اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > معلمي مصر > الجودة والإعتماد التربــــــــــــــــــوى

الجودة والإعتماد التربــــــــــــــــــوى كل ما يخص الجودة و الدراسات التربوية و كادر المعلم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #11  
قديم 16-10-2009, 11:09 AM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
Icon3 طرق التدريس وأدواته

طرق التدريس
يعتمد بعض المعلمين عند قيامهم بالتدريس إلى إلقاء معلومة بسيطة أو قصيرة، ثم يطلب من الطلاب ترديدها أو تكرارها، ومنهم من ينتهج نهجا مغايرا، فيشرح المعلومات في تواصل مستمر حتى ينتهي وقت الدرس، ومنهم أيضا من يشرح تلك المعلومات في تواصل مستمر حتى ينتهي وقت الدرس، ومنهم أيضا من يشرح تلك المعلومات مستخدما السبورة الطباشيرية في توضيح الأفكار، ورسم الأشكال وكتابة الخلاصات.
كما أن من المعلمين من يعتمد إلى المناقشة المستمرة والحوار الدائم مع الطلاب، ومنهم أيضا من يستعمل وسائل تعليمية في أثناء عمله، ومنهم من لا يهتم بذلك. وتشير هذه الاختلافات بين المعلمين إلى ما يعرف بطرائق التدريس.
وطرائق التدريس كانت ولازالت ذات أهمية خاصة بالنسبة لعملية التدريس الصفي، ولذلك فقد ركز التربويون الجزء الأكبر من جهودهم البحثية طوال القرن الحالي على طرق التدريس المختلفة وفوائدها في تحقيق مخرجات تعليمية مرغوبة لدى الطلاب في المراحل التعليمية المختلفة.
ولقد أدى هذا الاهتمام بطرق التدريس إلى انتشار القول بان (المعلم الناجح ما هو إلا طريقه ناجحة )، وعمد القائمون على تدريب المعلمين إلى تدريب طلابهم على استخدام طرق التدريس المختلفة التي تحقق أهداف التدريس بيسر ونجاح؛ ولذلك فان أقدم ما تردد من تعريفات لطريقة التدريس يشير إلى كونها أيسر السبل للتعليم والتعلم.
ويمكن أن نخلص مما سبق إلى أن مفهوم طريقة التدريس Teaching Method يشير إلي ما يتبعه المعلم من خطوات متسلسلة متتالية ومترابطة لتحقيق هدف، أو مجموعة أهداف تعليمية محددة.
وقد يفهم من التعريف السابق أن تسلسل الخطوات وترابطها هو الضمان لجودة طريقة التدريس ألا أن ذلك غير صحيح فلا يوجد أي ضمان لجودة طريقة معينة للتدريس ألا المعلم ذاته، ويعتمد ذلك بصفة خاصة على العوامل التالية:
1. أن يختار المعلم الطريقة المناسبة لأهداف الموضوع الذي يريد تدريسه.
2. أن يكون لدى المعلم المهارات التدريسية اللازمة لتنفيذ طريقة التدريس التي اختارها بنجاح.
3. أن يكون لدى المعلم الخصائص الشخصية المناسبة التي تمكنه من تنفيذ طريقة التدريس بنجاح، ونقصد بالخصائص الشخصية ما وهبه الله للمعلم من سمات طبيعية تتعلق بشخصيته، وملامح وجهه، وصفاته الجسمية، التي تعينه على أداء عمله.
وعلى سبيل المثال، فان المعلم ينجح في استخدام المحاضرة كطريقة للتدريس، غالبا ما نجده يتمتع بشخصية قوية وصوت مؤثر، وإذا ما افتقد هذه الصفات فقد لا تكون محاضرته ناجحة في تحقيق أهدافها، ومن ثم تفشل طريقة التدريس، لافتقادها أحد العناصر المهمة لنجاحها.
وتتنوع طرائق التدريس لتناسب تعليم الأفراد والجماعات، ولتتماشى مع ظروف وإمكانات العملية التعليمية، كما تتماشى أيضا مع أعمار المتعلمين، وجنسهم، وقدراتهم الجسمية والعقلية ويستند هذا التنوع ـ بطبيعة الحال ـ إلى أسباب تتعلق بالنظريات التربوية والنفسية، التي يستند عليها التعليم، أو بالمعلم وما تلقاه من تدريب قبل الالتحاق بالخدمة، أو في أثنائها، أو بالظروف والإمكانات السائدة في المجتمع المدرسي.
ويهمنا في هذا الكتاب، أن نوضح أن هناك طرقا مختلفة للتدريس، وهدا الاختلاف قد يكون مرجعه الأطوار النفسية والتربوية التي تعتمد عليها الطريقة، أو قد يكون مرجعه محور تركيزها واهتمامها، كما قد يكون مرجعه أيضا عوامل أخرى غير ذلك.
ويمكن تصنيف طرائق التدريس وفقا لمدي استخدام المعلم لها وحاجته إليها إلى قسمين كما يلي:
1. طرق تدريس عامة: وهي الطرق التي يحتاج معلمو جميع التخصصات، إلى استخدامها.
2. طرق تدريس خاصة: وهي الطرق التي يشيع استخدامها بين معلمي تخصص معين، ويندر استخدامها من قبل معلمي التخصصات الأخرى.
وسوف نعرض فيما يلي لأهم طرق التدريس العامة، ولكن قبل ذلك نود أن نوضح أن طرق التدريس الخاصة، التي يستخدمها معلم مجال دراسي دون غيره من المجالات الأخرى، يرجع إلى سبب رئيس، هو أن هذه الطريقة إذا ما تنبع من طبيعة المجال الدراسي (الأكاديمي) ذاته، ومن ثم فهي ضرورية لإكساب الطلاب النظرة الصادقة لهذا المجال.
وقد يبدو هذا الكلام غامضا، إلا أن هذا الغموض لا يلبث أن يزول عندما نوضحه ببعض الأمثلة من المجالات الدراسية المختلفة.
فمعلم العلوم علي سبيل المثال، يسعى دائما إلى إظهار العلم بصورته الحقيقية على انه عمليه بحث مستمر، تهدف إلى كشف المزيد من الحقائق، ولكي يتمكن هذا المعلم من تحقيق ذلك، فانه يستخدم طريقة الاكتشاف أو حل المشكلات أو الطريقة الاستقصائية، وهي طرق تدريس خاصة، يعمل فيها المعلم والطلاب كما يعمل العلماء ويتوصلون من خلالها إلى العلم بنفس طريقة العالم في المختبر؛ ولذلك فهي طرق تدريس خاصة بالعلوم ( غالباً)، ومستنبطة من العلم ذاته، فهي في الوقت نفسه تعكس للطلاب طبيعة العلم ومفهومه وعملياته.
ومثال أخر، فان معلم التربية الرياضية الذي يرغب في تعليم السباحة أو رمي الرمح لطلابه، فانه يتبع طريقة المران طريقة للتدريس، وهي طريقة مشتقة من طبيعة التدريب الرياضي، أو التدريب الجسماني المهاري، وهو بذلك يعكس طبيعة المجال، ويتبع اقصر الطرق لتحقيق ما يرجوه من أهداف.
وهكذا الحال مع بقية المجالات الدراسية، فمعلم الرياضيات لابد أن يستخدم طرقا للتدريس تحتوي على عمليات التفكير المنطقي، الاستقراري والاستتناجي، ومعلم اللغة العربية الذي يريد تدريب الطلاب على القراءة والخطابة، فانه يستخدم طريقة الإلقاء والتمثيل، وهكذا فان كل مجال تخصصي بعينه يفرض طرقا بعينها، نابعة من طبيعة هذا المجال، وعاكسة لما يحتويه من مهارات أو معلومات أو قيم وجدانية.
وعلى ذلك فهناك طريقة تدريس خاصة بالعلوم، وأخرى للغة العربية، وثالثة للدراسات الكيمياء،، ورابعة للعلوم الدينية، وخامسة للتربية الفنية، وهكذا...، بل انه قد تكون هناك طرق تدريس خاصة للأحياء تختلف عن تلك المستخدمة في تدريس الكيمياء ، كما يكون هناك طرق تدريس خاصة للنحو تختلف عن تلك الخاصة بالأدب والبلاغة أو القراءة ، وذلك بسبب اختلاف طبيعة الفروع الدراسية في المجال الواحد ـ إلى حد ما ـ بعضها عن بعض .
وعلى الرغم من وجود هذا التنوع في طرق التدريس الخاصة، فان هناك عدداً محدودا من طرق التدريس العامة الشائعة، والمعروفة منذ عهد ليس بالقريب ومن المفيد أن يتعرف المعلم ـ أيا كان تخصصه ـ هذه الطرق العامة في التدريس؛ ذلك لان هذه الطرق قد تستخدم من قبل المعلمين بصورة كلية أو جزئية في تدريس المجالات الدراسية المختلفة، فطريقة الإلقاء مثلاً، لا يمكن أن يستغني عنها معلم العلوم الدينية، أو معلم الرياضيات، إن حي معلم التربية الفنية، فعمل المعلم لابد آن يشتمل جانب منه على الإلقاء في بعض أتلاحيان، وكذلك طريقة الحوار أو المناقشة تبدو أيضا مهمة وضرورية لكل معلم بصرف النظر عن تخصصه أو مجاله الأكاديمي، لذا فسوف نلقي الضوء على أكثر هذه الطرق العامة شيوعاً في تدريس المجالات أو التخصصات المختلفة :
أولا / المحاضرة أو الإلقاء :
يعد الإلقاء من أقدم الطرق المعروفة للتدريس، وأكثرها شيوعاً في تدريس معظم المقررات في مدارسنا العربية حتى وقتنا الراهن، وتعتمد هذه الطريقة على جانبين هما:
1. الإلمام الواسع بالمادة العلمية من قبل المعلم.
2. مهارة المعلم في تنظيم المادة العلمية في سياق مبسط ومتسلسل.
ويهتم المعلم في طريقة المحاضرة بتهيئة الصف للدرس، بحيث يتأكد من صمت جميع الطلاب حتى يتمكنوا من الاستماع إليه، ويعد المعلم في هذه الطريقة محورا للعملية التعليمية، إذ يقع عليه العبء الأكبر في العمل، بينما يقف المتعلمون موقف المستمع الذي يتوقع في أي لحظة آن يطلب منه المعلم إعادة أو تسميع أي جزء من المادة التي ألقاها.
ويمكن تعريف طريقة المحاضرة بأنها: (( طريقة التدريس التي تعتمد على قيام المعلم بإلقاء المعلومات على الطلاب، مع استخدام السبورة أحيانا في تنظيم بعض الأفكار وتبسيطها، في حين يجلس الطالب هادئا، مستمعاً، مترقبا دعوة المعلم له لترديد بعض ما سمعه من المعلم )).
ويرى مؤيدو طريقة الإلقاء أو المحاضرة في التدريس، أن لها العديد من المزايا التي يمكن تلخيصها فيما يلي:
1. الاقتصاد في وقت التدريس، فنظرا لطول المقررات الدراسية في معظم مناهجنا العربية، فان قيام المعلم باستخدام هذه الطريقة يضمن تغطية أجزاء المقرر في زمن محدد، ومن ثم إكساب الطلاب حدا معقولا من المعارف المرغوبة.
2. الاقتصاد في التجهيزات الخاصة، فطريقة المحاضرة توفر في استخدام التجهيزات والأدوات، كما تقلل من عدد الورش والمختبرات اللازمة، إذ يتم التدريس في ضوء هذه الطريقة في الفصول العادية للمدرسة.
3. تعليم عدد كبير من الطلاب في زمن محدود، إذ يمكن عن طريق المحاضرة تدريس مجموعات من الطلاب، يزيد عدد المجموعة الواحدة على عشرين طالبا، وقد يصل إلى بضع مئات من الطلاب في حالة التدريس بالجامعات، وهذا يوفر في الأعداد اللازمة من المعلمين.
4. توفير جو من الهدوء والنظام في الفصل، إذ أن طبيعة المحاضرة تتطلب الإنصات، وهذا ما يتخذه اغلب المعلمين في اثنا قيامهم بالتدريس.
ألا آن انتشار طريقة المحاضرة وشيوعها، وتأييد الكثير من المعلمين لها، لا يعني قبولها على أنها طريقة ناجحة للتدريس، خاصة في ضوء الفكر التربوي المعاصر، والبحوث والدراسات النفسية التي أكدت على أهمية نشاط الطالب في أثناء عملية التعلم؛ ولذا فان هناك الكثير من أوجه النقد التي يمكن آن توجه إلى هذه الطريقة، ويمكن تحديد أهم هذه الأوجه بما يلي:
1. تجعل الطالب في موقف سلبي، وتهمل حاجته إلى النشاط والفاعلية اللازمة لنمو الخبرات المختلفة لديه.
2. تودي في كثير من الأحيان إلى شرود الطلاب ذهنيا، إذ أن طول مدة الحديث الذي يلقيه المعلم ورتابته، يؤدي إلى الملل والتعب، ومن ثم انصراف الطلاب عن المعلم.
3. تؤدي إلى التركيز على التعلم المعرفي، أو بالأخرى آدني مستوياته وهو التذكر، وتمهل العمليات المعرفية الأخرى كالفهم والتطبيق...الخ ، كما تهمل جوانب التعلم الوجداني المهاري.
4. الخ،أهمية استخدام الوسائل الحسية في التعلم، كالنماذج والمجسمات والصور...الخ ، وتركيز بالدرجة الأولى على العرض اللفظي المجرد.
ورغم هذه الانتقادات التي عادة ما توجه إلى طريقة المحاضرة، إلا انه لا يمكن الاستغناء عنها في بعض أوقات التدريس، فهي مهمة في التقديم للدرس أحيانا، كما أنها مهمة لتلخيص ما اشتمل عليه الدرس من أفكار، أو ما توصل إليه الطلاب من خلا صات في مراحله المختلفة.
وقد تتحسن المحاضرة وتتلخص من كثير من عيوبها عندما تتدخل مع طرق التدريس العامة والخاصة الأخرى، كما سيرد ذكره فيما بعد، كما أن الأعداد الجيد للمحاضرة، وترتيب عناصرها في أسلوب مشوق، واستخدام بعض المواد والأجهزة التعليمية خلالها، يؤدي إلى التخلص من الملل الذي تتسم به المحاضرة التقليدية، ويجعل منها طريقة جيدة للتدريس .
ثانيا / المناقشة أو الحوار :
هناك تباين بين المعلمين في تحديد المقصود بطريقة المناقشة أو الحوار في التدريس، إذ يعتقد بعضهم إن المناقشة تعني تنفيذ الموقف التدريسي على صورة أسئلة وأجوبة، بينما يعتقد آخرون أن المناقشة تعني تنفيذ الموقف التدريسي على صورة أسئلة وأجوبة، بينما يعتقد آخرون آن المناقشة تعني حوارا بين المعلم والطلاب، والطلاب مع بعضهم.
وعلى آية حال فان طريقة المناقشة تندرج تحت الطرق اللفظية للتدريس، مثلها مثل طريقة المحاضرة، إذ يغلب عليها الحديث سواء من المعلم أو من الطلاب، ويمكن تعريفها بأنها: (( طريقة التدريس التي تعتمد على قيام المعلم بإدارة حوار شفوي خلال الموقف التدريسي، بهدف الوصول إلى بيانات أو معلومات جديدة )) وتتميز طريقة المناقشة عن سابقاتها المحاضرة، بأنها توفر جوا من النشاط في أثناء الدرس، وتتيح للطلاب مشاركة فعالة في عملية التعلم، إذ توزع النشاط فيما بين المعلم والطلاب، بدلا من أن ينفرد به المعلم وحده، كما هو الحال في طريقة المحاضرة.
ويمكن تحديد أهم مميزات طريقة المناقشة بما يلي:
1. تزيد من إيجابية الطالب في العملية التعليمية ومشاركته الفعالة في الحصول على المعرفة.
2. تنمي لدى الطالب مهارات اجتماعية من خلال تعويده الحديث إلى زملائه والى المعلم.
3. تنمي لدى الطالب مفهوم الذات من خلال إحساسه بقدرته على المشاركة والفهم والتفاعل الاجتماعي.
4. تؤدي إلى الاقتصاد في التجهيزات الخاص بالتدريس من ورش أو مختبرات، إذ انه يمكن إجراء المناقشة في الفصل التقليدي.
ولا يعني وجود هذه المزايا آن طريقة المناقشة خالية من العيوب، إذ كثير ما توجه إليها بعض أوجه النقد المختلفة مثل:
1. تتطلب معلمين ذوي مهارات عالية في ضبط الصف، والانتباه للتصرفات الجانبية التي قد تحدث من الطلاب.
2. تتطلب معلمين ذوي خبرة وأقدمية في التدريس، بحيث يمكنهم صياغة الأسئلة وتوجيهها بطريقة سليمة، كما يمكنهم صياغة السؤال الواحد بأكثر من طريقة لمراعاة الفروق الفردية بين الطلاب.
