كلية التربية _جامعة طنطا_دبلوم مهنى _إدارة مدرسية

[gomaa ashour]

مشكلة المبانى المدرسية فى التعليم العام

مقدمة

إن المدرسة هى أحد المؤسسات التى يستعين بها المجتمع فى خلق المواطن الصالح القادر على التفكير والعمل والإنتاج ، وإيماناً منا بالدور الذى تقوم به المدرسة فلابد وأن يكون المبنى المدرسى على أحدث المواصفات الواجب توافرها فى المبانى المدرسية .
ومما لاشك فيه أن المدرسة على مستوى جمهورية مصر العربية تعانى معاناة كبيرة من ضيق المبانى المدرسية ، وخاصة المدارس الابتدائية والتى تحتاج إلى معايير وتصاميم خاصة لإشباع حاجات الأطفال حتى تساعدهم على النمو الجسمى والنفسى والوجدانى ، فلابد وأن يكون هناك صالات وملاعب وأفنية تكون مساعدة للعملية التربوية .
والمبانى المدرسية الكثير منها غير صالح لأن يكون مدرسة وعدم صلاحية هذه المبانى تكمن فى عدم توفر الشروط الصحية وفى عدم سعة الغرف الدراسية وفى الموقع أيضاً .
وقبل أن نبدأ بسرد المشكلات وعلاجها نبين أنواع المبانى المدرسية .

تنقسم المبانى المدرسية فى الغالب إلى قسمين :

1 - المبانى المستأجرة :
وهى مبانى أعدت فى الأصل للسكن ، ودعت الحاجة إلى استئجارها بالرغم من عدم توفر مواصفات المبنى المدرسى فيها ومعظم حجراتها لا تصلح لتكون فصولاً دراسية.

2 – المبانى الحكومية :
وهى التى تمتلك وزراة التربية والتعليم أراضيها ومبانيها وهذه المبانى بنيت وفق المواصفات المدرسية ولكن لم يراع فى أغلبها الحاجة إلى التوسع والنمو فى المستقبل لمواجهة الزيادة فى عدد الطلاب الملتحقين .
*ومن المعروف أن المبنى المدرسى وتجهيزاته يعتبر عنواناً للمدرسة ، وهو أول ما يشاهده الزائر وأول ما يعطى الانطباع عن المدرسة بصورة عامة ويعتبر من ضمن مسئوليات وواجبات مدير المدرسة ، وهذه المسئولية جعلت كثيراً من مديرى المدارس يسعى فى العناية بهذا الأمر ولو كان شكلياً .
*ومديروالمدارس التى مبانيها مستأجرة يعانون الشىء الكثير منها ، فالمبانى المستأجرة ينقصها الكثير فلا توجد بها الإمكانيات التى تمكن التلميذ من مزاولة الأنشطة كما أن غرفها صغيرة لا تستوعب أعداداً متوسطة من التلاميذ إلى جانب نقص المكتبة والمعامل وعدم توفر الشروط الصحية من حيث التهوية والإضاءة وغير ذلك مما سوف نتعرض له .
* وبصورة مختصرة فإن المبنى المستأجر غير صالح ككل ليكون مدرسة ، فلذلك حين نتكلم عن المشاكل نجد أن أكثر المشاكل فى المبانى المستأجرة .
* فللقضاء على أكثر مشاكل المبانى المدرسية لابد من الاستغناء عن المبانى المستأجرة ، ولكن كيف السبيل إلى ذلك ؟

سمات المبنى المدرسى الجيد :
المبنى المدرسى الجيد هو الذى يحتوى على :
1 – فصول دراسية كافية العدد ، وواسعة المساحة ، وجيدة الإضاءة والتهوية .
2 – غرف إدارية كافية (مدير ، وكيل ، مرشد ، رائد فصل) وغرف لهيئة التدريس .
3 – فناء فسيح ، متوفرة فيه الملاعب اللازمة .
4 – غرف مساعدة للعملية التربوية من مكتبة ، ومعامل ، ومختبر ، وصالة نشاط ، ومكان مخصص للمقصف المدرسى .
5 – أن يوجد به مسجد(مصلى) ودورات مياه كافية .
6 – أن يكون موقع المدرسة جيد مراعاً فيه البعد عن أماكن الضوضاء والأماكن الخطرة .

