اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > إبداعات ونقاشات هادفة

إبداعات ونقاشات هادفة قسم يختص بما تخطه أيدي الأعضاء من شعر ونثر ورأي الخ...

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 26-11-2010, 12:43 PM
الصورة الرمزية كريمة فوزى
كريمة فوزى كريمة فوزى غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
العمر: 39
المشاركات: 82
معدل تقييم المستوى: 16
كريمة فوزى is on a distinguished road
Icon111 !!.. ليلة إعدام أب ..!!

!!.. ليلة إعدام أب ..!!
" الصلاة خيراً من النوم "
" الصلاة خيراً من النوم "
كان هذا هو النداء الذى جعله يستيقظ من نومه العميق ، وذهب مسرعاً ليتم توضؤه ويهرول سريعاً إلى المسجد ليصلى الفجر .
وعند عودته إلى المنزل بعد الصلاة شعر بشئ من الإختناق وترك اقدامه تحمله إلى اى مكان غير بيته الصامت ، فوجد نفسه أمام شاطئ النيل والشمس قد اشرقت فى السماء نظر إلى المياة الهادئة وترامت أمام عينه ذكريات آتية من الماضى السعيد .
فكم يحمل له هذا المكان الكثير من الذكريات ، فهنا كان يأتى مع زوجته كل يوم خميس ويمتد بهما السهر حتى الساعات الاولى من فجر اليوم الجديد ..
وهنا عند تلك الشجرة كان يلهو إبنه الوحيد ، وهنا دمعت عيونه وتنهد لعل ذلك الهواء الخارج مع انفاسه يستطيع ان يبرد تلك النيران التى مازالت مشتعله فى قلبه .
فمن سنوات طويلة ربما تعود إلى عشرون عاماً كان لديه أسرة زوجه وولد صغير ولكن عصفت الرياح باسرته الصغيرة .
عندما فقد ولده الوحيد فى زحام القاهرة ، وكم طال به البحث عن قرة عينه ولكن دون فائدة .
ترى اذا كان مازال على قيد الحياة كيف ستكون ملامحه الان ..؟
ترى هل مازالت تحمل براءة الاطفال ..؟
بالطبع لا فهو الان شاب فى العشرين من عمره
ولكن هل سيجمعه القدر به من جديد بعد كل هذه السنوات..؟
وهنا لم يستطيع ان يمنع دموعه من السقوط فوق راحة يده وتذكر زوجته المسكينة وكام كانت تدعو ليل نهار ان تلتقى بولدها من جديد قبل رحليها الى دار الحق ، وها هى رحلت منذ سنوات ربما ارتاح قلبها الان من العذاب ولكن بقى قلبه هو يحمل عذاب فقد ابنه الوحيد ورحيل شريكة حياته وحب عمره .
وهنا نظر إلى الساعة فوجد ان الوقت قد مر سريعاً فهرول عائد إلى منزله ليستعد إلى الذهاب إلى عمله .
وأمام المرآة فوق ينظر إلى صورته المنعكسة عليها ..
كانت ملابسه كلها سوداء بينما خصلات شعره بيضاء تعكس علامات الكبر فوق ملامحه .
ونزل من جديد الى الشارع الذى يدب بالحركة والنشاط وبينما هو فى طريقه كان يلقى التحية هنا وهناك ولكن قليلا ما كان يترامى إلى اذنه رد السلام فالكثير من اهل الشارع يخوفون منه ولا يتودد إليه أحد سوى القليل ، فالكل مازال يخشى من وظيفة العشماوى وينظر إليه الجميع وكأنه عزرائيل قابض الارواح وليس فقط مجرد انسان عادى والعشماوى ليست إلا وظيفة فقط .
ولكن قد انتهى الامر فما عاش بداخل النفوس لسنوات طويلة وتوارثته الاجيال من الصعب ان يغير رجل واحد .
لم يهتم كثيراً بتلك الافكار السخيفة واكمل سيره إلى ان وصل الى مقر عمله فى سجن ابو زعبل كان اليوم يوم عمل فليس دائماً هكذا ، وكان يوم العمل بالنسبة له يوم شاق ليس شاق جسدياً بل شاق نفسياً فما اصعب ان تنظر لعين انسان على وشك الموت وترى فيها الخوف والفزع وتجد نفسك عاجزاً عن بعث الطمانينة فى قلبه بل بضغطة من يدك ستنهى تلك اللحظة المريرة .
كان هذا اكبر احساس يعذبه هو النظر الى وجوه واعين من يقوم بإعدامهم ، كانت نظراتهم تحرق قلبه وكانت كلماتهم تمزق فؤاده ، بينما هو غارق فى افكاره شعر بحركة واصوات عالية بخارج حجرة الاعدام فنظر إلى الساعة فى يده وجدها قربت من العاشرة صباحاً .
فعرف ان المهتم قد حضر الان وكلها دقائق وسيأتى امام ليلبسه الكيس الاسود ويضع حبل المشنقه حول عنقه ويربط يده بالاحبال ويقف امام ذراع الموت ليقبض عليه لتصعد روح المهتم الى خالقها فى ثوانى معدودة
وها هو المهتم امامه يقف لم يحاول هذه المرة النظر إلى عيونه فقلبه لا تنقصه الاحزان والالام . ولكن كل ما لمحه ان المتهم شاب صغير فى السن ربما فى العشرين من عمره وكل ما كان يدهشه هو ذلك الصمت العجيب الذى يتحلى به فهو ا يصرخ ولا يبكى ويسير فى شموخ متقربا من نهايته ترى هل مازال هناك من يستطيع ان يواجه الموت بتلك الشجاعة ..؟
ورفض الشاب ان يرتدى القناع الاسود وقال انه لا يخشى رؤية الموت فهو برئ والله يعلم ذلك .
وبينما يقوم هو بسحب ذراع المشنقة تلاقت الاعين بينه وبين الشاب ، هى نفس الملامح هى نفس النظرة هى تلك الشامة فوق جبينه هو ................ هو ابنه المفقود
صرخ وقال ولدى ولكن
فقد فات الاوان فقد سقط الذراع سهواً وتطايرات مع امل عشرون عاماً ماضية .
واندفع نحو جثمان ابنه يبكى فوق صدره ويقول كم كان ينتظر تلك اللحظة التى تجمعهم سوياً ولكن ليته ما كان قابله ها هنا الان وتكون نهايته بيد أبيه ..

رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
قصة قصيرة بقلمى


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:35 AM.