|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أكتب رئيك بصراحة
لقد زرت اغلب دول العالم فوجدت ان الإنسان الشرقي وخصوصا المثقف الكاتب او الأديب او الإعلامي عندما يكتب حول قضية ما ينقدها بحرقة والم وثوران كتابي يظهر من خلال تباين نصوصه التي سطرها من اجل نقد حالة اعوجاج رآها في مجتمعه انه متحمس للإصلاح والبناء ولكنه لم يحرك ازاء هذه المشكلة ساكنا ولم يخطو خطوة واحدة في الواقع التطبيقي من اجل التغير . ويروى بان احد كبار المفكرين في احد الايام كان مستاءا جدا من سلوك احد تلامذته النابغين بسبب الحزن والتذمر الذي يكتنف هذا التلميذ من الوضع السياسي السيئ الذي كان يسود الولاية فقد كان ايضا كثير الانتقاد والنقد وكثير الكلام والحديث عن الفساد والمفسدين الذين يعيشون في المجلس الحاكم في الولاية ولكنه لم يتحرك خطوة واحدة باتجاه عملية التغيير من خلال العمل الجاد واستخدام العقل والفكر في ذلك...
فتحدث هذا المفكر الى تلميذه منبها له ومذكرا وهو يوصيه: اعلم يا ولدي: اذا شعر الناس يوما ان هنالك طوفان يهدد الولاية فان الناس في هذه الحال يكونوا بحاجة الى من يعلمهم السباحة وليس بحاجة الى من يعلمهم النياحة.... وكذلك ان الناس في الظروف السيئة بحاجة ايضا الى رؤوس صامتة مضيئة تنير لهم الطريق وتهديهم الى سبل الامان والسلامة وليس بحاجة الى رؤوس فيها السن تتكلم فقط... لان تعليم النياحة لايجدي نفعا امام الطوفان ولاينقذ من غرق ولايشفع لغريق..مادام الناس يجهلوا فنون السباحة التي تنقذهم من الموت ...فان الواجب على النخبة من ابناءالوطن ان يعملوا بالعقل والفكر المبدع لاختراع واكتشاف الطرق التي تساعد على التغيير والانقاذ.. اما مجرد كلام وانتقاد وبكاء وحزن على حال واحوال الناس فان هذا هو طريق العجزة..طريق الهلاك الذي لاينقذ قشة ...ولايصنع التغيير الا الرؤوس المفكرة الصامتة العاملة المضيئة... اما الرؤوس التي تتكلم بالألسن فقط لاتصنع التغيير ولا تساعد على تبدل الحال والاحوال....في عصور سالفة مضت وقرون اضحت من التاريخ السابق كان بعض المثقفون يستخدمون مواهبهم الكتابية والشعرية في رثاء ومدح السلاطين من اجل المال والوجاهة وغيرها ، ولنا من الامثلة كثيرون ، وفي ظل التقدم والكون في ثقافات القرن الواحد والعشرين اصبح كما يقال المثقف يتنزه عن تلك الفعال الا فئة الت على نفسها البقاء في تلميع الشخصيات مقابل حفنة من الدنانير او الدولارات ، وقد اشار الكاتبان الغربيان ( ويل ديورانت ) في كتابه مناهج الفلسفة و ( الفن تويلر) في كتابه (صدمة المستقبل) الا انه لم تعد القيم هي نفسها منظومة القيم والأخلاقية القديمة ، هذا يعني ان هناك متغيرات حصلت في ظل التقدم الزمني الحاصل منذ عصور أصبحت تاريخ والى يومنا هذا كما يسميه البعض عصر التطور والتكنولوجية ، وفي وطننا اليوم نجد ظاهرة سلبية قد تفتك بما تبقى من خيوط الامل في اعادة العروبة الى ما كان عليه من سابق الحضارات في ان يكون للفكرالمستنير الارجحية في القيادة ، هذه الظاهرة هي عزوف المثقفون من كتاب وأدباء وإعلاميين وصحفيين وفنانين واساتذة جامعة وغيرهم عن الواقع السياسي ، بل ووقوفهم على الجبل واتخاذ العزلة والحلسة كقرار لهم رغم معرفتهم بان الوطن يمر بظروف حرجة ومعرفتهم بالمفسدين المتسلطين على مصادر القرار ورغم معرفتهم ان هناك جهات وطنية صوتها وئيد مبحوح بفعل دوامة الإعلام المأجور التي يقودها المتسلطين من المفسدين والسراق ، يا ترى لما هذه العزلة ؟؟؟ أليس من العقل والمنطق ورد الجميل للأجدادنا ان نستشرف التاريخ ونرى ثورات التغير من قادها وثورات الإصلاح وإزالة المفسدين من ينير دربها اليس المفكرين والأدباء والمثقفين والكتاب ، ولنا في مصر وغيرها من البلدان العربية أوضح مثال جلي رأيتم كلكم كيف قاد المثقفون هناك ثورات التغير والإصلاح على الاقل بفكرهم وقلمهم ان لم يكن يتطلب الامر نزولهم الى الواقع وإسنادهم للجهات الوطنية التي يعرفونها حق المعرفة بانهم من رحم معاناةشعبهم وقد قالها الرئيس محمد حسنى مبارك ( التعليم قضية أمن قومى) ، فها هو ابن سينا يخاطبكم بقوله ( ان التمركز حول الذات يفقد النفس العاقلة قوة العمل فيصبح الانسان لا اجتماعيا ) ما فائدة لوحة تشكيلية او مقال ادبي ودراسة ادبية وشعراً غزليا يلقى على منصة الجالسون تحتها لا يهمهم دمعة الايتام وصرخات طفل يحتاج طعام وبكاء ارملة وثكلى وطفل متثرب من التعليم ، ما فائدة دراساتكم الادبية وبحوثكم التاريخية التي لا تقرا الوضع بصدق وشجاعة ولاتدفع الحيف عن الاف الشباب المتضررين ، مافائدة هذا كله ، وانتم تتخذون في عزلتكم مقاطعة للتغير ، فالثورة تعني((عملية تغييرشموليّة تُستنهض فيها الاُمة)). فاي استنهاض ياتي وانتم تتركون الانسان البسيط دون توعية بأهمية التعليم والتعلم. الم يسمع ارباب الثقافة قول الحكمة : ان المثقفين في مجتمعاتنا إن كثروا، فهل يقودون نحو التغيير؟ ومصر بلد المثقفين والادباء والكتاب فيه الاف كثر ، واغلبهم وانا من المتابعين يحصدون جوائزعربية وعالمية في مجالات الادب كافة ، فلماذا صامتون ازاء الوضع المزري في ثقافاتنا وتعليم أولادنا،الا يهمهم شعبهم ؟؟؟؟؟ الا تهمهم دموع الايتام والمحرومين ؟؟؟؟ألا يهمهم تثرب الكثير من التعليم؟؟؟ في مصر تكمن هناك طاقات خلاقة يستوجب عليها التعرف على مواطن الزلل ومكامن الخلل والاستجابة للتحديات المريرة . فأنّ الأزمات التي نواجهها ليست مرتبطة بالحكومات فقط بقدر ما هي مرتبطة بثقافتنا الاجتماعية. فمشروع النهضة والتنمية بعيد المدى يبدأ من تغيير ثقافات الناس وعاداتهم وأفكارهم وصولاً إلى تغيير واقعهم؛ والفكر الأنسانى كإطار نظري شامل لدراسة وتصور ماضي وحاضر ومستقبل التعليم، إنما هو نتاج تفاعل المثقف والمعطيات المعاشية يضاف عليها تعاطي سلطات مختلفة منها سُلطة المثقف في التعاطي وسلطته في النصح ، بعض المثقفون يبررون ابتعادهم عن الوقوف مع جهة وطنية ونقد الفساد والافساد بانهم مستقلون ولادخل لهم بامور السياسة فيقولون دع السياسة لاهلها ، وانا اقول لهم لو كنتم حقاً تدركون بنظرة واعية حقيقة ما يدور لوجدتم ان المشكلة اكبر مما هي سياسية اليوم المشكلة أصبحت إنسانية ويتوجب تدخلكم كونكم نابعون من هذا الاطار الإنساني بل ما فائدة فنونكم وادبكم ان لم يكن ويسخر لخدمة الإنسانية ،وأهم أولوياتها التعليم والتعلم ،وقد بدئنا أولى خطواتنا فى اصلاح التعليم فلما لاننشر ثقافة الجودة فى التعليم ومدى مردودها علينا فالإنسانية تستصرخكم وتناديكم بالنزول للواقع العام ومساندة المواطن البسيط وإعطاءه الرأي السديد لكي يكون على جادة الصواب ، فلا تتركوه حائراً تأخذه أمواج متلاطمة من هناك وهناك ، انزلوا وقفوا مع الوطنيون الاصلاء النزهاء ممن قدم مصالح الوطن على مصالحه هيا بنا نبنى الجيل الجديد بالعلم والأيمان والجودة الشاملة ، فنحن فى هذه الفترة أحوج لإصلاح أنفسنا بأيدينا من أجل غدا مشرق لأحفادنا
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم هيا بنا نتعلم الديمقراطية <!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
|
العلامات المرجعية |
|
|