حكاية مهند وأبيه .. يا أبتي

[أحمـدنجـم]

أبتاهُ

لو ذبْحي رؤيا .. صَدِّقْها

وسأصبرُ حتماً .. أبتاه

لن أجزعَ ويمينك تمضي

بالموتِ إليّ

كي لا تتلقى عينيّ

سأسلم للأرض جبيني

وكذلك قد حكم اللهُ

أبتاهُ..

أنا فلذةُ كبدِكَ ..

ورسولُ الله يعلمنا – نحن الأبناء –

أنت ومالكَ لأبيك..

ملكُكَ يا أبتي ..

لستُ المتفضلَ بالطاعة

فالطاعةُ أمرٌ والساعة

آتيةٌ لا ريب

اليوم .. اليوم قد اشتعل الشيب

أتساءل هل عني راضٍ يا أبتي؟

هل تعطيني صكَ الغفران؟

هل تمنحني مفتاح الجنة؟

أبتي

سأقصُّ عليك حكاية صاحب

قصَّ علي يوماً ظلم أبيه

كان مهند شاباً يافع

عاش طفولته يعاني شقاق

فالأسرة قد داهمها الطوفان

مزقها يا أبتي طلاق..

سكن مهند بيت أبيه

نفذ أمر الله .. برَّ أباه

عمل مهند .. أنفق .. لم يتبرم

فأبوه تقاعد يا أبتي ..

لم يتبرم..

لم يألوا جهداً كي يسعد ذاك الأب

لم يتبرم..

في يومٍ يا أبتي ..

جاء الخبر يزف البشرى

أن الأب سيربح مال

ووعد الأب مهند في الحال

أن المال عليه حلال

كي يتزوج..

وجاء الربح يفوح عبير

والوعد على الحر أداءٌ لا يحتمل الـتأخير

غير مال الربح الأب

ورغم الشيب

وبلا عيب

أعلن رغبته الهوجاء

في أن يتزوج حسناء

والوعد هباء

مارس كل فنون القسوة

ومهند صابر

غير شيب الرأس سواد

ومهند ...

وعد الحسناء بعرس حافل

و...

ومهند يسأل أبتاه..

يا أبتي

هل قسوتك الآن دليل

أني عاق

هل بيعك لسعادة ولدك

ثمن التربية العظمى والإنفاق؟

....

أبتي..

ما حكمك؟

ما قولك ..؟

لا تعجب إن كان صديقي يدعى مهند..

مثلي .. يا أبا مهند ..