بل هو سنة للوقف ، ويراد منه التعلم وكيفية الوقف ، وليس بالضرورة .
= وقالت جماعة من العلماء كالسجاوندي وصاحب الخلاصة والجعبري والقمي أن رءوس الآي وغيرها في حكم واحد من جهة تعلق ما ‏بعد كل بما قبله وعدم تعلقه ولذا كتبوا: "قف"، و"لا"، فوق الفواصل، كما كتبوا فوق غيرها. وحملوا ما في الحديث على ما فعله ‏صلى الله عليه وآله وسلم إنما قصد بيان الفواصل لا التعبد، أي فلا يكون الوقف عليها على رأيهم سنة، إذ لا يسن إلا ما فعله تعبدا.‏
ومحل قول بعض القراء (الأولى الوقف على موضع ينتهي فيه الكلام) فيما لم يعلم فيه وقف النبي صلى الله عليه وآله ‏وسلم لأن الفضل والكمال في متابعته في كل حال.
واعلم أن الوقف في حد ذاته لا يتصف بوجوب ولا حرمة، ولم يوجد في القرآن وقف واجب يأثم القارئ بتركه ولا حرام يأثم بفعله ، وإنما يتصف بهما بحسب ما يعرض له من قصد إيهام ما لا يراد.
كما قال ابن الجزري :
وليس في القرآن من وقف وجب ,,,,,,,,,,, ولا حرام غير ما له سبب
والله تعالى أعلى وأعلم ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم