إجراءات الغياب المشددة "لبدر" تثير الرعب في المدارس الثانوية

[ابراهيم حافظ]

إجراءات الغياب المشددة "لبدر" تثير الرعب في المدارس الثانوية
الطلاب : ضغط كبير علينا وتقلل من فرصتنا في المذاكرة
المدرسون : تحارب الدروس الخصوصية وتعيد الانضباط
دعاء عمرو
أثارت الإجراءات القانونية المشددة التي اتخذها د. أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم ضد طلاب الثانوية المتجاوزين لنسبة الغياب الذعر والخوف في نفوس الطلاب وأولياء الأمور ورغم زيادة نسبة الحضور داخل المدارس إلا أن ذلك ليس بغرض الاستفادة من شرح المدرسين وإنما لإثبات الحضور فقط كما أكد الطلاب.
أكد الطلاب رفضهم لهذه الاجراءات المشددة وأنها بمثابة وسيلة ضغط عليهم وتقلل من فرصتهم في المذاكرة والمراجعة لأنهم مطالبون بالحضور حتي آخر يوم فضلاً عن كبر المناهج وعدم وجود وقت مناسب بالجدول إذا كان يوماً بعد يوم.
ويري المدرسون أن هذه القرارات ايجابية وتسهم إلي حد ما في محاربة الدروس الخصوصية وإعادة الانضباط بالمدارس.
تقول الطالبة نورهان عبدالستار بالمرحلة الأولي من الثانوية العامة إن عدم اعطائهم فرصة للغياب يضاعف من الجهد والمسئولية الملقاة علي عاتق الطلاب ويمنعهم من المذاكرة في هدوء قبل الامتحان لأن الحضور للمدرسة عبء كبير.
ظلم للطلاب
تري نورهان أحمد بالمرحلة الأولي أدبي أن القرار يعد ظلماً حقيقياً للطلاب خاصة في ظل سوء توزيع المواد في جدول الامتحان هذا العام حيث نجد أن مادة التاريخ التي تتطلب مذاكرتها ومراجعتها وقتاً طويلاً يوجد أمامها يوم واحد فقط قبل الامتحان وهو ما لا يكفي للمراجعة.
رفضت الطالبات هدير خالد وشروق أشرف وأسماء مهران بشدة منع الطلاب من فرصة الغياب قبل الامتحان للمراجعة واصفين إياه بالظلم علي هذه الدفعة التي تلقت كافة القرارات المستحدثة بشكل فجائي دون ذنب.
قلن: إن السنوات السابقة شهدت حرية أكبر للغياب قبل الامتحان. فلماذا يتم الغاء كل شيء مرة واحدة؟
أوضحوا أنه قبل تنفيذ القرار يجب توفير وسائل لجذب الطلاب للمدرسة أولاً.
يري محمود سيد ومصطفي عصام بالمرحلة الأولي علمي أن هناك صعوبة كبيرة هذا العام في الاستذكار ومراجعة الدروس وضيق فرصة المذاكرة أثناء سير الامتحانات نفسها.
ورفض محمود أحمد وعلي مجدي طالبان بالمرحلة الثانية هذا القرار بشدة لأنه يعد تعسفاً في حق طلاب هذه الدفعة حيث يجب اعطاؤهم فرصة للمراجعة شهراً علي الأقل خاصة في ظل قلة الانضباط داخل الفصول الدراسية في معظم الأوقاف حيث يستهين الطالب بالحصة الدراسية ويهمل المدرس لعلمه أن الطالب يأخذ درساً خصوصياً في كل المواد.
المدرسون .. انقسموا
من ناحية أخري انقسم المدرسون بين مؤيد ومعارض لقرار إلزام طلاب الثانوية بالحضور حتي نهاية العام الدراسي.
يقول ممدوح ابراهيم مدرس رياضة إن القرار ايجابي ويسهم بشكل كبير في محاربة الدروس الخصوصية كما يحكم العملية التعليمية داخل المدارس بإلزام المدرسين بالحضور بشكل منتظم.
قال إن الوقت قد حان لإعادة الانضباط للمدارس الثانوية التي ينقطع طلابها عن الحضور بدءً من شهر مارس وهذا ما تم تقليله هذا العام إلي حد كبير بدليل تواجد الطلاب حتي الآن داخل المدارس.
توافقه الرأي ايمان حامد مدرسة جغرافيا ودعاء رجب مدرسة لغة انجليزية قائلتان إن الحضور بالمدرسة يعطي فرصة أكبر للطلاب لحل التدريبات وعمل مراجعات علي كافة المواد قبل موعد الامتحانات بشكل يشمل كافة جوانب المواد المقررة.
قالت إنه طالما يلتزم المدرسون بالشرح في وجود طلاب فيجب علي الطلاب أن يلتزموا بالحضور لأن هذا في النهاية في مصلحتهم.
