الأزمة المالية والهدايا
درج المجتمع على عادات طيبة منها: المجاملات في المناسبات المختلفة، وتبادل الهدايا، الذي له أثره الفعال في تأليف النفوس، وتقريب المسافات بين البشر، وفي ظل الأزمة المالية وما يعانيه المجتمع من وجود البطالة، والفقر، وارتفاع الأسعار، وعدم قدرة الغالبية العظمى من أفراد المجتمع على الوفاء باحتياجاتهم الضرورية، أصبح هذا المبدأ عبأ يسبب مشكلات كثيرة بسبب أن الذي أهدى هدية ينتظر ردها بينما يكون المهدى له غير قادر ماديا على سداد الهدية مما يولد المشكلات، ومن الأمثلة على ذلك: كان رجل يزوج ابنته فأهداه رجل حمولة سيارة أطعمة، وحينما لم يرد الرجل له الهدية رفع عليه قضية في المحكمة، وفي موقف أخر فتاه تزوجت، وطردها زوجها واستولى على محتويات الشقة بما فيها من هدايا ظلت الزوجة تسدد في الهدايا التي اغتصبت منها لعدة سنوات بعد طلاقها، وفي يوم من الأيام ذهبت سيدة لصديقتها طالبة مبلغا ماليا لمجاملة الناجحين، وحينما أخبرتها أنها ليس لديها المبلغ المطلوب أخذت تستجديها أن تطلب المبلغ من معارفها لأنها لم تجد من تلجأ إليه لسداد هذه الضائقة، والسؤال الآن؛ إذا كانت الهدايا قد تسبب هذا الحرج لماذا لا نتخلى عن هذه العادة ونكتفي مثلا في الفرح بحضور الفرح وإرسال برقية تهنئة للعروسين؟ وفي النجاح والمرض بتبادل الزيارات، وعرض المساعدات المالية للمرضى من جانب القادر ماديا إذا أمكن ؟
__________________
مع أطيب الأمنيات بالتوفيق
الدكتورة/سلوى عزازي
|