قضية نادي المعلمين في الاسكندرية

[امل اليكس]

الأربعاء 30 يونيو 2010

محمد محمود – أمل الأمة
اتفق المشاركون فى مؤتمر "المعلمون بين ضياع ناديهم وفساد نقابتهم" الذى عقدته حركة معلمون بلا نقابة مساء يوم أمس أن السبيل الوحيد إلى الخروج من الكبوة التى تعانى منها نقابة المعلمين وسياسة التعليم فى مصر هى التوحد والتجمع بين أطياف المعلمين والعاملين فى الحقل التعليمى بالكامل من أجل إسقاط هذا النظام الذى أفسد الحياة التعليمية وخرّب التعليم فى مصر .
وأوضح حسن العيسوى – الأمين العام لحركة معلمون بلا نقابة والمتحدث باسمها – أن المعلمين لا يبكون على حالهم ولكن يتحدثون من باب وضع الحلول وأشار إلى أن النقابة تتخبط ما بين القانون 79 لسنة 1969 والقانون 100 لسنة 1993 وتبحث الأسوأ للمعلمين فيهما والأفضل للقائمين عليها حتى تنفذه وقال: نريد أن تحدد النقابة قانونا نستطيع أن نخاطبها به حتى لو كان قانون حمورابى وأضاف: هذه النقابة السرية إذا أردنا أن نحاسبها أو نتحدث إليها من يرد على تساؤلاتنا وتحدى جموع الحضور من ذكر اسم 4 من أعضاء النقابة العامة أو حتى النقابات الفرعية وقال: نقابة تقود مليون وربع معلم لا يعرفهم أحد "لو كان لديهم كرامة أو حياء لاعتذروا عن مواقعهم فورا" .
وألمح العيسوى إلى الهجوم الشديد على الحركة والادعاء بعد مسلكها القنوات الشرعية مشيرا إلى أنه وجه من خلال أحد الفضائيات طلب لمقابلة وزير التربية والتعليم وتم الاتفاق مع المستشار القانونى الخاص به عبر البرنامج إلا أنه رفض المقابلة كما رفض لقاء وفد من مديرى ونظار القاهرة والجيزة لعرض مشاكل المعلمين بالإضافة إلى عدم وجود أى من أعضاء النقابة فى مقرها وقال: ذهبنا أكثر من مرة إلى مقر النقابة فلا نجد إلا حارس العقار وأحد الموظفين .
ودعا إلى اعتبار التعليم مشروع دولة لأنه يمثل قضية أمن قومى ومستقبل دولة وأن تعود النقابات كما كانت منظمة مجتمع مدنى قوية ليس عليها رقابة أو تعليمات من أحد حتى لو كان رئيس الجمهورية نفسه مشيرا إلى أن الكارثة الكبرى الذى تنتظرها مصر هى نظام الثانوية العامة الجديد المزمع تطبيقه العام القادم والذى لا يعرف احد عنه شيئا حتى المعلمين أنفسهم وأضاف: التعليم فى مصر ليس حقل تجارب حتى يطبق كل وزير ما يراه مناسبا من الدولة التى يزورها والتى لا تتوافق مع الوضع المصرى .
ووجه العيسوى دعوة إلى إنشاء لجنة حكماء مصرية تعكف على مراجعة المناهج ولا يتم تطبيق أى نظام جديد إلا قبل الرجوع إلى هذه اللجنة .
من جانبه أكد الدكتور عصمت زين الدين – أستاذ الهندسة النووية والمستشار الأسبق لرئيس الجمهورية – على أن الوضع والحالة التى وصل إليها التعليم فى مصر هى نتيجة المخطط الصهيونى الذى يحاك للمحيط العربى بأكمله موضحا أن المحيط العربى كان يشهد ازدهارا وتقدما قبل تدخل الكيان الصهيونى فى المنطقة والذى لا يمكن أن يعيش إلا وسط تخلف وجهل حتى يمكن اقتياده والسيطرة عليه لأن الكيان الصهيونى يعلم أن البحث العلمى وارتفاع مستوى التعليم يعنى الحكم بالإعدام على ما يسمونه "دولة إسرائيل" وقال: قوة المجتمع تقاس بقوة أفراده وعلمهم والبحث العلمى فيه والنظام المصرى يحرص على إفقاد الشعب كرامته من أجل سهولة النيل منه ، وأضاف: على مدار التاريخ الاستبداد ضيّع نفسه وضيّع شعبه.
