|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الإعجاز اللغوى والبيانى فى الإسلام
أقدم لحضراتكم مجموعة أبحاث ومقالات عن الإعجاز اللغوى والبيانى فى الإسلام وهو منقول للفائدة
الإعجاز البياني واللغوي في القرآن قضية الإعجاز البياني بدأت تفرض وجودها على العرب من أول المبعث، فمنذ أن تلا المصطفى عليه الصلاة والسلام في قومه ما تلقى من كلمات ربه، أدركت قريش ما لهذا البيان القرآني من إعجاز لا يملك أي عربي يجد حسَّ لغته وذوقها الأصيل، سليقة وطبعاً، إلا أن يسلم بأنه ليس من قول البشر. من هنا كان حرص طواغيت الوثنية من قريش، على أن يحولوا بين العرب وبين سماع هذا القرآن . فكان إذا أهل الموسم وآن وفود العرب للحج، ترصدوا لها عند مداخل مكة، وأخذوا بسبل الناس لا يمر بهم أحد حذروه من الإصغاء إلى ما جاء به محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم من كلام قالوا إنه السحر يفرق بين المرء وأبيه وأخيه، وبين المرء وزوجه وولده وعشيرته . و ربما وصلت آيات منه إلى سمع أشدهم عداوة للإسلام، فألقى سلاحه مصدقاً ومبايعاً، عن يقين بأن هذه الكلمات ليست من قول البشر. حدثوا أن " عمر بن الخطاب " خرج ذات مساء متوشحاً سيفه يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورهطاً من أصحابه، في بين عنده " الصفا " سمع أنهم مجتمعون فيه، فلقيه في الطريق من سأله : ـ أين تريد يا عمر ؟ أجاب : أريد محمداً هذا الصابئ الذي فرق أمر قريش وسفه أحلامها وعاب دينها وسب آلهتا، فأقتله . قال له صاحبه : ـ غرتك نفسك يا عمر ! أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمداً ؟ أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم ؟ سأله عمر، وقد رابه ما سمع : ـ أي أهل بيتي تعني؟ فأخبره أن صهره وابن عمه " سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل " قد أسلم . و كذلك أسلمت زوجته، أخت عمر " فاطمة بنت الخطاب". فأخذ " عمر " طريقه إلى بيت صهره مستثار الغضب، يريد أن يقتله ويقتل زوجته فاطمة . فما كاد يدنو من الباب حتى سمع تلاوة خافتة لآيات من سورة طه، فدخل يلح طلب الصحيفة التي لمح أخته تخفيها عند دخوله .... و انطلق من فوره إلى البيت الذي اجتمع فيه المصطفى بأصحابه، فبايعه، وأعز الله الإسلام بعمر، وقد كان من أشد قريش عداوة للإسلام وحرباً للرسول . [سيرة بن هشام ] . و في حديث بيعة العقبة، أن الرسول صلى الله عليه وسلم ندب صاحبه " مصعب بن عمير " ليذهب مع أصحاب العقبة إلى يثرب، ليقرئهم القرآن ويعلمهم الإسلام . فنزل هناك على " أسعد بن زراة " الأنصاري الخزرجي . فحدث أن خرجا يوماً إلى حي بني عبد الأشهل رجاء في أن يسلم بعض القوم . فما سمع كبير الحي "سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير" بقدم مصعب وأسعد، ضاقا بهما وأنكرا موضعهما من الحي، قال سعد بن معاذ لصاحبه أسيد بن حضير : " لا أبا لك ! انطلق على هذين الرجلين فأزجرهما وانهما عن أن يأتيا دارينا . فإنه لولا أن أسعد بن زرارة منى حيث علمت، كفيتك ذلك : هو ابن خالتي ولا أجد عليه مقدماً" . و التقط أسيد بن حضير حربته ومضى إلى صاحبي رسول الله فزجرهما متواعداً : ـ ما جاء بكما إلينا تسفهان ضعفاءنا ؟ اعتزلانا إن كانت لكما بنفسيكما حاجة . قال له مصعب بن عمير : ـ أو تجلس فتسمع، فإن رضيت أمراً قبلته، وإن كرهته كُفَّ عنك ما تكره ؟ فركَّز أسيد حربته واتكأ عليها يصغي إلى ما يتلو مصعب من القرآن . ثم أعلن إسلامه من فوره، وعاد إلى قومه فعرفوا أنه جاء بغير الوجه الذي ذهب به . وما زال أسيد بسعد بن معاذ حتى صحبه إلى ابن خالته أسعد بن زرارة، فبادره سعد سائلاً في غضب وإنكار : " يا أبا أمامة، لولا ما بيني وبينك من القرابة ما رمت هذا مني . أتغشانا في دارنا بما نكره ؟ " . ولم يجب أبو أمامه، بل أشار على صاحبه " مصعب " الذي استهل سعد بن معاذ حتى يسمع منه، ثم تلا آيات من معجزة المصطفى، نفذت إلى قلب ابن معاذ فمزقت عنه حجب الغفلة وغشاوة الضلال . وأعلن إسلامه وعاد إلى قومه فسألهم : يا بني عبد الأشهل، كيف تعلمون أمري فيكم ؟ أجابوا جميعاً : سيدنا، وأفضلنا رأياً، وأيمننا فيكم ؟ فأجابوا جميعاً : سيدنا، وأفضلنا رأياً، وأيمننا نقيبة . فعرض عليم الإسلام " فو الله ما أمسى في حي بني عبد الأشهل رجل أو امرأة إلا مسلماً ومسلمة "[سيرة بن هشام ]. هل فرض القرآن إعجازه على هؤلاء الذين استنارت بصائرهم فآمنوا بمعجزة المصطفى بمجرد سماعهم آيات منها، دون غيرهم ممن لجوا في العناد والتكذيب ؟ إن القرآن لم يفرض إعجازه البياني من أول المبعث، على هؤلاء الذين سبقوا إلى الإيمان به فحسب، بل فرضه كذلك على من ظلوا على سفههم وشركههم، عناداً وتمسكاً بدين الآباء ونضالاً عن أوضاع دينية واقتصادية واجتماعية لم يكونوا لم يكونوا يريدون لها أن تتغير . و في الخبر أن من طواغيت قريش وصناديد الوثنية العتاة من كانوا يتسللون في اوئل عصر المبعث خفية عن قومهم، ليسعوا آيات هذا القرآن دون أن يملكوا إرادتهم . روى " ابن إسحاق " في السيرة أن أبا سفيان بن حرب العبشي، وأبا جهل ابن هشام المخزومي، والأخنس بن شريق الزهري، خرجوا ذات ليهة متفرقين على غير موعد، إلى حيث يستمعون من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلى ويتلو القرآن في بيته . فأخذ كل رجل منهم مجلساً يستمع فيه، ولا أحد منهم يعلم بمكان صاحبيه . فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق فتلاوموا وقال بعضهم لبعض : " لا تعودوا، فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئاً " ثم انصرفوا . حتى إذا كانت الليلة التالية، عاد كل منهم إلى مجلسه لا يدري بمكان صاحبيه . فباتوا يستمعون للمصطفى حتى طلع الفجر فتفرقوا وجمعهم الطريق فتلاوموا، وانصرفوا على ألا يعودوا . لكنهم عادوا فتسللوا في الليلة الثالثة وباتوا يستعمون إلى القرآن[سيرة بن هشام]. |
العلامات المرجعية |
|
|