3. تستبعد الخبرات المباشرة في التعليم إذا غالباً ما تتناول موضوعات لفظية وتتم دون استخدام مواد محسوسة أو وسائل تعليمية.
4. تتحول في كثير من الأحيان آلي جلسة رتيبة مملة خالية من الإثارة عندما يطلب المعلم من طلابه قراءة الدرس ودراسة محتواه في المنزل قبل موعد دراسته في الفصل مما يجعل الموقف التدريسي مجرد جلسة لتسميع معلومات سبق وان حفظها الطلاب في المنزل دون فهم أو تعمق في معناها.
ويمكن تلافي كثير من تلك العيوب بالتدريب على مهارات استخدام الأسئلة في التدريس ومراعاة متطلبات ذلك كما هو موضح آخر في هذا الكتاب كما يجب إلا يطلب المعلم من الطلاب إعداد الدرس في المنزل مسبقاً حتى يبقى الموقف التدريسي مثيراً وجديداً على الطلاب ويوجه مزيداً من الاهتمام إلى تعميق فهم الطلاب لمحتوى الدرس .
ثالثاً/ العرض أو البيان العملي :
العرض أو البيان العملي أحد الطرق العامة للتدريس والتي تفيد تعليم أوجه التعليم المختلفة خاصة ما يتعلق منها بالمهارات الحركية كاستخدام الآلات والعداد أو القيام بالحركات الرياضية أو الفنية، كما انه يفيد في التدريب على الإلقاء الخطابي والقيام ببعض المهارات المختبرية في العلوم كالتشريح أو أعداد القطاعات والشرائح...الخ .
ويقوم المعلم وفقاً لهذه الطريقة بأداء المهارات أو الحركات موضوع التعلم أمام الطلاب بشكل يتوخى فيه المثالية في الأداء وقد يكرر هذا الداء كما يطلب من بعض الطلاب تكرار الأداء تحت إشرافه.
وقد يتطلب العرض استخدام بعض الأدوات لعرض المهارة المطلوب تعليمها فقد يستخدم المعلم المنشار أو المقص أو العدد الميكانيكية أو الكرات والأدوات الرياضية وذلك وفقاً للتخصص والمهارة المطلوب تعليمها كما قد يستخدم المعلم بعض الأفلام التعليمية التي تعرض بواسطة الفيديو أو من الوسائل لبيان تلك المهارة.
وقد يحتكر المعلم الأضواء في دروس العرض بتكراره الأداء العملي دون تدريب الطلاب على المهارات المطلوبة والتي هي محور الدرس وهو ينصب نفسه مركزاً للتعليم ومحوراً له إلا انه من المفروض آن يلتفت المعلم إلى أهمية النظر بعين الاعتبار آلي حقيقة آن الطالب هو الهدف الأساس لعملية التدريس ولذلك فان على كل معلم آن يعي هذه الحقيقة ويقصر دوره على بيان كامل للمهارة المطلوبة ومن ثم يركز جهده على تدريب طلابه على الأداء وملاحظة تقدمهم ونموهم نحو الأهداف المرغوبة.
ولضمان نجاح العرض في تحقيق أهدافه لابد من توافر الشروط الأساسية الآتية:
1. التقديم للعرض بصورة مشوقة وذلك لضمان انتباه الطلاب للعرض قبل البدء في أداء المهارات المتضمنة فيه.
2. إشراك الطلاب بصفة دورية في أداء كل ما يحتويه العرض أو بعضه وكذلك إشراكهم في مساعدة المعلم على الأداء من خلال مناولته الأدوات أو الأجهزة وذلك لزيادة فاعلية الطلاب ونشاطهم في أثناء الدرس.
3. الحرص على تنظيم الطلاب في مكان العرض بشكل يسمح لكل منهم آن يرى ويسمع بوضوح ما يدور في أثناء العرض من إجراءات أو مهارات .
اختيار وتقويم طريقة التدريس
ذكرنا في موضع سابق أن هناك طرقا عامة للتدريس حيث يمكن لأي معلم بصرف النظر عن تخصصه الأكاديمي أن يستخدمها في تدريس مادة تخصصه كما أن هناك طرقا خاصة بكل مجال دراسي بعينه وهي طرق أمكن اشتقاقها والتفكير في إجراءاتها اعتمادا على طبيعة ذلك المجال إذ تتعلق بمحتواه من المعلومات وأساليب الدراسة والبحث فيه.
ولذلك فان على المعلم أن يحرص على دراسة هذه الطرق الخاصة بعناية وفهم عميقين قبل أن ينتقل إلى دراسة مقرر طرق تدريس العلوم الدينية أو طرق تدريس الرياضيات أو طرق تدريس العلوم أو طرق تدريس مادة تخصصه ثم يستخدمها مهملاً أو متجاهلاً تلك الطرق العامة التي ستكون عديمة الفائدة حينذاك ألا أن ذلك غير صحيح على الإطلاق .
فطرق التدريس العامة التي عرضناها ( المحاضرة ـ المناقشة ـ البيان العملي ) طرق أساسية لا يمكن آن يستغني عنها المعلم في تدريس أجزاء من محتوى مادة تخصصه أيا كان التخصص فلا يمكن آن نتصور معلماً يكف عن المحاضرة وكذلك الحال مع المناقشة والحوار مع الطلاب أو تقديم العروض العملية لهم.
وعملية التدريس في واقعها الفعلي زاهي إلا تتابع مجموعة من طرق التدريس المتنوعة التي تحقق أغراض الموقف التعليمي وطالما آن هذا الموقف عادة ما يكون متنوع الأهداف فلا بد من تنوع الطرق المتبعة لتحقيق تلك الأهداف.
وتجدر الإشارة هنا أن الطرق الثلاثة التي ذكرت تعتمد أساسا على فكرة التدريس الجمعي حيث يقوم المعلم بالتدريس لجماعة من الطلاب وقد تكون هناك طرق أخرى تقوم على التدريس الفردي حيث يقوم المعلم بتعيين مهام محددة لكل طالب أو مجموعة محددة من الطلاب ثم يتركهم يعملون ويتابعهم من حين لأخر.
وعلى أية حال فإن من واجبات المعلم الأساسية آن يقوم باختيار الطريقة أو الطرق المناسبة لتدريس الموضوع الذي ينوى تدريسه وفي سبيل إنجاز ذلك فان على المعلم آن يسأل نفسه الأسئلة التالية:
1. هل تحقق الطريقة أهداف الدرس ؟
2. هل تثير الطريقة انتباه الطلاب وتولد لديهم الدافعية للتعليم ؟
3. هل تتمشى الطريقة مع مستوى النمو العقلي أو الجسمي للطلاب ؟
4. هل تحافظ الطريقة على نشاط الطلاب في أثناء التعليم وتشجيعهم على مواصلة التعليم بعد انتهاء الدرس ؟
5. هل تنسجم الطريقة مع محتوى المعلومات (أو المهارات أو الجوانب الوجدانية ) المتضمنة في الدرس ؟
وإذا كانت الإجابة عن هذه الأسئلة بنعم أو بالعبارة إلى حد ما فانه يمكن القول بأن طريقة التدريس التي اختارها المعلم لدرسه صالحة للتدريس هذا الدرس أما إذا كانت الإجابة بلا على معظم الأسئلة السابقة فان على المعلم آن يغير من طريقته ويستبدل بها طريقة أخرى ومن ثم نطبق عليها الأسئلة السابقة مرة أخرى وهكذا.
مصطلح الاستراتيجية مصطلح عسكري يقصد به فن استخدام الأمانات والمواد المتاحة بطريقة مثلي تحقق الأهداف المرجوة وقد استخدم مصطلح الاستراتيجية في التخطيط العسكري وذلك قبل آن ينتقل إلى ميدان التخطيط المدني وانتشر استخدامه بعد ذلك في مجالات متنوعة كان منها مجال التدريس أو التخطيط لعملية التدريس ليعني تبعاً للتعريف السابق القدرة على الاستخدام الأمثل للأدوات والمواد التعليمية المتاحة بقصد تحقيق أفضل مخرجات تعليمية ممكنة.
ويرى بعض الدارسين آن مصطلح استراتيجية التدريس يشير بالدرجة الأولى إلى تحركات المعلم المتتابعة والمتسلسلة داخل غرفة الصف والتي تتكامل وتنسجم معاً لتحقيق أهداف الدرس.
