|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
|||
|
|||
قاتل صلى الله عليه وسلم فئاتٍ ثلاث: 1) مشركي العرب، وكان ذلك بسبب إيذائهم للمسلمين ونبذهم لعهودهم، قال تعالى: "ألا تقاتلون قوماً نكثوا أيمانهم وهمُّوا بإخراج الرسول وهم بدءوكم أول مرة أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين، قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قومٍ مؤمنين، ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء والله عليم حكيم"، ولما تجمع المشركون ورموا المسلمين عن قوسٍ واحدةٍ أمر الله بقتالهم جميعا، قال تعالى: "وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين". 2) اليهود، وكان –كما هو معروف- بسبب نقضهم لعهودهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومحاولة قتله، ووقوفهم مع المشركين محاربين له كما حدث في غزوة الأحزاب، فأنزل الله تعالى: "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرِّمون ما حرَّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون". 3) النصارى وغيرهم، ولم يقاتلهم صلى الله عليه وسلم حتى أرسل رسله بعد صلح الحديبية إلى جميع الملوك يدعوهم إلى الإسلام، فأرسل إلى قيصر، وإلى كسرى، وإلى المقوقس، وإلى النجاشي، وإلى ملوك العرب بالشام، فدخل الإسلامَ من النصارى وغيرهم من دخل، فعمد النصارى بالشام فقتلوا بعض من أسلم. فالنصارى حاربوا المسلمين أولاً، وقتلوا من أسلم منهم بغياً وظلما، فأرسل لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية ً أمَّر عليها زيداً بن حارثة، ثم جعفرأً بن أبي طالب، ثم عبد الله بن رواحة، وكان هذا أول قتالٍ قاتل فيه المسلمون النصارى، فيما عُرِف بعد ذلك بغزوة مؤتة. مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على امرأةٍ مقتولة، فقال: "ما كانت هذه لتقاتل"رواه أحمد وأبو داود والحاكم، وقال: صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه، فدلّ ذلك على أن علة تحريم قتلها أنها لم تكن تقاتل مع المقاتلين، فكانت مقاتلتهم لنا هي سبب مقاتلتنا لهم، ولم يكن الكفر هو السبب. ولقد نهى الإسلام عن قتل الرهبان والصبيان لنفس السبب الذي من أجله نهى عن قتل المرأة. لم يكن قتال المسلمين للاستشفاء والحقد، بل أمرنا ربنا سبحانه أن ندرأ القتل بمجرد كلمةِ الإسلام التي قد يقولها الكافر درءاً لأن يُقتَل، ففي ميدان الحرب إذا أجرى المقاتل كلمة السلام على لسانه وجب الكف عن قتاله، وعصم دمه ونفسه، قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لستَ مؤمناً تبتغون عَرَضَ الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرةٌ كذلك كنتم من قبل فمنَّ الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا"، يا الله ما أبدع هذا القول: "كذلك كنتم من قبل فمنَّ الله عليكم".. فليس هنا مجالٌ لأحقاد النفوس بل كان المسلمون كفاراً فهداهم الله تعالى، فليتبينوا إذن ولا يعتدوا. وأكد هذا المعنى حديثٌ رائعٌ آخر، فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: (بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية، فصبحنا الحرقات من جهينة –اسم مكان- ، فأدركت رجلاً، فقال: لا إله إلا الله، فطعنته، فوقع في نفسي من ذلك، فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أقال: لا إله إلا الله وقتلته؟" قال: قلت: يا رسول الله، إنما قالها خوفاً من السلاح، قال: "أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا؟"، فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ)رواه أحمد ومسلم وأبو داود والحاكم. من كل ما سبق يتبين بجلاء أن الإسلام لم يأذن بالحرب إلا دفعاً لعدوان، وحمايةً لتبليغ الدعوة، ومنعاً من اضطهاد المسلمين، وكفايةً لحرية التدين. الإسلام ما بعد الانتصار: موقف الإسلام بعد الانتصار موقفٌ عظيمٌ بديعٌ أيضا، نوجزه في النقاط التالية: 1- تحريم قتل النساء والشيوخ والأطفال وكل من لا يحارب، والنهي عن التمثيل في القتل، قال صلى الله عليه وسلم: " اغزوا باسم اللّه وفي سبيل اللّه، وقاتلوا من كفر باللّه، اغزوا ولا تغدروا، ولا تغلُّوا، ولا تمثلوا، ولاتقتلوا وليدا"رواه أبو داود وابن ماجه، وفي حديث البخاري عن عبد الله بن يزيد الأنصاري، قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النهبى والمثلة. 2- النهي عن قطع شجرةٍ أو عقر نخلةٍ أو ذبح شاةٍ أو غير ذلك من أشكال التخريب والدمار، فقد ورد في وصية أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه لأسامة رضي الله عنه حين بعثه إلى الشام: "لا تعقروا نخلاً، ولا تحرِّقوه، ولا تقطعوا شجرةً مثمرة، ولا تذبحوا شاةً ولا بقرةً ولا بعيرا، إلا لمأكله، وسوف تمرون بقومٍ فرَّغوا أنفسهم في الصوامع –يعني الرهبان- فدعوهم وما فرَّغوا أنفسهم له"، وقد ورد عن عمر رضي الله عنه كلامٌ قريبٌ من ذلك. 3- إحسان معاملة الأسرى: قال صلى الله عليه وسلم: "فكوا العاني، وأطعموا الجائع، وعودوا المريض"رواه البخاري، وفكوا العاني أي خلصوا الأسير. وعن أبي هريرة قال: (بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال، سيد أهل اليمامة، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ماذا عند ك يا ثمامة؟" فقال: عندي، يا محمد خير، إن تَقْتُل تَقْتُل ذا دم، وإن تُنْعِم تُنْعِم على شاكر، وإن كنتَ تريد المال فسل تعط منه ما شئت، فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان بعد الغد، فقال: "ما عندك يا ثمامة؟"، قال: ما قلت لك، إن تُنْعِم تُنْعِم على شاكر، وإن تَقْتُل تَقْتُل ذا دم، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت، فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان من الغد، فقال: "ما عندك يا ثمامة؟" فقال: عندي ما قلت لك، إن تُنْعِم تُنْعِم على شاكر، وإن تَقْتُل تَقْتُل ذا دم، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أطلقوا ثمامة"، فانطلق إلى نخلٍ قريبٍ من المسجد، فاغتسل، ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، يا محمد، والله، ما كان على الأرض وجهٌ أبغض إليَّ من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إليّ، والله، ما كان من دينٍ أبغض إليَّ من دينك، فأصبح دينك أحبَّ الدين كله إليّ، والله، ما كان من بلدٍ أبغض إليَّ من بلدك، فأصبح بلدك أحبَّ البلاد كلها إليّ، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة، فماذا ترى؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة قال له قائل: أصبوت؟ فقال: لا، ولكني أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا والله، لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطةٍ حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم)رواه البخاري ومسلم. فلم يجبره الرسول صلى الله عليه وسلم على الإسلام، وأطلقه بدون مقابلٍ أو فداء، فلا انتقام، ولا تمثيل، ولا حقد، بل كرم خُلُقٍ ومنّ، ولك أن تقارن كل ذلك بما فعله النصارى في ممارساتهم خلال الحروب الصليبية، أو فعلهم في الأندلس عند سقوط الخلافة الإسلامية، وما محاكم التفتيش بخافيةٍ على أحد. وزيادةً في الفائدة يمكنك الاطلاع على فتوى الشيخ يوسف القرضاوي حول تعامل الإسلام مع أهل الكتاب، وعنوانها: هدي الإسلام في معاملة أهل الكتاب وحكم عقائدهم ختاماً أخي الكريم عبد الله، أرجو من الله تعالى أن أكون قد أوضحتُ لك منهج الإسلام في السلام وفي الحرب وفي ما بعد الحرب، وأن أكون قد أوفيت وكفّيت قدر الاستطاعة هنا، وآمل أن نبحث المسألة بتفصيلٍ أكبر قريباً إن شاء الله في صفحة دعوة ودعاة المزمع إنزالها في الموقع قريباً بإذن الله تعالى. تزوَّد أخي بالعلم قبل النقاش، نفع الله بك، ولا تنس أن تستعد إيمانياً أيضا، وأن تدعو الله بدعاء موسى عليه السلام "رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدةً من لساني، يفقهوا قولي"، وكما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس شيء أكرم على الله من الدعاء"رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم، وقال: هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه. الله معك، وفتح الله على يديك قلوب الناس، وهدى بك إلى الإسلام، يا داعية الإسلام في أمريكا، وأرجو أن تراسلني بما حدث معك. هل النصرانية تنكر القتال ؟ وأحب قبل الشروع في رد هذه الفرية أن أبين كذب مزاعمهم في أن النصرانية تنكر القتال على إطلاقه ، وتمقت الحرب ، وتدعو إلى السلام ، من الكلام المنسوب إلى السيد المسيح نفسه -من كتبهم - قال : " لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض ، ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً ، وإني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه ، والابنة ضد أمها ، والكنة ضد حماتها ، وأعداء الإنسان أهل بيته . من أحب أبا أو أماً أكثر مني فلا يستحقني ، ومن أحب ابناً أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني ، ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني ، من وجد حياته يضيعها ، ومن أضاع حياته من أجلي يجدها " ( إنجيل متى - الإصحاح العاشر فقرة 35 وما بعدها) فما رأي المبشرين والمستشرقين في هذا ؟ أنصدقهم ونكذب الإنجيل ؟ أم نكذبهم ونصدق الإنجيل ؟! الجواب معروف ولا ريب . وأما التوراة فشواهد تشريع القتال فيها أكثر من أن تحصى ، على ما فيه من الصرامة وبلوغ الغاية في الشدة ، مما يدل دلالة قاطعة على الفرق ما بين آداب الحرب في الإسلام ، وغيره من الأديان . دلائل الوقع على افترائهم : وليس أدل على افترائهم من أن تاريخ الأمم النصرانية في القديم والحديث شاهد عدل على رد دعواهم ، فمنذ فجر النصرانية إلى يومنا هذا ، خضبت أقطار الأرض جميعها بالدماء باسم السيد المسيح . خضَّبها الرومان ، وخضَّبتها أمم أوروبا كلها ، والحروب الصليبية إنما أذكى النصرانيون ـ ولم يذك المسلمون ـ لهيبها ، ولقد ظلّت الجيوش باسم الصليب تنحدر من أوروبا خلال مئات السنين قاصدة أقطار الشرق الإسلامية ، تقاتل ، وتحارب ، وتريق الدماء وفي كل مرة كان البابوات خلفاء المسيح - كما يزعمون - يباركون هذه الجيوش الزاحفة للاستيلاء على بيت المقدس ، والبلاد المقدسة عند النصرانية ، وتخريب بلاد الإسلام . أفكان هؤلاء البابوات جميعاً هراطقة ، وكانت مسيحيتهم زائفة ؟! أم كانوا أدعياء جهالاً ، لا يعرفون أن النصرانية تنكر القتال على إطلاقه؟! أجيبونا أيها المبشِّرون والمستشرقون المتعصبون !! . فإن قالوا : تلك كانت العصور الوسطى عصور الظلام - عندهم - ، فلا يحتج على النصرانية بها ، فماذا يقولون في هذا القرن العشرين الذي نعيش ، والذي يسمونه عصر الحضارة الإنسانية الراقية ؟ ! . لقد شهد هذا القرن من الحروب التي قامت بها الدول النصرانية ، ما شهدت تلك العصور الوسطى المظلمة - عندهم - بل وأشد وأقسى !!. ألم يقف ( اللورد اللنبي ) ممثل الحلفاء : إنجلترا ، وفرنسا ، وإيطاليا ، ورومانيا ، وأميركا ، في بيت المقدس في سنة 1918 ، حين استولى عليه في أخريات الحرب الكبرى الأولى قائلاً: ( اليوم انتهت الحروب الصليبية )؟! . وألم يقف الفرنسي ( غورو ) ممثل الحلفاء أيضاً - وقد دخل دمشق - أمام قبر البطل المسلم ( صلاح الدين الأيوبي ) قائلاً ( لقد عدنا يا صلاح الدين ) ؟!! وهل هدمت الديار ، وسفكت الدماء ،واغتصبت الأعراض في البوسنة والهرسك إلا باسم الصليب؟ بل أين هؤلاء مما حدث في الشيشان - ومازال يحدث -؟ وفي إفريقيا ؟واندونيسيا ؟ و...غيرها ؟ وهل يستطيع هؤلاء إنكار أن ما حدث في كوسوفا كان حربا صليبية ؟ آخر تعديل بواسطة Khaled Soliman ، 23-07-2009 الساعة 03:41 AM |
العلامات المرجعية |
|
|