مراكز الدروس
أضافت سوسن السبكي مدرسة تاريخ أن السبب الرئيسي في أزمة غياب الطلاب بعد شهر مارس ليس بسبب المذاكرة أو المراجعة ولكن لأنهم يجدون البديل عن الدراسة داخل المدرسة وهي مراكز الدروس الخصوصية التي تجذب الطلاب بواسطة الدعاية والإعلانات التي تفتقر للحقيقة والواقع.
أشارت إلي أن الأمر أصبح مهزلة حقيقية وكان لابد من وضع نهاية لها.
في حين أيدت حنان الجوهري مدرسة لغة عربية اعطاء الطلاب فرصة للغياب قبل موعد الامتحانات لأنها تعد فرصتهم الوحيدة للمراجعة خاصة مع ازدحام الجدول الخاص بامتحانات الثانوية العامة هذا العام وعدم توافر فرصة جيدة أمام الطالب لمراجعة دروسه واستذكارها بمفرده.
أشارت إلي أن الفترة التي تسبق الامتحان تمكن الطلاب من تجميع المادة والإلمام بها بشكل تام.
أكدت سهير وفيق مدرسة لغة عربية ضرورة اعطاء مهلة للمذاكرة أمام الطلاب خاصة أن السنوات السابقة شهدت نفس الأمر والغاؤه مرة واحدة دون مقدمات يصيب الطالب بالرعب من الامتحان ويرفع من درجة الرهبة لدي الطلاب بشكل أكبر من المعتاد.
فرصة عادلة
قال عبداللطيف ياسين مدرس لغة ايطالية انه يجب اعطاء الطالب فرصة معقولة للمراجعة قبل الامتحانات ولتكن من 10 إلي 15 يوماً فقط أما مسألة التجاوز في الغياب فهي ليست في صالح العملية التعليمية علي الاطلاق.
في حين يري ياسر سيد مدرس لغة انجليزية أن هذه الفترة يجب أن تتراوح مابين أسبوعين إلي 3 أسابيع كحد أدني حتي لا نصيب الطالب بالإرهاق بسبب مضاعفته العبء الدراسي والامتحانات أيضاً.
أوضح عادل خليل مدرس لغة عربية أن إلزام الطلاب بالحضور حتي 22 مايو أمر من الصعب تحقيقه علي الطلاب لأن كل طالب يحتاج لمدة معينة يستطيع خلالها تنظيم مذاكرته وتجميع مادته استعداداً للامتحان خاصة أن الثانوية العامة تتمتع بطابع خاص عن باقي مراحل التعليم.
تأييد
أيد ثروت رشاد مدير مدرسة ناصر الثانوية بنات قرار الوزير قائلاً إنه يعيد هيبة المدرسة كما يعيد الثقة في المدرس ويسهم بشكل كبير في الحد من انتشار الدروس الخصوصية ويعيد دور المدرسة الأساسي في اصلاح العملية التعليمية والذي يرتبط بشكل أساسي بحضور الطلاب حتي نهاية العام الدراسي.
قال إن حضور طلبة الثانوية العامة حتي الموعد المقرر لانتهاء المقررات والمناهج يوفر جهد الطالب ويعطي فرصة أكبر لممارسة الأنشطة المدرسية التي يتم إهمالها نظراً لتغيب الطلاب وانخفاض نسب الحضور.
أضاف عادل حمزة مدير مدرسة روض الفرج الثانوية العسكرية بنين أن الحضور المنتظم للطالب حتي نهاية السنة الدراسية يصب بشكل كامل في مصلحة الطالب ويعطيه فرصة أكبر لتنشيط ذهنه وتبادل الأسئلة مع المدرسين والاستفادة من أخطاء زملائه داخل الفصل وبالتالي يوسع من قدراته العقلية ويمنحه فرصة التعلم من اخطاء الآخرين.
أوضح أن اعطاء الطلاب أسبوعاً واحداً فقط قبل الامتحانات للمراجعة يعد فترة كافية جداً للإلمام بالمواد مع الأخذ في الاعتبار أن الطالب لا يتهاون في المذاكرة والمراجعة المستمرة طوال العام الدراسي حتي لا يجد نفسه في مأزق نهاية العام المعتاد الذي يتعرض له الطلاب بسبب إهمالهم فقط.
اقترحت نادية سعد مدير مدرسة أن يتم العمل بنظام المحاضرات حتي نجذب الطالب للمدرسة وفي نفس الوقت لا نثقل عليه بالحضور طوال اليوم الدراسي مما سيسهم بشكل ايجابي في رفع نسب الحضور حتي نهاية العام وفي الوقت نفسه اعطاء الطالب فرصة المراجعة المنفردة بالمنزل حيث إن المحاضرات الدراسية لن تستهلك وقتاً طويلاً بشرط أن يلتزم بها كافة عناصر العملية التعليمية ويتم تنفيذها وفق رقابة صارمة ومستمرة من قبل الإدارات التعليمية.
http://www.algomhuria.net.eg/algomhu...s/detail00.asp