ولعلنا نخلص مما سبق إلى آن مفهوم استراتيجية التدريس جاء ليلبي واقع الموقف التدريسي فالمعلم في واقع المر لا يكتفي طيلة الدرس بطريقة المحاضرة مثلاً بل يمزجها أحيانا بطريقة المناقشة أو بطريقة البيان العملي أو بغيرها من طرق التدريس الخاصة مثل الاكتشاف في العلوم أو الاستدلال في الرياضيات مما يعني استخدام المعلم لأكثر من طريقة حتى يلبي احتياجات الموقف التدريسي الذي يتضمن أهدافا متباينة تفرض استخدام طرق تدريس مناسبة لكل هدف وقد سبق آن أشرنا لهذا الأمر عند الحديث عن اختيار وتقويم طريقة التدريس.
وتأتي خبرة المعلم وإمكاناته الشخصية في ترتيب الأهداف وفق تسلسل معين ومن ثم ترتيب الطرق التي سيستخدمها وما تحتاج أتليه هذه الطرق من حوار وأسئلة أو أدوات وأجهزة أو كتب ووسائل تعليمية تقليدية أو تقنية ويشكل كل هذا التنظيم والترتيب لطرق التدريس وما تتضمنه من إمكانات مادية للتدريس ما نعنيه باستراتيجية التدريس.
لذلك فان بعضهم يستخدم مصطلح استراتيجية التدريس بشكل مترادف مع مصطلح إجراءات التي يتبعها المعلم واحدة تلو الأخرى بشكل متسلسل وترتيب معين داخل غرفة الصف مستخدماً في ذلك الإمكانات المتاحة للتدريس تعد في موضعها صحيح حتى يحقق المعلم أفضل مخرجات تعليمية ممكنة وبذلك لا يتعارض مفهوم إجراءات التدريس مع مفهوم استراتيجية التدريس والمهم آن يعلم المعلم آن إجراءاته متنوعة يجب آن تحقق أفضل النتائج من خلال أقصى استغلال للإمكانات المتوفرة في الدراسة.
ولعلنا نخلص مما سبق إلى آن استراتيجية التدريس هي سياق من طرق التدريس الخاصة والعامة المتداخلة والمناسبة لأهداف المواقف التدريسي والتي يمكن من خلالها تحقيق أهداف ذلك الموقف بأقل الإمكانات وعلى أجود مستوى ممكن.
كما نخلص إلى آن المعلم يجب آن يعي آن أهداف المواقف التدريسية تتطلب استخدام طرق تدريسية وليس طريقة تدريس واحدة عادة وان معرفة الطرق العامة والخاصة يساعده على تنظيميها وترتيبها معاً في انسجام لينتج ما يسمى إجراءات التدريس أو استراتيجية والتي تمثل في الواقع الحقيقي ما يحدث في غرفة الصف من استغلال إمكانات معينة لتحقيق المخرجات التعليمية المرغوبة لدي الطلاب
مهارات التدريس
عندما قيام المعلم بتنفيذ الدروس التي سبق له تخطيطها فانه يستخدم كما سبق أن أوضحنا استراتيجية تدريس تتضمن طريقة أو أكثر من الطرق العامة أو الخاصة للتدريس .
وفي سبيل تحقيق أهداف الدرس من خلال الاستراتيجية التي يستخدمها المعلم مع طلابه فانه يحتاج إلى مجموعة من المهارات الأساسية التي لا غنى عنها لأي معلم ومن هذه المهارات التهيئة أو الإثارة واستخدام الأسئلة واستخدام الوسائل التعليمية واستخدام التعزيز والحيوية والاتصال وإدارة عملية التعليم وإدارة الصف، بالإضافة إلى مهارة إنهاء الدرس والتقويم المبدئي للتعليم .
ولأهمية هذه المهارات فسوف نتناولها بشيْ من الإسهاب مع الإشارة إلى بعض التدريبات التي تساعد المعلم على تطوير أدائه في كل مهارة من هذه المهارات
أولاً/ التهيئة أو الإثارة:
يحتاج المعلم عندما يبدأ درسه إلى تجاوب الطلاب حتى يمكنه تحقيق ما يصبو إليه من أهداف ويمكن أن يتم ذلك من خلال إثارة هؤلاء الطلاب فكرياً بأحد الطرق التالية:
1. طرح سؤال حول موضوع الدرس بشرط أن يتوقع المعلم وجود بعض المعلومات المتعلقة بالسؤال لدى الطلاب.
2. عرض مجسم أو شكل غامض وطرح بعض الأسئلة حوله.
3. عرض فيلم قصير بواسطة الفيديو ثم طرح أسئلة حوله.
4. إجراء عرض عملي حركي أو تجربة قصيرة مثيرة.
5. استغلال خبر في صحيفة أو حدث جار في المجتمع .
ولعل قيام المعلم بمثل هذه المبادرات التعليمية يعد أمراض ضرورياً لجذب انتباه الطلاب إلى الدرس الذي سيقدمه ولتحويل فكرهم إلى موضوع الدرس الجديد.
لكن ما الوظيفة التربوية للتمهيد ؟ أو ما أهميته بالنسبة لعملية التعليم ؟ لقد درست في علم النفس التربوي أهمية الدافعة على أنها شرط من شروط التعليم وضرورة استثارة الدافعية فهل يمكن أن يؤدي التمهيد إلى استثارة دافعية الطلاب لتعلم موضوع ما ؟
إن هذا في الواقع يتوقف على مهارة المعلم في التمهيد وابتكار لأساليب متنوعة لاستثارة انتباه طلابه ولكن السؤال الذي ينبغي آن نطرحه أولا في هذا الصدد هو: ترى كم يكون عدد مرات التمهيد في الدرس الواحد ؟! قد يكون هذا السؤال غريباً بعض الشيء لكن فكر برهة وناقش زميلاً ما في هذا الموضوع.
وقد يطلق بعضهم لفظ المقدمة على التهيئة أو التمهيد وليس في ذلك مشكلة ألا آن المشكلة في رأينا هي اعتقاد بعض المعلمين بأن مقدمة الدرس تعني توجيه أسئلة إلى الطلاب حول الدرس السابق وليس هذا صحيحاً فالدرس الجديد يمكن أن يبدأ بمقدمة خاصة به أي ذات علاقة صميمية بموضوع الدرس الحالي ألا أنه يشترط فيها الإثارة وتحقيق انتباه الطلاب وارتباطها بخبرات قديمة لديهم بحيث يمكن الاستفادة منها في بناء الخبرات الجديدة .
وقد يحتوي الدرس مقدمات مختلفة ومتعددة أي انه يحتاج إلى من عملية تهيئة ويتوقف ذلك على أهداف الدرس فقد يجد المعلم بعد تحقيق هدف في حاجة إلى تهيئة الطلاب إلى موضوع الهدف الثاني وهكذا.. ولذا فان فترة التهيئة قد تستمر لمدة خمس دقائق وقد لاستغرق عدة ثوان والعبرة في هذا الأمر بما يقدمه هذا الحدث من إثارة لدافعية الطلاب للتعليم والوقت الذي تستمر فيه الدافعية بحيث لا تفتر قبل انتهاء الوقت المحدد لتحقيق الهدف أو للانتهاء من الدرس .
ولكي تتمكن من مهارة التهيئة للتدريس عليك اختيار أحد زملائك ليقوم بتدريس أحد الدروس التي سبق لك وله تخطيطها كل بمفرده ثم قارن بين ما كتبته في دفتر التحضير من تهيئة للدرس وبين ما دونه زميلك بشأن التهيئة للدرس ذاته وناقش معه أفكارك وأفكاره في هذا الصدد
ثانياً / الأسئلة
الأسئلة من المكونات المهمة والرئيسية لأي تدريس ناجح وذلك لكونها وسيلة فعالة للحفاظ على الإثارة الفكرية في الصف فضلاً عن جعل البيئة الصفية بيئة نشطة تعج بالتفاعل بين المعلم والطلاب وبين الطلاب بعضهم مع بعض.
وتستخدم الأسئلة في المراحل المختلفة للدرس فهي تستخدم في التهيئة والإثارة كما تستخدم في أثناء تنفيذ إجراءات تحقيق أهداف الدرس وتستخدم أيضا في التقويم، فالسؤال هو المتحدى الدائم لفكر الطلاب داخل غرفة الدراسة أو خارجها.
وتستخدم الأسئلة في التدريس بصرف النظر عن طريقة التدريس المستخدمة فهي تدخل مع الإلقاء وأساسية في المناقشة وتضاف إلى العرض أو المران كما تضاف إلى كل من طرق التدريس الخاصة بمجالات دراسية معينة تقريباً وعلى ذلك يمكن القول انه من الصعب آن نجد استراتيجية لتدريس درس ما خالية من قدر كبير أو قليل من الأسئلة المتنوعة في هدفها وفي مستوى عمق ما تتطلبه من عمليات عقلية.
