قصيدة الدرب الحزين(قرية الدواخلية)للشاعر عبدالرحمن توفيق عبدالفتاح

[عبدالرحمن توفيق عبدالفاح]

قصــــــــيدة
الدرب الحزين((قرية الدواخلية))
للشاعر عبدالرحمن توفيق عبد الفتاح
يازمان العمر قد ضــاع الهـــوى***بين ماضى ذكرياتى والجـــــــوى
يابلاد الحــب لاتبــكى الوفــــــــا***يوم ضاع العمر فى وقت النـــوى
يازمانى قد رحلـنا فى الخـــــــــفا***لا تسل حلما توارى فى الدجــــى
واتـْرك الأوهام زيفا للصــــــــــبا***كل شئ صار وهما فى الهــــوى
ما دعوت الشوق توقا للحِــــــــــبا***بل دعوت العشق خلدا للحـــــــيا
إطرب الأحزان رقصا للغـــــــــنا***كى أحاكى نشـــــوتى حـين الدوا
والأهازيج الأغانىعزفـــــــــــــنا***تطرب الأشــجان عــزفا للشـجى
يازمانى ما لقـلبى قصــــــــــــــــة***غير درب هام نعـــيا للوفـــــــــا
فاقد الآمال عذرا للحـــــــــــــــــيا***رافضا طيف الليالى والســــــــنا
ما أنا بالشــــــوق حــــرقا كاللظى***لست عبدا فى ربوعى للجــــوى
ما لسلطان الهوى من عاشــــــــق***دون عشق الروح هفوا فى الخلا
قد غدوت الدرب وصــــــلا للمنى***حيث ما بين الأصيلى والغــــــدا
حــــــــائر بين الأمانى والضـــنى***دون وعد فاقد صدق الجـــــــــدا
ما أتيت الدرب إلا شــــــــــــــاكيا***حال بأسى فى دروبى والضــوى
باكيا عشـــقا تناســــــــــى وحدتى***فى ليال الخوف حين الملــــــتقى
يانجوم الليل دّوى فى العـــــــــــلا***واملئ الكاسات غــــــبقا لـلروى
أنشدى لحن الأغانى عزفــــــــــنا***واطربى شـــدو الحيارى والمـنى
ياربيع العمر مهلا بالصـــــــــــبا***إنما الأيام تهــوى بالكــــــــــــرى
فاطلق الأرواح طــــــــــــيرا للقا***سابحات بين شـــــيْبى والصـــــبا
إننى أهفــــــــو بصمت فى الخلا***أنظم الأبيات شــــــــــــعرا للربــا
إهدنى شــــــــــدو الأمانى لحننا***عل صوتى شــاديا حســن الغـــــنا
هائم أُزجى النوى طيف الجـوى***حالم أن النوى يســـــــــجى الـدّوَى
ياربيعى طال شـــــــــوقى للربا***ذاك درب من نعــــــــيـم ماارْتـوى
ذاك ماضى ذكرياتى علّـــــــتى***مضّ جرْحى نزف قلـــبى فاكْــتوى
فارْتقى حُسْن الأمانى والجــــدا***لاتبالى خطوتى عند الضَّــــــــــوى
واسْــــــــقنى نبع الليالى للرّوى***ذاك شوق هام عشقا للهــــــــــــوى
إطرب الوجدان همـــــــسا علّها***تنشد الأركان إنصاف الســــــــوى
والغدير الصافى ُ الوضـــاء ذى***باسقات الطلح غصنا فى الفضــــــا
واسأل الأشجار طلا والســـــما***عابقـات الريح فوْحــا والســـــــــــنا
كم جمعنا الورد ذيعا عاطـــــرا***والجنان الحســـن روضـــــا والرّبا
كم حلمنا بالصبا من عمـــــــرنا***نعزف الألحـــان وحــــــيا للغـــــنا
والعصافير المناغى صــــــوتها***تطرب الأحزان رقصـــا والضـنى
والرّياحــــــــين اسْتطافتْ طيبها***حاملات المسك عطــــرا والنــدى
والمآقى ذارفات المنْهــــــــــــلى***من حنين الشوق حــــــبا والجوى
يارياضى صار عشــــــقى للربا***طالبا حسن المغانى والمــــــــــنى
كم حبيب بات يشـــــــكو لوعتى***ظلمة الأيام فى درب الدجـــــــــى
والظلام الدامــــــــس الجانى له***داعيا بدر الليالى والضـــــــــــــــيا
والأعاصــــــير التى تاقــت لها***حاملات الريح عصفا للصــــــــــبا
والخماسين الخريف قلعـــــــتى***شابها كهل المعالى والعــــــــــــــلا
دوحتى قد روّحـــــــتْ أوراقها***بين أرياح الجوارى والهـــــــــــوى
كل شئ قد هـــــوى من قريتى***حين درب الحزن ليلا قد جــــــــــلا
ما لعشــــــق الروح حــبا بيينا***لست درب العشق أمنا للحــــــــــــيا
ماحيـَيْت الحب خلدا للشــــــقا***أو بكيت الدمع زيفا للرّجــــــــــــــــا
قد رحلت اليوم نوءا للصـــبا***فى ربوع العشق توقا للحِـــــــــــــــبا
لن أعود الدرب أحكى قصتى***بين طيفى والتسامى بالجـــــــــــــوى
طالما الأوغاد باتوا للشـــوى***والجهام العابس الآتى كــــــــــــــرى
والحراق المهلكات للهـــــــوا***قاذفات الســــم شـــــهقا بالفضـــــــــا
ما نصير جاء يبغى شــــدونا***حين ذاك القصد هلْـــــكا للقـــــــــرى
كم نشدت الذات مدحا للســلا***رحمة الأشــــواق حــــــــــبا للــورى
يابلادى صرت جودا خاطرا***بين أسْحار الليالى والهــــــــــــــــوى
ما بلينا العمر مضًّا قاســـــيا***من غـبار القيـظ قـــــــتما والــــــرّدى
بل عنينا الريح جهْما باســرا***وانتهـــــــينا بالأذى مضّ القـــــــــذى
والهـزالى و الثكالى بالضنى***باكيات الضُّرّ مضّا والضَّـــــــــــــوى
عبدالرحمن توفيق عبدالفتاح
مصر العربية – المحلة الكبرى