#1
|
||||
|
||||
القول الحسن
أعلم أن القول الحسن مطلوب مع كافة الخلق ولا يخرج عنه الى
غيرة الا اذا حدث ممن سوء فحينئذ يجوز لك نوع من الانتصار بقدر المظلمة. أما الأدلة على كون القول الحسن عام فمنها ما يلى :عموم قوله تعالى:"وقولوا للناس حسنا " وقوله تعالى لموسى وهارون لما أرسلهما لفرعون "فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى " (طه:44) وقال تعالى : "ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن "(النحل :125) وقول النبى عليه الصلاة والسلام : ان الله رفيق يحب الرفق فى الأمر كله ، وفى رواية "ان الله رفيق ويعطى الرفق ويعطى على الرفق ما لا يعطى على العنف وما لا يعطى على ما سواه" وعن جرير بن عبد الله قال :سمعت رسول الله "صلى الله عليه وسلم"من يحرم الرفق يحرم الخير كله " أما عن كون الشدة فقد يجوز أحيانا يقول تعالى :يا أيها النبى جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم فحيث لاينفع معهم الا الغلظة استعملت الغلظة معهم. وقوله سبحانه :"لايحب الجهر بالسوء من القول الا من ظلم" (النساء: 148 ) قال تعالى : "وذلك ومن عاقب بمثل ما عقب به ثم بغى عليه لينصرنه الله ان الله لعفو غفور " (الحج:60) فحيثما دعت الحاجة الى اللين الان الشخص القول واحسن الوعظ وهو الأصل واذا دعت الحاجة الى الشدة أشتد الشخص يبتغى بذلك وجه الله فالرفق فى موطن يحتاج الى اللين طيش وجهل وسفه ،ومن يرد الله به خيرا يفقه الدين |
العلامات المرجعية |
|
|