|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
المقصود بعلم التوحيد لغة واصطلاحا.
التوحيد لغة: مصدر وحد يوحد أي أفرد الشيء يفرده، فالمتوحد هو المنفرد بوصفه المباين لغيره، والمقصود بتوحيد الصحابة لربهم أنهم أفردوا الله عن غيره بما أثبته لنفسه من أنواع الكمال في العبودية والربوبية والأسماء والصفات، فهو وحده رب العالمين المستحق للعبادة، كما قال: } إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ {(الفاتحة: 5)، وهو المتوحد في أسمائه وصفاته كما قال تعالى: } لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ {(الشورى: 11)، فهم يؤمنون بأنه سبحانه وتعالى منفرد بالخلق والتدبير وإليه يرجع الأمر والتقدير، وشهدوا ألا إله إلا الله وأنه لا معبود بحق سواه .
أما علم التوحيد اصطلاحا: (هو علم يعرف به طريقة الصحابة والتابعين في توحيد الله بالعبودية وإثبات العقائد الإيمانية بأدلتها النقلية والعقلية، والرد على المتبدعين في العبادات والمخالفين في الاعتقادات بالأدلة النقلية والعقلية) ([1]) . ·المصطلحات التي تدل على علم التوحيد . يعتبر علم التوحيد اصطلاحا سائدا بين السلف منذ عصر النبوة، فالصحابة y كانوا علي دراية تامة بما يجب معرفته في توحيد الله وكيفية الدعوة إليه ومناقشة المخالفين فيه، وقد أفرد الإمام البخاري رحمه الله (ت:256) بابا في الصحيح في كتاب التوحيد قال فيه: (باب ما جاء في دعاء النبي e أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى)،e ثم عقب بحديث عبد الله بن عباس t لما بعث النبي e معاذ بن جبل t إلى اليمن قال له: (إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَي قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إلى أَنْ يُوَحِّدُوا اللهَ تعالى) ([2]) . ولا شك أن معاذ بن جبل t كان خبيرا في هذا العلم بالصورة التي تناسب إتمام الدعوة التي بعث من أجلها، والتي يترتب علي نجاحها دخول الآلاف من أهل الكتاب في دين الله وإلا ما كلفه النبي e بهذه الأمر العظيم . وقد تتابع أهل العلم عبر القرون المختلفة على التأليف في هذا الفن تحت مصطلح التوحيد سواء كانوا من السلفيين أو ممن خالفهم من المتكلمين، فالإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة (ت:311) ألف كتابا على نهج السلف الصالح عنون له: (كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب U)، وكتب أبو منصور الماتريدي (ت:333) كتابا سماه: (التوحيد) وانتهج فيه طريقة المتكلمين الذين يقدمون العقل في إثبات الحجج والبراهين . وقد بقي اصطلاح (علم التوحيد) دائرا بين المتقدمين والمتأخرين منذ عصر النبوة إلى وقتنا هذا، وتجدر الإشارة إلى كتابين ألفا تحت ذلك الاصطلاح في القرنين الماضيين، وهما: (كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد) للشيخ محمد بن عبد الوهاب (ت:1206) حيث وضعه على نهج السلف الصالح لما انتشر شرك الجاهلية في الجزيرة العربية، وفي المقابل نجد على مذهب الأشعرية رسالة التوحيد للشيخ محمد عبده (ت:1323)، وقد أطلقت عدة اصطلاحات أخرى على هذا العلم من قبل علماء السلف أو المخالفين لهم يتمثل أبرزها فيما يلي: 1- علم العقيدة: فالعقيدة هي عقد القلب على تصديق خبر الرب وتنفيذ أمره، والإيمان به إيمانا لا يقبل الشك مع الثبات عليه . وكثير من علماء السلف والخلف استخدم هذا الاصطلاح كل على وجهته أو منهجه في التعامل مع النصوص، فمن علماء السلف الإمام أحمد بن حنبل (ت:241) له كتاب بعنوان: (العقيدة) ([3])، وكذلك كتاب: (العقيدة الطحاوية) للإمام أبي جعفر بن سلامة الأزدي الطحاوي (ت:321)، وكتاب: (اعتقاد أئمة الحديث) لأبي بكر الإسماعيلي (ت:371) . وقد اشتهر مصطلح العقيدة بين المتمسكين بمنهج السلف حتى اقترن بهم وأصبح التعرف على العقيدة سمتهم بين الناس وميزانهم المقدم في مسألة الولاء والبراء، كما برزت فيما بعد كتب أخرى كثيرة على منهج السلف الصالح اشتهرت شهرة واسعة بين الناس ككتاب: (الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد على مذهب السلف وأصحاب الحديث) للإمام البيهقي (ت:458)، وكتاب (العقيدة الواسطية) لشيخ الإسلام ابن تيمية (ت:728)، وكتاب: (عقيدة الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة) للشيخ محمد بن عبد الوهاب (ت:1206)، وغير ذلك كثير ممن كتبوا في العقيدة على منهج السلف الصالح . كما تردد هذا المصطلح أيضا بين المنتهجين لطريقة الخلف من المتكلمين، فكتب أبو حامد الغزالي (ت:505) كتابه المسمي: (قواعد العقائد)، وكذلك (العقيدة الأصفهانية) التي ألفها الشيخ أبو عبد الله شمس الدين الأصفهاني (ت:688) وهو أحد رؤوس علماء الكلام وقد شرحها شيخ الإسلام ابن تيمية وخالفه فيها في كتابه المعروف (شرح العقيدة الأصفهانية) . (1) مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، 1/109، تحقيق الشيخ محمد حامد الفقي، نشر دار الكتاب العربي بيروت 2/402، وقارن: ما ورد في العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية رواية محمد الصالح رمضان عبد الحميد ابن باديس، 1995م، الشارقة، دار الفتح، ص65، وانظر أيضا التعريفات لعلى بن محمد بن على الجرجاني 1405هـ، تحقيق إبراهيم الإبياري، بيروت دار الكتاب العربي ص96 . (2) البخاري في الزكاة، باب لا تؤخذ كرائم أموال الناس في الصدقة 2/529 (1389) . (3) حقق ونشر بعنوان: العقيدة رواية أبي بكر الخلال، تحقيق عبد العزيز عز الدين السيروان، نشر دار قتيبة دمشق سنة 1408هـ . |
العلامات المرجعية |
|
|