|
منتدى الفني والإداري والأخصائي ملتقى مهني متجدد للفنيين والإداريين وأخصائي المكتبات والأخصائي النفسي والاجتماعي وتكنولوجيا التعليم والصحافة المدرسية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#15
|
||||
|
||||
الضمير
نداء الضمير " لا اقسم بيوم القيامة * ولا اقسم بالنفس اللوامة * ايحسب الانسان ان لن نجمع عظامه * بلى قادرين على ان نسوي بنانه * بل يريد الانسان ليفجر امامه * يسأل ايان يوم القيامة * فاذا برق البصر * وخسف القمر * وجمع الشمس والقمر * يقول الانسان يومئذ اين المفر * كلا لا وزر * الى ربك يومئذ المستقر * ينبؤا الانسان يؤمئذ بما قدم واخـر * بل الانسـان علـى نفسـه بصيـرة * ولو القى معاذيره * "( سورة القيامة 1 - 15 ) * ان من اعظم المصائب التي ابتلي بها الاسلام والمسلمون هي الازدواجية ، وهي ان يعيـش الانسان حالتين في ذاته متناقضتين ، ويطلق عليها في الادب القرآني اسم " النفاق " وهو من الصفات البذيئة التي يبغضها الله - سبحانه - ، ويعلن عليها الحرب في كتابه بشكل متواصل ، والسر في هذا التأكيد هو ان اكثر الناس يزعمون الصدق والصلاح والاخلاص ، فان ناقشت احدهم فانه يأبى الاعتراف بانه على خطأ في حين انه قد يكون على ضلال مبين . الازدواجية داء الانسان الاكبر هذه هي مشكلة الانسان ، والداء العضال الذي يبتلى به ، انه ليس داء الكفر بل هو داء النفاق . فحالة الازدواجية - اذن - هي حالة الخداع الذاتي التي تحول دون تغيير الانسان لواقعه ان هي استمرت في ذاته ، فان اخطأ احدنا ، ونبهه احد الى خطئه ، فانه سيأتيك بعشرات التبريرات والادلة يثبت لك صحة عمله ، وسلامة ما اضطر اليه ، وانى لك اقناعه ، وهو ذلك الانسان الذي يتمتع بقوة الجدل كخصيصة رئيسية فيه ، كما يشير الى ذلك - تعالى - في كتابه الكريم : " وكان الانسان اكثر شيء جدلا " ، فالانسان خصيم مبين حتى في يوم القيامة ، فهو يجادل حتى الله - تعالى - . ففي ذلك اليوم ، يوم قيام الساعة ، تشهد على الكافر جوارحه ، والارض التي كان يطؤها ، والملائكة والناس والنبيون .. لكنه يحلف بالله صلافة منه انه لم يكفراو ينافق او يعمل الموبقات وما الى ذلك ، فكيف السبيل الى اصلاح انفسنا ونحن لا نخرج عن حدود التفكير بالذات ، ومبتلون بداء الازدواجية والتبرير ، داء خلق الاعذار حين اللوم والنقد ؟ منقول
|
العلامات المرجعية |
|
|