وقال: هذا النظام أراد له الغرب أن يهدم التعليم فنجح النظام فى هدم التعليم والمعلم والمهندسين والأطباء وأعضاء هيئة التدريس حتى أفقد الكل كرامته أكثر مما كان يحلم العدو الصهيونى المتربص بالإضافة إلى إفقاد مصر دورها وكرامتها خاصة فى دول أفريقيا .
ووجه زين الدين رسالته إلى المعلمين قائلا: مصر ضاعت وأنتم من أسباب استعادتها واصفا أزمة الاستيلاء على نادى المعلمين بأنه أزمة مجتمع وليس المعلمين فقط كما طالب المعلمين بأن يتبنوا إعادة المنظومة الأخلاقية لدى الطلاب ونشر قيم الإيجابية مشيرا إلى أن المعلم يمكن أن يكسل أو يشعر بالاستسلام لكنه أبدا لا يمكن أن يقهر وأضاف: سمعة وزير التربية والتعليم الحالى فى الجامعة سيئة ومتآمر على الطلاب ولذلك تم تعيينه وزيرا .
من جانبه دعا الدكتور عبد الله سرور – الأستاذ التربية بجامعة الإسكندرية – إلى ضرورة توسيع دائرة العمل فى مجال إصلاح التعليم ومواجهة فساد المنظومة التعليمية بحيث لا تقتصر على المعلمين فقط ولكن تشمل معها أصحاب الرأى من مختلف التيارات والعاملين فى المجالات المختلفة والمهتمين بالأمر داعيا إلى عدم الاكتفاء بالكلام فقط وقال : لا يجب أن نكتفى بالأصوات العالية فقط وإن كانت مطلوبة وعلى المعلم أن يكون طموحا وألا ينظر أسفل قدمه فى إشارة منه إلى عدم انتظار النقابة وردود أفعالها وقال: لا يجب أن ننتظر نقابة منحلة وأناس "منحلة" .
وأضاف سرور: يجب أن ينظر المعلمون إلى معالم الطريق حيث أنهم يمثلون أكبر جسد نقابى فى مصر وأشر إلى أن المعلمون ليسوا أقل من عمال الغزل والنسيج الذين نجحوا فى النزول إلى الشارع وتحقيق مطالب وقال: الفترة القادمة فترة حرجة من بعد انتخابات الشعب والإقبال على انتخابات الشورى ومن بعدها رئاسة الجمهورية واصفا هذه الفترة بأنها فترة عطايا من النظام إلى المواطنين ودعا المعلمون إلى استغلال هذه الفترة فى تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب مدللا على ذلك برصيف مجلس الشعب الذى أبى النظام أن يتركه على حاله وقام بالاستجابة إلى مطالب المعتصمين وحلها .
وقال: على المعلم مسئولية أخرى فردية فهو يتحمل نتيجة الجهل الذى وصل إليه المجتمع لأنه حتى لو كان النظام التعليمى فاسد والمعلم غير مهزوم أمام نفسه فيستطيع أن يتخطى هذه الأزمة ودعا المعلمون إلى الإيمان بالله وزيادة التوكل على الله وقال: قضية المعلم ومشكلته هى مشكلة إيمانية حيث غاب مفهوم أن الرزق بيد الله وأنه سبحانه قدرها له قبل أن يولد وقال: إذا كان المعلم مهزوم أمام نفسه فلا يمكن أن يخرج للجتمع طالب مستقر .
وأوصلى المؤتمر فى نهايته بضرورة فتح نادى الشاطئ الخاص بالمعلمين بأسعار أندية النقابات الأخرى ورفع لافتة الشركة المنتفعة من عليه ووضع اسم النادى بالإضافة إلى انتداب الثانويى العامة داخل المحافظة عدا رئيس اللجنة والمراقب الأول مع التعويض والنظر لحال معلمى العقود نظرة إنسانية حيث أن 104 جنيه زيادة لا تساوى شيئ بالإضافة إلى محاسبة المتسبب فى تعطيل انتخابات النقابة .
كما أوصى المؤتمر بصرف بدل مخاطر للمعلمين فى حال أمراض المراقبة وتأمين المعلمين أثناء تأدية واجبهم فى الامتحانات من أعمال البلطجة وتحسين استراحة المعلم أثناء الثانوية العامة وقبول اعتذار أصحاب الأمراض المزمنة واستبعادهم من استمارة 1 سرى بالإضافة إلى إعادة التكليف لخريجى التربية لضمان العدالة وزيادة مكافأة الامتحان إلى 500 يوم ورفع صندوق الزمالة إلى 100 شهر كما أعلنت الحركة أنه فى حال عدم فتح النادى خلال عشرة أيام فإن كل الخيارات مفتوحة أمام الحركة .
كلام وبس