ولاستخدام الأسئلة قواعد يجب أن يراعيها المعلم ويحرص على إتباعها ومن أهم هذه القواعد ما يلي:
1. يجب ألا توجه الأسئلة بصفة دائمة إلى مجموعة معينة من الطلاب دون بقية طلاب الفصل إذ يجب آن يشترك جميع الطلاب في الحوار الذي يدور في غرفة الصف ويقع على المعلم عبْ الانتباه لهذه الظاهرة إذ يجب عليه تشجيع جميع الطلاب على المشاركة وتعيين السؤال المناسب لقدرات كل طالب لحثه على المشاركة ومن ثم مساعدته على التقدم في العمل.
2. يجب أن تشجع الأسئلة عمليات التفكير وليس مجرد سرد المعلومات وأفضل الأسئلة ما يسمح التباعدي وهو التفكير الذي يؤدي إلي أفكار متشعبة وليس كلمات محددة ضيقة وعادة ما تبدأ الأسئلة التي تؤدي إلى التفكير التباعدي بـ لماذا وكيف؟ أما الأسئلة التي تبدأ متى؟ وأين ؟ فهي تؤدي في أغلب الأحيان إلى التفكير التقاربي الذي يفرز ضيق التفكير والمعلومات أو الاستجابات المحددة الضيقة.
3. يجب أن تعد الأسئلة بعناية في مرحلة التخطيط للتدريس بحيث تصمم وتصاغ بدقة لتخدم أهداف الدرس وتتسلسل بانسجام أيضا لتؤدي إلى المخرجات التعليمية المعبرة عن تلك الأهداف ويشمل ذلك دقة السؤال وقصره ووضوح المطلوب منه بحيث يصبح السؤال مفهوماً من قبل الطالب لأول وهلة.
4. يجب آن يكون المعلم مرناً في تلقي الإجابات من الطلاب فلا يتوقع إجابة محددة في ذهنه بل يتوقع إجابات متعددة متقاربة تدور حول المطلوب كما تتطلب مرونة المعلم القدر على تبسيط السؤال الواحد أو تجربته إلى سؤالين فرعيين أو أكثر عندما تقتضي الحاجة ذلك.
5. يجب آن يبتعد المعلم عن الأسئلة المضيعة للوقت دون أعمال فكر الطلاب ومثال ذلك الأسئلة التي تنتهي آلي ترديد سبق آن ذكرها المعلم أو الأسئلة التي تنتهي إجابتها بكلمتي نعم أو لا.
6. يجب آن ينتبه المعلم دائماً لأهم قاعدة في مجال إلقاء الأسئلة وهي ((وقت الانتظار)) وهل الوقت الذي ينتظره المعلم بعد إلقاء السؤال حتى يسمح للطالب بالإجابة ويستمر هذا الوقت لعدة ثوان بعد إلقاء السؤال وقد بينت الدراسات آن هذا الوقت ضروري لاستقبال الطلاب للسؤال ثم بدء العمليات العقلية وإصدار الاستجابة المطلوبة ونظراً للفروق الفردية بين الطلاب فقد يستجيب أحد الطلاب مثلاً بعد مرور ثانية واحدة لسؤال المعلم، ألا آن على المعلم آن يأخذ في الحسبان باقي الطلاب وما بينهم من فروق فردية فينتظر لمدة خمس ثوان على الأقل بعد توجيه السؤال قبل آن يسمح بالإجابة حتى له أبدى بعض الطلاب استعدادهم للإجابة قبل مرور هذا الزمن.
7. يجب آن يغير المعلم من طريقة في توجيه الأسئلة فيعين الطالب الذي يوجه أتليه السؤال مسبقاً أحيانا ويعينه بعد إلقاء السؤال مرة أخرى ويترك السؤال متاحاً لجميع الطلاب في المرة الثالثة وهكذا مما يجعل الطلاب متوقعين اختيارهم للمشاركة في الحوار الصفي ويقلل من الضجة التي تصاحب تسابق الطلاب آلي الإجابة عن هذه الأسئلة عندما يلقيها عليهم.
8. يجب آن يستخدم المعلم عبارات أو كلمات المدح والثناء وكذلك حركات الجسم والوجه التي تشجع الطالب على الاستمرار في الإجابة والسير قدماً في التعبير عما يدور في ذهنه من أفكار وتشجيعه على تكرار المشاركة.
9. يجب ألا يستخدم المعلم الأسئلة على أنها نوع من أساليب تعجيز الطلاب وتحقير شأنهم فهذا الأمر يفقدها قيمتها في إثارة العقل وتنمية المهارات الاجتماعية والقدرات الذاتية.
وطبعاً ما نقصده بالأسئلة ليست تلك الأسئلة التي تعودنا سماعها مثل:
ما عاصمة اليمن ؟
أليس الصقر طائراً ؟
ألم نتفق على أن كان ترفع المبتدأ وتنصب الخبر ؟ .
إن مثل هذه الأسئلة التي تستدعي إجابة من كلمة واحدة أو يجيب عنها الطلاب بـ (نعم ) أو (لا) ليست الأسئلة التي نقصدها ولكن ما نقصده هو الأسئلة المثيرة للتفكير أو المتعددة الإجابات مثل ما الفرق بين الصقر والبومة أو كيف يمكن معالجة مشكلة زيادة استهلاك المياه في المنازل أو ما أفضل الطرق لتقليل عدد السيارات في المدن.
ونود هنا أن نذكر المعلم آن غزارة المادة العلمية شرط هام للتدريس بوجه عام ولاستخدام الأسئلة بوجه خاص فإذا سأل المعلم الطلاب سؤالاً من النوع الذي نقصده وأثر في تفكيرهم وجاءت إجاباتهم متنوعة فكيف يحكم على الصحيح من الخاطيء منها مال تكن لديه معلومات كافية في تخصصه وتكون لديه ثقافة عامة في المجالات الآخر القريبة من مجال التخصص.
كما أن غزارة معلومات المعلم مفيدة أيضا في تمكينه من وضع أسئلة للتقويم مختلف عن تلك الأسئلة المستخدمة في استراتيجية التدريس فالمعلم الذي ليعرف معلومات الكتاب المدرسي سوف لا يجد غير سؤال واحد وتكرار هذا السؤال في استراتيجية التدريس ثم في التقويم يعني أنه يقتصر في أسئلته على مستوى تذكر المعلومات وترديدها ومن ثم سيهمل العمليات الأخرى كالفهم والتطبيق والتحليل.
ولكي تنتقل من مجرد التعرف على مهارة الأسئلة آلي التمرس الفعلي في أداء هذه لمهارة عليك استئذان أحد زملائك في مادة التخصص لحضور درس معه وملاحظة ما يقوم به من أنشطة مركزاً على الأسئلة ومن المفضل أن تستخدم جهاز تسجيل صغير لتسجيل الدرس بحيث يوضع هذا الجهاز على منضدة المعلم.
أعد شريط التسجيل البدائية بعد انتهاء الدرس ثم اسمعه واكتب الأسئلة التي أتلقاها المعلم في أثناء الدرس وقارن العدد الذي توصلت أتليها بما يتوصل أتليه لك سمع نفس الشريط منفرداً ثم أعد الاستماع آلي الشرط ذاته مركزاً على نوعية الأسئلة محاولاً تصنيفها إلي الأنواع التالية:
1. أسئلة تتطلب الإجابة ب (نعم ) أو ( لا ).
2. أسئلة تستدعي معلومة بسيطة عبارة عن كلمة أو جملة محددة سبق أن عرفها الطلاب.
3. أسئلة تثير التفكير ولها أكثر من إجابة.
أعد الاستماع إلي الشريط السابق ولاحظ عقرب الثواني في ساعتك لتحديد عدد الثواني التي يثرها المعلم للطلاب للتفكير قبل أن يبدأ أول طالب في الإجابة ثم احسب هذه الفترة لسؤال ما ثم كرر حساباتك لأربعة أسئلة أخرى واحسب هذه الفترة.
إن هناك من المعلمين من يسرون لوجود الطالب النابه الذي يجيب عن السؤال بمجرد أن ينتهي المعلم من إلقائه أو حتى قبل الانتهاء من إلقائه وهناك معلمون آخرون ينهون الطلاب عن التسرع في الإجابة ويجولون بنظرهم بين أرجاء الصف لفترة قبل السماح لأي طالب بالإجابة.