أسباب هذه المشكلة :
1 – إن كثيراً من المبانى المدرسية المستاجرة غير مناسبة من حيث الموقع والتصميم والمساحة وذلك بسبب ارتفاع الإيجارات للمساكن مما يضطر الوزارة وإدارات التعليم إلى استئجار تلك المبانى الأقل جودة .
2 – إن المبانى المستأجرة لم تكن معدة أصلاً لتكون مدارس وإنما هى معدة لتكون مساكن مما جعل هذه المبانى غير صالحة أصلاً لتكون مدارس .
3 – عدم وجود أماكن كافية لوضوء الطلاب وآداء الصلاة جماعة داخل المدرسة .
4 – الفصول والممرات فى بعض المدارس ضيقة وصغيرة المساحة وفاقدة لوسائل التهوية مما يعود سلباً على العملية التعليمية ، وكذلك أوعية النفايات وما إلى ذلك .
5 – موقع بعض المدارس غير مناسب : فنجد بعض المدارس قريبة من الخطوط العامة التى تنتهى إلى خطوط سريعة مما يكون له أثر على سلامة الطلاب .
6 – وتجد بعض المدارس قريبة من المصانع والشوارع العامة المزدحمة مبناها ملتحم بالمبانى السكنية مما يسبب إشكلات أخلاقية وحجب للهواء والضوء .

الحلول والمقترحات
1 – التوسع فى بناء المبانى الحكومية من أجل الاستغناء عن المدارس المستأجرة التى لا تصلح لتكون مدارس ، ولا مانع من إدخال القطاع الخاص فى ذلك وأذكر صورتين لذلك :
(أ) فتح الباب أمام الموسرين والمحسنين للمساهمة فى بناء المدارس ، وهذا الأمر كان موجوداً من القدم ، وقد أدى ثماره ، ونحن نعيش ظروف تتحتم أن يتعاون الجميع للمساهمة فى بناء مدارس تكفى لتغطية الإزدياد المستمر فى عدد السكان ، ومن الأمور العظيمة الأجر إنشاء المدارس وجعلها وقفاً لله تبارك وتعالى ، فإن ذلك من الصدقة الجارية التى ينتفع بها الإنسان بعد مماته .
(ب) طرح مناقصات كبيرة على مستوى الشركات والمؤسسات الكبيرة لإنشاء مدارس كافية ، وتسلم للوزارة بقيمة مقسطة على سنوات مقابل ربح معقول ، فهذا يحد من المبانى المستأجرة ، وخاصة أن الأمر له مردود اقتصادى جيد ، حيث أن هناك مبالغ طائلة تنفق على استئجار المدارس ، لوجعلت مقابل أقساط لتسليم مدارس حكومية نجد أننا خلال سنوات معدودة است غنينا عن جميع المدارس المستأجرة .
3 – التوقف الفورى عن استئجار المبانى المدرسية إلا فى الحالات البالغة الضرورة .
4 – توفير أماكن كافية للوضوء ، والاستفادة من أسطح المبانى المدرسية بعمل مظلات تستخدم لأداء الصلاة جماعة .
5 – عدم استعمال الغرف الضيقة كفصول دراسية مهما كانت الظروف .
6 – الإقلال من عدد الطلاب فى الصف الدراسى حتى يتلائم مع سعة الفصل ، وخاصة فصول المدارس المستأجرة ؛ لأنها ضيقة المساحة فى الغالب .
7 – يجب أن تتوفر المعايير التالية فى اختيار موقع المدرسة :
(أ) أن يكون موقع البناء المدرسى مناسب ، وفى الإتجاه الذى ينتظر أن تنمو المدينة فيه .
(ب) أن يكون الموقع قريباً من الطرق التى يسلكها معظم التلاميذ .
(جـ) أن يكون الموقع بعيداً عن المناطق الخطرة والمزعجة مثل المنطقة الصناعية فى المدينة والطرق السريعة .
(د) أن تتوفر فى الموقع الظروف الطبيعية والصحية الجيدة .
8 – مراعاة إمكانية التوسع فى المستقبل بما يواجه احتياجات المجتمع وتوسعه ونموه .
9 – عند البناء والتخطيط يجب مراعاة إيجاد مرافق للأنشطة وصالات مغلقة ومكتبة وغرف مدرسية احتياطية وكذلك توفير الملاعب اللازمة .
10 – إلزام أصحاب المخططات بتوفير أراضى كافية لإقامة المدارس عليها بالتنسيق مع الشئون البلدية .
11 – المتابعة المستمرة لأعمال الصيانة ومعالجة الخلل حتى لا يترتب على إهماله مشكلة أكبر ، وأن يكون القائمون عليها والمسئولون عن ميزانياتها من ذوى الأمانة والإخلاص .
12 – إجراء دراسات أكثر دقة عن المبانى المدرسية من قبل مراكز الأبحاث المختصة وإطلاع المسئولين المختصين على تلك الدراسات لإتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لتدارك الوضع القائم .
13 – الإستفادة من المدارس الحكومية فى المساء وذلك بعد دراسة وضع المدارس المسائية والتغلب على السلبيات بقدر المستطاع .

