امتاز نبينا عليه الصلاة والسلام عن سائر الأنبياء بثلاث صفات: الأولى: أنه أفضل الأنبياء ، الثانية : أنه أُرسل إلى الناس كافة ، الثالثة : أنه خاتم الأنبياء فلا يأتي بعده نبي .
نبينا عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء ؛ لأن حكمة إرسال الأنبياء دعوة الخلق إلى عبادة الحق ، وإرشادهم إلى طريق السداد في أمور المعاش والمعاد ، وإعلامهم بالأمور الغائبة عن أبصارهم ، والأحوال التي لا يصلون إليها بأفكارهم وتقرير الأدلة القاطعة وإزالة الشبه الباطلة . وقد تكلفت شريعته الغراء ببيان جميع هذه الأشياء على وجه لا يتصور أبلغ منه في الكمال ، بحيث توافق جميع الأمم في جميع الأزمنة والأمكنة والأحوال ، فلا حاجة للخلق إلى نبي بعده ؛ لأن الكمال قد بلغ حده . ومن هذا يظهر سر إرساله لجميع الخلق وكونه أكملهم في الخَلق والخُلق
كيف يقال إن نبينا عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء مع إن عيسى عليه السلام ينزل في آخر الزمان ؟
إن عيسى عليه السلام ينزل في آخر الزمان ، ويحكم بشريعة نبينا عليه الصلاة السلام دون شريعته ؛ لأن شريعته هو قد نُسِخَتْ لمضي الوقت الذي كان العمل بها موافقا لمقتضى الحكمة ، فيكون خليفة لنبينا عليه الصلاة والسلام ، ونائبًا عنه في إجراء شريعته في هذه الأمة ، وذلك مما يؤكد كون نبينا خاتم الأنبياء .
|