وكما سبق أن ألمحنا فإن تشجيع الطلاب على الإجابة بسرعة أمر يضر بالهدف من استخدام الأسئلة وسيلة للتدريب على التفكير، وكلنا يعرف أن التفكير عملية تتطلب ترتيب المعلومات واستخدامها وفق تنظيم معين لحل المشكلة التي ينطوي عليها السؤال، لذا لابد أن تمضي فترة بين سماع الطالب السؤال وقيامه بالإجابة عنه.
وتتراوح هذه الفترة بين3 - 5 ثوان، وقد يرى بعضهم زيادة من هذه الفترة أحياناً، وبصفة عامة لابد من وجود فترة لا تقل عن ثلاث ثوان يرتب خلالها الطلاب أفكارهم قبل بدء الإجابة.
ومن المهارات المهمة للمعلم الانتباه عند استخدام الأسئلة، الانتباه إلى توزيع تلك الأسئلة على جميع طلاب الصف بصورة عادلة ومناسبة لإمكانات الطلاب.
فإذا قدر لك أن تستأذن أحد معلمي مادة تخصصك لحضورك درس من الدروس معه:
1. استخدم ورقة كبيرة لترسم فيها شكلاً تخطيطياً لغرفة الصف .
2. لاحظ الطلاب المشاركين في الإجابة عن الأسئلة، ضع علامة (×) في المربع الذي يمثل مكان الطالب المشارك.
3. في نهاية الدرس وعن طريق علامات(×) يمكنك التعرف على المشاركين مرة أو أكثر وعلى الذين لم يشاركوا على الإطلاق.
لعلك تجد مربعاً فيه علامتان أو أكثر بينما هناك مربعات ليست فيها أية علامة، مما يعني أن هناك طالباً قد اشترك في الإجابة عن أسئلة المعلم مرتين أو أكثر، بينما لم يشترك غيره فيها، وإذا كررت هذا العمل في الصف نفسه في درس آخر، فقد تتوصل إلى ملاحظات مشابهة، اللهم إلا إذا كان المعلم ماهراً في تنويع الأسئلة، والاهتمام بتوجيه جميع الطلاب للإجابة عنها ومساعدتهم على ذلك.
ولعل ذلك يدعونا إلى توجيه النظر إلى ما سبق ذكره بخصوص قواعد استخدام الأسئلة، كما يجعلنا نصنف تلخيصاً لبعض الممارسات التي يمكن للمعلم الاستفادة منها في تحسين نوعية إجابات الطلاب، وتشجيعهم على المشاركة في الإجابة عن الأسئلة، ولعل من أهم الممارسات المهمة ما يلي:
1. اجعل صياغة سؤالك واضحة المعنى، مفهومة المقصد بحيث لا يختلف الطلاب في فهمها، ويمكن أن يتم ذلك في أثناء تخطيطك للدرس، وكتابة الأسئلة في المنزل، ومراجعة الصياغة مع نفسك أكثر من مرة، ولا بأس من إشراك زميل أو أكثر من زملائك في هذا العمل.
2. اجعل السؤال قصيراً كلما أمكن ذلك، واستبعد منه الكلمات الزائدة، ولا ستخدم الكلمات غير المألوفة لدى الطلاب.
3. تأكد من هدوء غرفة الصف لدرجة تجعل السؤال مسموعاً من جميع الطلاب، لأنه من غير المفضل أن تعيد إلقاء السؤال بسبب الضوضاء.
4. يمكنك تشجيع الطالب الذي أخطأ في الإجابة، أو الذي أعطى إجابة غير مكتملة وذلك باستخدام بعض الكلمات اللفظية اللبقة مثل: فكر مرة أخرى، يمكنك إعطاء إجابة أفضل إذا فكرت مزيداً من الوقت، كلامك معقول ولكنه يحتاج إلى توضيح أكثر …..الخ.
5. لا تترك الطالب الذي أخطأ دون أن يعرف الإجابة الصحيحة. فمن الضروري متابعة هذا الطالب لتوجيه تفكيره، وتنميته قدرته على التفكير والمشاركة في الأسئلة الصيفية، كما لا يجب أيضاً ترك الإجابة الصحيحة دون تعليق أو دون الثناء عليها.
6. تذكر أن كثرة عدد الأسئلة يعني قلة الوقت الذي سيخصص للتفكير، فاحسم بدقة التوازن في هذه القضية.
7. حدد قدرات أو العمليات التي يتضمنها السؤال (مجرد تذكر أم فهم أم حل مشكلات أم تحليل….) ليمكنك على أساسها تحديد الفترة التي ستمنحها للطلاب للتفكير، إذ ليس من المعقول أن تنتظر خمس ثوان ليتذكر الطالب حقيقة ما، وتنتظر نفس الوقت ليقدم لك الطالب تحليلاً لفكرة معينة في الدرس، أو تقويماً لعمل تعرضه عليه، فكلما ارتفع مستوى العمليات العقلية المتضمنة في السؤال كلما ازداد الزمن اللازم لإجرائها.
واعلم أن مهارة استخدام الأسئلة من المهارات المهمة جداً، والموجهة إلى التعليم في الأمة الإسلامية بأسرها، فتدريب العقول البشرية على التفكير هو ما يجعل التعليم يختلف من أمة إلى أخرى.
ثالثاً / استخدام المواد والأجهزة التعليمية :
يقصد بالمادة التعليمية أي المادة المكتوبة مثل الكتب، أو المسموعة على أشرطة الكاسيت(الصوت) أو المرئية المسجلة على أشرطة الفيديو، أو المرسومة على الشرائح أو الشفافيات أو الأفلام الثابتة أو المصورات ..الخ.
ويتطلب عرض بعض هذه المواد التعليمية أجهزة تعليمية خاصة، فالجهاز التعليمي يكمل المادة التعليمية، ولا يمكن الوصول إلى هذه المادة أحياناً دون استخدام الجهاز، فالصوت على شريط مسجل لا يمكن سماعة دون استخدام مسجل كاسيت، والصورة أو الكتابات على الشفافيات لا يمكن مشاهدتها دون جهاز العرض فوق الرأس Over head Projector وهكذا.
وتستخدم المواد التعليمية وسائل تحتوي مادة التعلم، أو وسائط تحتوي تلك المادة بشكل يعين على التعلم، ويؤدي إلى تنشيطه وإسراعه؛ وقد أثبتت البحوث في هذا الصدد أن الطلاب يتعلمون أكثر ويصبحون أكثر، إيجابية إذا ما استخدمت المواد التعليمية التي تثير أكثر من حاسة لديهم، فاشتراك حاستي البصر والسمع في التعلم يكون أفضل من استخدام حاسة السمع بمفردها.
ولذلك ينبغي أن يقوم المعلم بدراسة الوسائل التعليمية المتوافرة في مدرسته، ثم يقوم بدراسة أهداف دروسه، وفي ضوء المواءمة بين الأهداف، والمواد التعليمية المتوافرة، يختار أفضل هذه المواد، وأكثرها إثارة للحواس لكي تساعده على تعليم طلابه.
وتتعدد أنواع الوسائل تحمل المادة التعليمية، فمنها وسائل غير تقنية من مثل المصورات والخرائط والنماذج والسبورات والعينات الحية أو الميتة والشرائح والكتب أما الوسائل التقنية فتشمل الأفلام المرئية والشرائط المسموعة وأقراص الكمبيوتر وغيرها.
وهناك عدة قواعد يجب أن يراعيها المعلم بشأن الوسائل التعليمية، لعل من أهمها ما يلي:
1. اختيار الوسيلة المناسبة لأهداف الدرس، بشرط أن يصاحب ذلك مناسبتها لمستوى تفكير الطلاب وإدراكهم أيضاً، فأحياناً تعقد الوسيلة الفكرة التي يريد المعلم توصيلها إلى الطلاب بدلاً من تبسيطها، ولذلك فإن بساطة الوسيلة وسهولة معالجتها للهدف الخاص بالدرس هو الضمان للاستفادة الناجحة منها.

2. تقديم الوسيلة التعليمية في موضع ما، أو في وقت محدد من سياق استراتيجية التدريس لتخدم مضمون هذه الاستراتيجية، فالوسيلة توضع لتحقيق هدف معين وليس من أجل أن يقال: إن المعلم يستخدم الوسائل التعليمية.
3. إذا تضمنت الوسيلة التعليمية مادة تعليمية غزيرة، أكثر مما هو مطلوب تعلمه للطلاب فقد تشتت انتباه الطلاب وتدفعهم إلى إلقاء عشرات الأسئلة على المعلم، ولذلك فإن مثل هذه الوسيلة قد تضر أكثر مما تنفع، مما ينبغي معه أن يحرص المعلم على تغطية أو حجب المادة التعليمية الزائدة عن الحاجة، وقصر المعروض على الطلاب في حدود مادة الدرس واستراتيجية التدريس التي تحقق أهدافه.