مشكلة واقعية فى مبانى إحدى المدارس المصرية

تعريف المشكلة :
إن المبنى المدرسى يشكل عاملاً رئيسياً فى نجاح العملية التعليمية
إلا أن هناك مشكلات تتعلق بالقصور فى المبنى المدرسى فلم يعد المبنى المدرسى إحدى المخلات التى يمكن عن طريقها السعى نحو تطوير التعليم بل على العكس من ذلك فلقد أصبحت العديد من الأبنية التعليمية عاجزة عن تقديم الخدمات التعليمية وكذلك الانشطة التربوية التى يحتاج إليها التلاميذ .

مظاهر المشكلة
تنقسم المشاكل التى تواجه مدير المدرسة فى المبنى المدرسى كالآتى : -

أولاً : مشاكل بالمبنى نفسه :
1) قلة وجود حجرات دراسية كافية لمواجهة الطلب الإجتماعى على التعليم .
2) قلة قدرة المبانى على ملاحقة التطور فى مجال التعليم .
3) قرب حجرات الدراسة بعضها من بعض مما يسبب الضجيج .
4) سوء تجهيزات دورات المياه وقلة عددها .
5) قلة وجود وسائل بالمبنى خاصة بسلامة وأمن المبنى .
6) ضيق السلالم بالنسبة لعدد الطلاب .
7) قلة وجود أماكن مناسبة لإقامة الصلاة والندوات الدينية .
8) أثاث المدرسة غير مناسب لسن التلاميذ فى بعض المدارس .
9) المبانى المدرسية لم يراع فى غالبيتها الحاجة إلى التوسع والنمو .
10) قلة الإمكانات المادية .
11) وجود تشقق فى الجدران أو الأسقف مما يشكل خطورة على سلامة التلاميذ .

ثانياً : مشكلات متعلقة بالمعلم فى المبنى : -
1) لا توجد حجرات كافية للمدرسين .
2) محتوى المبنى لا يساعد المعلم على استخدام التكنولوجيا الحديثة .
3) محتوى المبنى لا يساعد المعلم على تنفيذ برامجه التدريبية بشكل سليم .
4) لا توجد مقاعد كافية للمعلمين .
5) لا توجد مكاتب أو دواليب لحفظ الأوراق الهامة الخاصة بكل معلم .

