|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الرسوم المتحركة وأثرها على القيم
لا ينكر أحد أن أطفالنا هم اللبنة الأساسية للمجتمع المسلم ، لذلك أوجب الله تعالى علينا الاهتمام بهم ورعاية شؤنهم وذلك لا يكون إلا بإحاطتهم بسياج من القيم والمبادىء المستمدة من ديننا الحنيف بشتى مصادره . لأن كل مولود يولد على الفطرة كما جاء في الحديث عن أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : " كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ , فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ .. والحديث متفق عليه ومعنى الفطرة في الحديث : فطرة الإسلام وكما في الحديث القدسي الذي رواه مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال الله تعالى : خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين عن دينهم ، وحرّمت عليهم ما أحللتُ لهم وأمرتْهم أن يُشركوا بي ما لم أنزّل به سلطانا . ولا ريب أن الذي ولد في الإسلام قد حصل له من أسباب الهداية والسعادة ما لم يحصل لغيره ممن ولدوا ونشؤوا في مجتمعات كافرة. والتوفيق للإيمان وتيسير أسباب الهداية فضل الله يؤتيه من يشاء . وكما قال تعالى في كتابه الكريم : {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} (الروم:30) وهم كذلك أمانة استرعانا الله إياها ونحن مسئولون عنها قال تعالى : {وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} (المعارج:32) وكما جاء في الصحيحين من حديث عمر رضى الله عنه : ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والولد راع في مال أبيه ومسؤول عن رعيته، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)). ومع انتشار وسائل الإعلام بكافة أنواعها ومالها من عظيم أثر على خُلُقيَّاتِ وسلوك الأطفال نجد أن أخطرها بلا منازع هو ما يعرف بالرسوم المتحركة ( الكرتون ) حيثُ باتت تلعبُ دورًا مُهِمًّا في صياغةِ العقولِ والتوجُّهَاتِ والمعتقداتِ خاصة في تلك المرحلة من سن الثالثة حتى السادسة والتى تعتبر الأساس التكويني لبناء الشخصية .. وكثير من الآباء والأمهات لا ينتبه لخطورة ئأثيرها على أطفالهم ، بل إن الكثير منهم يعتبرها الملاذ الآمن والحصن المنيع إذا ماقورنت بغيرها مما يعرض على الفضائيات.. ولأن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر ، نجد سرعة تفاعل الأطفالِ مع مادتها ، وشِدَّة حرصهم على متابعتها ، وزيادة ولعهم بتقليد ها .. واذا بحثت عن البديل تجد أن غالبة البدائل قد اهتمت بحذف ما يخالف المعاييير الإسلامية من المشاهد لكنها أهملت إلى حد كبير جانب العقائد ومراعاة ما يناسب سن الطفل .. والأمر خطير يحتاج إلى مزيد من إهتمام الأباء ورعايتهم واختيار ما يناسبهم بدلا من أن يتركوهم عبثا في مهب الريح .. والله تبارك وتعالى من وراء القصد وأسأله سبحانه أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى .. |
العلامات المرجعية |
|
|