جامعة الفيوم تقرر منع المنتقبات من التدريس

[العابد لله]

وكم من منكر قولا صحيحا وآفته من الفهم السقيم

وقال تعالى "ومن الناس من يجادل فى الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير "

أصل العلماء أصلا ألا وهو "الشرائع مصالح العباد "فكل ما يتحقق به مصلحة يقره الشرع ولا يحرمه ولو تتبع أحد أى محرم لعلم بالغ ضررها على الناس وصدق الله " ألا يعلم من خلق "

فلا يمكن بحال ترك الأولى والذى لا تقوم المصلحة الا به

نعود لهذا الموضوع المثار معظم المعترضين على تغطية المرأة وجهها يتترسون خلف التواصل والفهم وأنهما لا يتحققان الا ببكشف الوجه" مع أنهم نسوا أو تناسوا أن الله فرض على أطهر قلوب العالمين من النساء أزواج نبينا ألا يظهرن على الرجال فى التعامل قال تعالى "وإذا سألتموهن متاعا فسألوهن من وراء حجاب "
المسئول أطهر النساء والسائل أصحاب النبى وعلل الله المنع والتحريم " ذلكم أطهر لقلوبكم "لأن سلامة القلب وعدم تعريضه للفتن مقصود شرعى ونعود لنقول "لو أن الفهم يتطلب الرؤية ولا يتحقق الا بها لما حرمه الله عليهم لما فيه من المشقة والله لا يكلف الا بما يستطاع" وقد فسر ابن العربى المتاع فى هذه الآية بطلب الصدقة أو العلم والافتاء والمطلع للسنة لعلم كم الأسئلة التى توجه بها الصحابة لنساء النبى وخاصة أم المؤمنين عائشة .وتعلم الامور الدينية فرض عين ولو أن فهمهم لن يتأتى الا من خلال التواصل والرؤية لأحلها الله إذ " ما لا يأتى الواجب الا به فهو واجب " وعلى الرغم من ذلك أمرهم الله بالتزام الحجاب عند السؤال ولم يرخص لهم فى الرؤية .

ثانيا أهالنى شئ مما رأيت معظم المتحدثين يقول وجهة نظرى ورأى ولا أدرى كيف يستقيم الدين إذا نوقش بهذه الطريقة وما قيمة العلماء إذن بل ولو تتبعنا بعض الأقوال لرأينا بعض المستدلين ممن اوتو اتباعا يستدل بحديث للنبى ثم يأتى آخر ويقول وجهة نظرى ورأيى ويضرب بكلام النبى عرض الحائط وكأنه لم يره ويا ليت هؤلاء يحتجون بقول عالم ويستدلون بنص وإنما لا تتعدى الأقوال الا اراء فاسدة تشربها متبع للهوى بعد عن نور الوحى فهو فى الظلمات غارق .
وأنا أخاطب بعض الأخوة وخاصة المستدلين بنصوص الوحى أو أقوال العلماء ألا يرهقوا انفسهم فى جدال مع الطرف الآخر فالعبد مرهون بأمرين إما متبع لهوى وإما متبع للوحى قال تعالى " ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه فكان أمره فرطا " فسعادة الحال واستقامته فى اتباع الوحيين وتفسير العلماء لها والهلكة كل الهلكة فى اتباع كل ناعق لا يعرف حتى كيف يعالج نصوص الوحى بل ويتجرأ ويردها فاللهم اجعلنا متبعين ولا تجعلنا ضالين ولا مضلين .