ثالثاً : مشكلات متعلقة بالطلاب بالمبنى : -
1) إرتفاع عدد الطلاب داخل الفصول وقلة عدد المقاعد اللازمة .
2) إزدحام أفنية المدرسة أثناء الفسحة والدخول والخروج .
3) إزدحام الطلاب على السلالم أثناء الصعود والنزول .

رابعاً : مشكلات مرتبطة بتنفيذ الأنشطة : -
1) خلو المبنى من حجرات تنفيذ الأنشطة مثل (المكتبات – الورش – حجرة الإقتصاد المنزلى – حجرة التربية الفنية – حجرة التربية الرياضية – إلخ )
2) ضيق العديد من المدارس مما لا يتيح الفرصة للإستفادة من الأنشطة الصفية أو غير الصفية .

خامساً : مشكلات مرتبطة بتنفيذ الوسائل : -
1) عدم وجود غرفة للوسائل التعليمية .
2) عدم وجود مختبرات علمية .
3) عدم وجود معامل .
4) الإعتماد على إستخدام الوسائل التقليدية فى المبانى .

الحلول المقترحة والتى تم القيام بها

كان لإدارة المدرسة وجميع العاملين بالمدرسة دور كبير فى حل كثير من هذه المشاكل التى سبق أن أشرنا إليها عن طريق الود والتعاون والمشاركة المجتمعية والعلاقة الطيبة بين إدارة المدرسة والمجتمع فتمت كالآتى : -
1) قام أولياء الأمور بجمع التبرعات من القادرين من أهل القرية .
2) بالنسبة لضيق السلالم تم وضع نظام من قبل إدارة المدرسة مع المدرسين والمشرفين على نزول وصعود الطلاب كل مدرس أمام فصله أو يصعد أمامه فى الفسحة أو فى طابور الصباح أو فى الحصة الأخيرة .
3) يتم كل عام قبل بداية العام الدراسى دهان مبنى المدرسة وأبواب وشبابيك المدرسة عن طريق التبرعات المجانية من أبناء القرية .
4) تبرع جميع العاملين بالمدرسة وتم بناء حجرة وتم إستغلالها كمسجد للصلاة ومكان يدرس به حصص التربية الدينية .
5) قامت المدرسة بدعوة السيد / رئيس مجلس المدينة ورئيس مجلس القرية وتم عرض المشكلة عليهم فى وجود بعض أولياء الأمور وتم رصد مبالغ مالية منهم .
6) عن طريق المشاركة المجتمعية مع إدارة المدرسة تم الإستعانة بالفنيين فى الكهرباء وتمت الإضاءة داخل الفصول .
7) عن طريق جهاز الدفاع المدنى تم تدريب مجموعة من الإداريين على طريقة إستخدام طفايات الحريق وتم شراء عدد 2طفاية .
8) تم عمل الطرقات الواسعة فى المدرسة بديل للمكاتب .
9) عن طريق علاقة المدرسة بالمجتمع تم دعوة الموهوبين فى الخط والرسم وعمل مجموعة وسائل تخدم المواد الدراسية .
10) قامت إدارة المدرسة بدعوة عضو مجلس الشعب عن الدائرة وعمل مساعدات مالية من صندوق خدمات المحافظة .

الخاتمة

وختاماً نرجو من الله أن نكون وفقنا فى طرح هذه المشكلة والتى تعتبر المشكلة التى أزعجت ولا زالت تزعج المسئولين فى الوزارة ولم توجد لها الحل الأمثل إلى الآن ، وإن كنت أرى أنه من الضرورى من إشراك القطاع الخاص فى ذلك ، نسأل الله أن يحفظ علينا ديننا وأمننا وأن يقينا شرور أعدائنا إنه ولى ذلك والقادر عليه ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .