اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > الأدب العربي

الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #22  
قديم 06-11-2010, 11:32 PM
الصورة الرمزية wael_balosha
wael_balosha wael_balosha غير متواجد حالياً
مدرس اللغة العربية
 
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 402
معدل تقييم المستوى: 0
wael_balosha is an unknown quantity at this point
افتراضي من عيون شعر محمود درويش

الجسر


مشيا على الأقدام،
أو زحفا على الأيدي نعود
قالوا..
و كان الضخر يضمر
و المساء يدا تقود ..
لم يعرفوا أن الطريق إلى الطريق
دم و، مصيدة ،و بيد
كل القوافل قبلهم غاصت،
و كان النهر يبصق ضفّتيه
قطعا من اللحم المفتت،
في وجوه العائدين
كانوا ثلاثة عائدون:
شيخ، و ابنته، وجندي قديم
يقفون عند الجسر..
كان الجسر نعاسا، و كان الليل قبّعة
و بعد دقائق يصلون ،هل في البيت ماء؟
و تحسس المفتاح ثم تلا من القرآن آيه ...)
قال الشيخ منتعشا: و كم من منزل في الأرض
يألفه الفتي
قالت: و لكن المنازل يا أبي أطلال!
فأجاب: تبنيها يدان ..
و لم يتم حديثه، إذ صاح صوت في الطريق: تعالوا!
و تلته طقطقة البنادق ..
لن يمرّ العائدون
حرس الحدود مرابط
يحمي الحدود من الحنين
(أمر بإطلاق الرصاص على الذي يجتاز
هذا الجسر. هذا الجسر مقصلة الذي رفض
التسول تحت ظل وكالة الغوث الجديدة
و الموت بالمجان تحت الذل و الأمطار، من
يرفضه يقتل عند هذا الجس، هذا الجسر
مقصلة الذي ما زال يحلم بالوطن )
الطلقة الأولى أزاحت عن جبين اللليل
قبعة الظلام
و الطلقة الأخرى..
أصابت قلب جندي قديم
و الشيخ يأخذ كف ابنته و يتلو
همسا من القرآن سورة
و بلهجة كالحلم قال:
_عينا حبيبتي الصغيرة،
لي، يا جود، ووجهها القمحي لي
لا تقتلوها، و اقتلوني
(كانت مياه النهر أغزر.. فالذين
رفضوا هناك الموت بالمجان أعطوا النهر لونا آخرا.
و الجسر، حين يصير تمثالا، سيصبغ_ دون
ريب_ بالظهيرة و الدماء و خضرة الموت
المفاجيء)
..و برغم أن القتل كالتدخين ..
لكنّ الجنود 'الطيبين'.
الطالعين على فهارس دفتر ..
قذفته أمعاء السنين .
لم يقتلوا الاثنين..
كان الشيخ يسقط في مياه النهر
و البنت التي صارت يتيمه
كانت ممزقة الثياب ،
وطار عطرك الياسمين
عن صدرها العاري الذي
ملأته رائحة الجريمة
و الصمت خيم مرة أخرى ،
و عاد النهر يبصق ضفتيّه
قطعا من اللحم المفتت
..في وجوه العائدين
لم يعرفوا أن الطريق إلى الطريق
دم و مصيدة. و لم يعرف أحد
شيئا عن النهر الذي
يمتص لحم النازحين
(و الجسر يكبر كل يوم كالطريق،
و هجرة الدم في مياه النهر تنحت من حصى
الوادي تماثيلا لها لون النجوم، و لسعة الذكرى،
و طعم الحب حين يصبر أكبر من عبادة)
__________________
وإن كثرت عيوبك في البرايا وســـــرك أن يكون لها غطاء
تستر بالســــخاء فكل عيب ..... يغطيه كمــ،ا قيل السخاء
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:06 AM.