4. يجب أن يقوم المعلم بفحص المادة التعليمية المتضمنة فحصاً جيداً بنفسه غير معتمد على آراء الآخرين، أو على ما دون عليها من بيانات، كما أنه من الضروري أن يفحص المعلم الأجهزة التعليمية، ويقوم بتشغيلها والتأكد من سلامتها وصلاحيتها للعمل قبل بدء الدرس، أو في مرحلة الإعداد له.
5. قد تؤدي بعض الوسائل التعليمية إلى تكوين مفاهيم خاطئة لدى الطلاب، فإذا احتوى مصور ما على بعض الحيوانات المتقاربة في الحجم (في المصور)، فقد يتكون لدى الطالب فكرة أن حيوان الكونجرو قريب في حجمه من الفيل أو الجمل مثلاً، ويجب أن ينتبه المعلم لمثل هذه الأمور، ويعتمد إلى تصحيح ما قد تكونه الوسيلة من مفاهيم غير دقيقة.
وتعد السبورات من الوسائل التي لا غنىً عنها لأي معلم، ولذا فمن المهم لكل معلم أن يتدرب على استخدام السبورة وتنظيمها، ولكي تتقن فنيات استخدام السبورة عليك حضور عدة دروس لزملائك المعلمين، وتفحص ما يدونونه على السبورة من كتابات أو ما يرسمونه من أشكال، وتأكد بعد فحصك أكثر من سبورة من توافر المكونات التالية في كل سبورة من السبورات التي شاهدتها:
1. وجود عنوان واضح للدرس أعلى السبورة.
2. تقسيم السبورة إلى قسمين أو أكثر، يحتوي أحدها ملخصاً منظماً للمعلومات والأفكار المهمة للدرس، بينما تحتوي الأقسام الأخرى الشروح وإجابات الطلاب، وغيرها من المواد التي يمكن محوها من آن لآخر.
3. سلامة الكتابة من حيث الأخطاء اللغوية.
4. دقة التعبيرات والرسوم.
5. وضوح وتنظيم الكتابة على السبورة.
رابعاً/ التعزيز :
سبق أن درست في مقررات علم النفس التربوي مفهوم التعزيز وأثره في عمليتي التعليم والتعلم، لذا فقد رأينا ضرورة التأكيد على أهمية التعزيز، وأهمية اكتساب المعلم هذه المهارة لكونها مهارة مهمة وأساسية، وبدونها يفقد التدريس أحد خصائصه الأساسية ذلك لأنه عملية تفاعل إنساني بين طرفين هما المعلم والطالب.
ولكي تفهم دور التعزيز في عملية التعلم، وتكسب مهارة تعزيز سلوك الطلاب عليك التركيز على:-
1. التعزيز اللفظي: باستخدام الكلمات مثل: جيد – بارك الله فيك – جزاك الله خيراً – معقول...الخ.
2. التعزيز غير اللفظي: باستخدام حركات الوجه واليدين مثل: الابتسامة أو تقطيب الجبين أو الإشارة بالأصابع أو حركات الرأس.
ومن الحركات التي تستخدم معززات غير لفظية:
* الابتسامة للتدليل على دقة الإجابة أو سلامة حديث الطالب.
* حركة الرأس للموافقة على الإجابة.
* تقطيب الجبين للتدليل على عدم الرضا.
* حركة الرأس يميناً ويساراً للتدليل على عدم الرضا.
* تحريك الإبهام في شكل دائري سريع للإشارة إلى الإسراع في العمل.
* استخدام اليد مع ضم الأصابع للإشارة إلى التروي.
ولعلك تلاحظ أن التعزيز غير اللفظي الذي تستخدم فيه الحركات المختلفة بالرأس أو الأيدي يستعمل في أغلب الأحيان من أجل تعزيز سلوك الطالب دون مقاطعة حديثه، بحيث يستمر في الكلام سواء في الاتجاه نفسه أو يعدل من كلامه في اتجاه أكثر دقة.
ومن المهم أن يعلم المعلم أنه من الضروري أن يكون التعزيز متنوعاً؛ حتى لا يصبح رتيباً ومملاً، لكن ترى هل من المفضل استخدام التعزيز اللفظي بمفرده في بعض المواقف، والتعزيز غير اللفظي في مواقف أخرى؟ أم من المفضل أن يقترن كل منهما بالآخر؟
إن استخدام التعزيز اللفظي مع التعزيز الحركي يقوي بلا شك من أثر التعزيز، كما أن نمط من التعزيز أياً كان نوعه قد يفيد أيضاً، فالإشارة بالإصبع للاستمرار يمكن أن يصاحبها نمط غير لفظي آخر كالابتسامة مثلاً.
ومن جهة أخرى نجد أنه من المهم أن يتناسب حجم التعزيز مع ما قام به الطالب إذ ليس من المناسب أن يساوي المعلم بين الطلاب المتنوعين في مستويات إنتاجهم وأعمالهم في التعزيز، ونلخص من ذلك إلى أن للتعزيز درجات أو مراتب تتنوع بتنوع درجات ومراتب أعمال الطلاب.
ومن جهة أخرى فإن استخدام نبرات الصوت بحيث تبدو معبرة عن نوع التعزيز كان سلبياً أو إيجابياً يعد أمراً في غاية الأهمية، ولعلك تحاول استخدام كاسيت لتسجيل صوتك عندما تنطق ببعض الكلمات التالية:
1) لا بأس.
2) رائع.
3) مدهش.
4) ممتاز.
5) أحسنت.
6) معقول.
7) جيد.
8) فكر بعض الوقت.
9) صحيح.
10) ممكن.
استمع إلى الشريط مع زميل لك لترى هل كان صوتك معبراً عن المعنى ومتناسباً مع ما تقوله؟ لعل صدرك يتسع أيضاً للاستماع إلى رأي زميلك حول ذلك، فالتعبير الصوتي باستخدام نبرات معينة أمر في غاية الحيوية لتوجيه سلوك الطالب.
ولعلنا نلخص مما سبق إلى أن مهارة التعزيز اللفظي واقترانه بالتعزيز غير اللفظي مع تنويع أشكال وأنماط التعزيز أمر في غاية الأهمية، كما أن استخدام التعزيز أمر ضروري لتشجيع الطالب الخجول أو بطئ التعلم، كما أنه مهم لتشجيع الطلاب الذين لا يشاركون عادة في النشاط الدائر في غرفة الصف.
ويمكن للمعلم زيادة مشاركة هؤلاء الطلاب ببعض المعززات مثل الابتسامة، كما أنه من الضروري أن تكون الأسئلة الموجهة إليهم بسيطة، وسهلة، والتعزيز مباشراً وفوراً، مما يسهم في زيادة مشاركتهم تدريجياً من أجل الحصول على تعزيز المعلم
خامساً / حيوية المعلم :
يقصد بالحيوية نشاط المعلم وحركاته المتنوعة لإنجاز المهام التدريسية المختلفة، وقد يتخيل المعلم أن دوره في غرفة الصف لا يتعدى جلوسه على الكرسي الخاص بالمعلم لمتابعة نشاطات الطلاب، أو لإلقاء بعض المعلومات أو التعليمات عليهم، إلا أن هذا غير صحيح، فالمعلم في حقيقة الأمر مربٍ، وقاضٍ، وممثل، وصديق، وحاكم.الخ، من الأدوار التي يتردد الحديث عنها عند الخوض في مهام المعلم وواجباته.
وتتطلب مثل هذه الأدوار المتباينة للمعلم ما يلي:
1. أن تكون لديه القدرة على الحركة في جميع أرجاء غرفة الصف أو غيرها من أماكن التدريس الأخرى التي تتطلبها ظروف المواقف التدريسية، وتـنويع هذه الحركة ما بين المشي والقفز، وتقليد الحركات، بل والركض أحياناً.
وهذا التنوع في حركة المعلم ضروري لإبقاء الطلاب منتبهين إلى ما يحدث في غرفة الصف، ولا نقصد بذلك أن يظل المعلم مهرولاً أمام طلابه بداع أو دون داع، ولكننا نقصد أنه يتحرك التحركات المناسبة لما يقوم به من نشاطات يتطلبها الموقف التدريسي، ولا تقتصر حركات المعلم الدالة على حيويته على حركات القدمين، ولكنها تتعداها إلى حركات اليدين والذراعين عندما يشير ويشرح ويختار طالباً، كما تشمل أيضاً حركات العينين وعضلات الوجه والشفتين، وغيرها مما يمكن استغلاله في الإيماء والموافقة والرفض …… وما شابة ذلك من ضروريات الموقف التدريسي.
