قصيدة عنترة المحدثة
كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة....... فعـيـونُ عبلــةَ أصبحَـتْ مُستعمَــرَه
لا تـرجُ بسمـةَ ثغرِها يوماً فقــدْ...... سقـطَت مـن العِقدِ الثمـينِ الجوهـرة
قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ.. ليصْفَحوا..... واخفِضْ جَنَاحَ الخِزْيِ وارجُ المعذرة
ولْتبتلــعْ أبيـاتَ فخـرِكَ صامتـاً...... فالشعـرُ فـي عـصرِ القنابلِ.. ثرثرة
والسيفُ في وجهِ البنـادقِ عاجـزٌ ...... فقـدَ الهُـويّـةَ والقُوى والسـيـطـرة
فاجمـعْ مَفاخِـرَكَ القديمــةَ كلّهــا...... واجعـلْ لهـا مِن قـاعِ صدرِكَ مقبـرة
وابعثْ لعبلــةَ فـي العـراقِ تأسُّفاً ...... وابعـثْ لها فـي القدسِ قبلَ الغرغرة
اكتبْ لهـا مـا كنـتَ تكتبُـه لهــا..... تحتَ الظـلالِ، وفـي الليالي المقمـرة
يـا دارَ عبلـةَ بـالعـراقِ تكلّمــي...... هـل أصبحَـتْ جنّـاتُ بابـلَ مقفـرة؟
هـل نَهْـرُ عبلةَ تُستبـاحُ مِياهُـهُ ..... وكـلابُ أمريكـا تُدنِّـس كـوثـرَه؟
يـا فـارسَ البيداءِ.. صِرتَ فريسةً ....عـبـداً ذلـيلاً أســوداً مـا أحقـرَه
متطـرِّفـاً .. متخـلِّـفاً.. ومخالِفاً نَسَبوا...... لـكَ الإرهـابَ.. صِـرتَ مُعسكَـرَه
عَبْسٌ تخلّـت عنـكَ... هـذا دأبهـم....... حُمُـرٌ – لَعمرُكَ - كلّـهـا مستنفِـرَه
فـي الجـاهليةِ..كنتَ وحـدكَ قـادراً ......أن تهــزِمَ الجيــشَ العـظيـمَ وتأسِـرَه
لـن تستطيـعَ الآنَ وحــدكَ قهـرَهُ ....... فالزحـفُ موجٌ.. والقنـابـلُ ممـطـرة
وحصانُكَ العَرَبـيُّ ضاعَ صهيلُـهُ..... بيـنَ الدويِّ وبيـنَ صرخة مُجـبـَرَه
هـلاّ سألتِ الخيلَ يا ابنةَ مـالكٍ كيـفَ......... الصـمـودُ ؟ وأيـنَ أيـنَ المقدرة؟
هـذا الحصانُ يرى المَدافعَ حولَهُ......... مـتـأهِّـباتٍ.. والقـذائفَ مُشـهَـرَه
لو كانَ يدري ما المحاورةُ اشتكى ..... ولَصاحَ فـي وجهِ القطـيعِ وحذَّرَه
يا ويحَ عبسٍ .. أسلَمُوا أعداءَهم....... مفـتـاحَ خيـمـتِهـم، ومَـدُّوا القنـطـرة
فأتـى العدوُّ مُسلَّحـاً، بشقاقِهم ....... ونفاقِهم، وأقام فيـهم مـنـبـرَه
ذاقوا وَبَالَ ركوعِهـم وخُنوعِهـم........ فالعيـشُ مُـرٌّ .. والهزائـمُ مُنكَرَه
هـذِي يـدُ الأوطـانِ تجزي أهلَها......... مَـن يقتـرفْ في حقّهـا شـرّاً.. يَرَه
ضاعت عُبَيلةُ و النياقُ ودارُها........ لـم يبـقَ شـيءٌ بَعدَهـا كـي نـخـسـرَه
فدَعـوا ضميرَ العُربِ يرقدُ ساكنا ً.......... فـي قبرِهِ وادْعـوا لهُ بالمغـفـرة
عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ وريشتي ..... لـم تُبقِ دمعاً أو دماً فـي المحبرة
وعيونُ عبلـةَ لا تزالُ دموعُهـا......... تتـرقَّـبُ الجِسْـرَ البعيـدَ.. لِتَعبُرَه