العصا.. هل تعيد الهيبة للمعلم؟!

[السيد درويش]

العصا.. هل تعيد الهيبة للمعلم؟!
أولياء الأمور يتهمون الإدارة المدرسية بالتسيب
والخبراء يطالبون بالتوازن بين الثواب والعقاب

أثارت تصريحات د. أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم حول استعادة هيبة المعلم وحفظ كرامته بما يتناسب مع الرسالة السامية الملقاة علي عاتقه ردود فعل متباينة من أطراف العملية التعليمية
أجمع أولياء الأمور والمعلمون علي ان ضياع هيبة المدرس يرجع لتخاذل الادارة وعدم تقدير الدولة لدوره والغاء الضرب كوسيلة والعقاب وانتشار الدروس الخصوصية مما أدي لانتشار حالات التعدي من الطلاب علي معلميهم واعتقاد بعضهم أنهم يدفعون رواتب المدرسين.
تخاذل الادارة
قالت حنان حسني "ولية أمر" ان هيبة المدرس ضاعت لتخاذل الادارة المدرسية في انصافه وعدم توقيعها عقابا رادعا علي من يتطاول ويتعدي علي معلمه.
أضافت ان أساس التربية في المنزل ضعيف مما يدفع الأبناء لعدم احترام من يكبرهم سناً.
ضعف الرواتب
أكدت ليلي عبدالرحمن "ولية أمر" ان ضعف رواتب المعلمين حتي بعد الحصول علي الكادر تشكل ظروفاً اقتصادية ضاغطة تؤدي لسقوط هيبة المعلم وعدم احترامه.
أضافت ان المدرس القدوة يجب ان يتمكن من اشباع حاجاته الأساسية ليؤدي دوره علي الوجه الأكمل.
أشارت إلي ان محترفي الدروس الخصوصية يحولون حصة المدرس إلي مزاح وتهريج بدلا من الشرح فيفقدون احترامهم لذاتهم واحترام كلامهم لهم.
قالت الهام محمد "ولية أمر" ان منع الضرب بالمدارس هو سبب رئيسي لاهدار كرامة المعلم وتطاول طلابه عليه.
أضافت ان الوضع انقلب بالمدارس فأصبح المدرس ضحية لطلابه وطالبت بعودة الضرب للمدارس دون ان يصل إلي الضرب المبرح المهدر لكرامة التلميذ والمؤدي لإحداث عاهة.
القدوة الغائبة
أضاف محمود نصار "ولي أمر" ان المدرس وإلي وقت ليس بالبعيد كان يمثل مجموعة من القيم والأخلاقيات وله حضور وهيبة في نفوسنا تجعلنا نتجنب الشارع الذي يسير فيه أما الآن فقد ضاعت القدوة لنجد المدرس والطالب يتبادلان السجائر بعد ان كان المدرس لطلابه في منزله الاب والرمز.
صلات متقطعة
قال عزمي حامد "ولي أمر" ان انقطاع الصلة بين المدرس وطلابه وكذلك أولياء الأمور اضافة إلي أن ضعف الرواتب ادي إلي فقدان المدرس لهيبته.
أضاف ان الدروس الخصوصية جعلت الطلاب يعتقدون أنهم يتحكمون في أرزاق المدرسين وأنهم يعملون لديهم بنظام السخرة فضاعت حقوق المعلم وهيبته.
شخصية المدرس
أحلام عبدالله "مدرسة دراسات اجتماعية" قالت ان للمدرس دوراً أساسياً في رسم شخصيته لدي الطالب ويفترض فيها ان تكون مرنة لا صلبة ولا هشة ليمكنها التعامل مع كافة النوعيات.. وطالبت بان يلجأ المدرس للضرب بعد ان يستنفد كافة وسائل العقاب.
الثواب مع العقاب
طالب أشرف سمير مدرس لغة ألمانية إعادة النظر في وسائل العقاب لتتوازن مع الثواب في حين أكد حسن محمد "مدرس لغة انجليزية" ان وسائل العقاب محدودة وطالب بتفعيل دور نقابة المعلمين في الحفاظ علي كرامة المعلم.
وأوضح ان علي أولياء الأمور تعليم أولادهم ان المدرس أب واذا أساءوا معاملته فسيلقون نفس الجزاء من الآباء.
الوزير المتخصص
وطالب بزيادة المرتبات والغاء امتحانات الكادر التي أعادت المعلم لمقاعد الدراسة لينجح أو يفشل رغم سنوات الخبرة وأكد اختيار وزير تربوي درس بكليات التربية بعيداً عن التخصصات الأخري وتدرج في السلك الوظيفي بالوزارة ليحس بهموم المعلمين.
الاعداد الجيد للمعلم
أكد د. علي الشيخي رئيس قسم أصول التربية بجامعة عين شمس ان المدرس هو العمود الفقري للعملية التعليمية وعلي كليات التربية ان تهتم ان تركز علي اعداد الجوانب الشخصية للمعلم علمياً ومادياً واجتماعياً ونفسياً.. وأضاف ان فقدان المدرس لاحترامه أحدث خللا في منظومة التعليم جعلها علي وشك الانهيار وطالب بتفعيل العقاب البدني انقاذاً لهيبته وان تقدر الدولة المدرس مادياً واجتماعياً ووضع رادع قوي لمنع الدروس الخصوصية.