2. أن تكون لديه القدرة على توصيل صوته إلى جميع الطلاب المشاركين في الموقف التدريسي، كما تكون لديه القدرة على تنويع الصوت حسب مواقف التدريس المختلفة.
فمن المعروف أن المعلم يمكنه أن يستخدم صوته للنهي عن شيء، أو لإعلان قبوله السلوك الذي يقوم الطالب، أو ليعلن عن فرحه أو غضبة، وهكذا.
3. أن تكون لديه القدرة على الانتباه لما يدور في غرفة الصف من أحداث، والاستجابة السريعة التلقائية لهذه الأحداث.
وتتطلب حيوية المعلم أن يحافظ على صحته بصفة دائمة، فلا يدخن ولا يهمل التغذية الجيدة التي تحتوي العناصر الغذائية المختلفة الضرورية للجسم، كما يجب عليه أن يقوم ببعض التمرينات اليومية، أو الأسبوعية المنتظمة، حتى يحتفظ بقدر عال من اللياقة البدنية إلى تمكنه من الظهور في مظهر حيوي دائم، وتهدف حيوية المعلم بشكل عام إلى زيادة الإثارة في الموقف التعليمي، وتنويع المثيرات التي تتعامل معها حواس الطلاب.
ولكي تتعرف على نماذج متنوعة من قدرات المعلمين في تنويع المثيرات المسموعة والمرئية، يمنك استئذان أحد معلمي المدرسة سواء من زملائك في مادة التخصص أو من غيرهم، لتحضير معه درساً أو أكثر من دروسه، وتراقب المثيرات الحركية والصوتية لديه جيداً، ثم سجل ملاحظاتك كما يلي:
* الحركة في الصف: جالس – واقف في موضع معين – يتمشى بسرعة – يتمشى ببطء دون هدف محدد – يتمشى ببطء لتحقيق هدف ما.
* الصوت: منخفض – عالٍ جداً – معتدل لكنه غير مسموع في آخر الصف أحياناً – معتدل ومسموع في كافة أرجاء الصف دائماً – على وتيرة واحدة – متنوع دون داع – متنوع حسب مواقف الدرس – متنوع ومرتبط بالتدريس والتعزيز والفرح والغضب – وجود فترات صمت – غير ذلك…..
ولعل ملاحظتك لهذا الزميل وغيره من الزملاء يساعدك على اكتشاف مميزات وعيوب قدرات كل منهم، ومن ثم فإن ذلك يساعدك على تبني استخدام المثيرات المناسبة للمواقف التدريسية التي تقوم بتنفيذها
سادساً / مهارة إدارة غرفة الصف :
تعد مهارة إدارة غرفة الصف واحدة من أهم مهارات تنفيذ التدريس، وبدون اكتساب هذه المهارة لا يكون التدريس ناجحاً في أغلب الأحيان، وتتركب هذه المهارة من مجموعة مهارات فرعية نستعرضها فيما يلي:
1. الانتباه لأحداث الصف: ينهمك بعض المعلمين -لاسيما حديثو العهد منهم بالتدريس- في الشرح والمناقشة والكتابة على السبورة، أو الإجابة عن استفسارات بعض الطلاب لدرجة يهملون معها أحداثاً أخرى تحدث في غرفة الصف، أو في مكان التدريس، فهذا التلميذ شارد بفكره سارح به بعيدا عن المدرسة، وما يجري في الدرس، وهذا آخر يناقش مع زميل خلفه الأسئلة التي أعطاها لهم معلم العلوم أمس ضمن الواجب المنزلي، وذاك ثالث يسحب (شماغ) زميله الجالس أمامه ببطء ليربط طرفه في الكرسي، حتى إذا ما قام سقط من فوق رأسه، والمعلم بمنأى عن كل هذه الأحداث، متحمس لعمل واحد وهو الشرح والإلقاء أو غيرها من نشاطات الموقف التدريسي.
وفي الواقع إن مثل هؤلاء المعلمين يفسدون فاعلية التدريس بإهمالهم تلك الأحداث الجانبية ومن ثم انصراف نسبة لا يستهان بها من الطلاب عن نشاطات الموقف المدرسي.

وينبغي على المعلم أن يتدرب منذ البداية على الانتباه إلى جميع الطلاب، وتوزيع طاقته الذهنية بين هذا الانتباه وبين ما يقوم به من نشاطات تدريسية أخرى، بحيث يتعود على هذا التوزيع فيصبح نمطاً سائداً لسلوكه التدريسي.
2. ضبط الصف: إنه أمر وثيق الصلة بمهارة الانتباه إلى الأحداث الجارية في الصف، مهارة أخرى يطلق عليها ضبط النظام، أو ضبط الصف.

ولا يعني اهتمامنا بهذه المهارة أننا نطالب بأن يصمت جميع الطلاب، ويربعون أيديهم مركزين أعينهم على وجه المعلم أو السبورة، ولكننا نقصد أن يهتم المعلم بتوفير الجو المناسب لكل جزء من أجزاء الموقف التدريسي، فيوفر الهدوء والانتباه عندما يتكلم، ويوفره أيضاً عندما يتكلم أحد الطلاب بإذن من المعلم، فيوفر نظام يسمح للطالب بالحديث بينما يسمع الآخرون، ويوفر أيضاً نظام عمل الطلاب في فرق أو مجموعات، وهو في كل ذلك يحرص على حرية الطالب التي لا تعوق مسار أحداث الموقف التدريسي الناجح.

3. معاملة الطلاب: إن الطالب ينزل المعلم من نفسه منزلة كبيرة، ويتوقع منه كثيراً من الصفات الحميدة، كالعدل والحكمة والمساواة وتقوى الله والعطف وغيرها من الصفات .
ولذلك فلابد أن يلتزم المعلم في صفاته بكل ما هو حميد، ويحرص على تقوى الله ويعدل بين طلابه، ويحترم شخصياتهم ومشاعرهم، ويتعاطف مع مشكلاتهم الخاصة بالتعليم، كما يظهر وداً وألفة لهم، فيحرص على معرفة أسمائهم، ويتجاوب مع ميولهم العلمية، ورغباتهم في ممارسة النشاطات المختلفة .
ولأهمية هذه المهارة، ينبغي الاهتمام بالأمور الآتية :
أ‌- انتباه الطلاب للمعلم .
ب‌- ردود أفعال الطلاب لسلوك المعلم .
ت‌- سلوك الطلاب بعضهم مع بعض .
ث‌- نوعية العلاقة بين المعلم والطلاب .
سابعاً/ إنهاء الدرس:
عادة ما يتضمن الموقف التدريسي نشاطات متنوعة يقوم بها كل من المعلم والطلاب مما يجعلهم ينهمكون في العمل حتى يدق الجرس منهيا وقت الدرس بصورة مفاجئة فيسرع الطلاب إلى الانصراف عن المعلم أو يسرع المعلم إلى الانصراف من غرفة الصف.
وهذا الانصراف المفاجئ أو الطارئ يتنافى مع مفهوم التدريس كونه موقفاً مخططاً له أهداف وإجراءات وتقويم مضبوط وهو ما يعني أن يتحكم في عامل الزمن لتحريك مجريات هذا الموقف، ولا أن ينتهي زمن الحصة دون أن يتمكن من إكمال درسه ولذلك فإن تسلسل الموقف التدريسي يقتضي أن يكون إنهاءه بنظام معين محكم، يتطلب من المعلم ما يعرف بمهارة الغلق أو الإنهاء.
وفي الواقع فإن تمكن المعلم من ممارسة مهارة إنهاء الدرس (الغلق) تتطلب تدربه المسبق على التحكم في زمن المتاح للموقف التدريسي، حتى يبقى دائما بضع دقائق لاستغلالها في تخليص الموقف وتجميع خيوطه قبل دق الجرس معلنا نهاية الدرس.
ولسنا في حاجة إلى الإشارة إلى زمن الدرس ينبغي أن يتسع للتقويم ولاستفسارات الطلاب عن الواجبات المنزلية، وكذا القيام بالأعمال الروتينية من مثل حصر الغياب أو توزيع بعض الأوراق الإدارية على الطلاب ....الخ لذا فمراعاة عنصر الوقت، والتدريب على هذه المهارة يساعد على إنهاء الدرس بنجاح وفي الوقت المناسب.
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:31 PM.