|
المواضيع و المعلومات العامة قسم يختص بعرض المقالات والمعلومات المتنوعة في شتّى المجالات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الوسائل الصحيحة لتربية الابناء
1- الاستعانة بالله في تربيتهم والدعاء لهم:
مهما يبذل الوالدان من الجهود في تربية الأبناء، فلا غنى لهما عن توفيق الله؛ لأن الهداية بيده سبحانه، فلا بد من الدعاء مع العمل بأسباب الهداية، ولأهمية الدعاء في صلاح الأبناء كان الأنبياء والصالحون يحرصون عليه؛ كما قال الخليل إبراهيم عليه السلام: ﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [الصافات: 100]، وقال: ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ﴾ [إبراهيم: 40]، وهذا زكريا عليه السلام يسأل الله ذرية صالحة، فيقول: ﴿ فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴾ [مريم: 5، 6]. 2- تربيتهم على العقيدة الصحيحة: فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتني بتعليم الأطفال العقيدة ويربيهم على الإيمان؛ كقوله لابن عباس: (يَا غُلَامُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ)؛ رواه الترمذي. 3- تعويدهم على أداء العبادات: فمن وسائل تربية الأولاد تعويدهم على فعل الخيرات، وأداء العبادات، ليعتادوا عليها منذ الصغر؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا، وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ)؛ رواه أبو داود وصحَّحه الألباني. وكذا يعودون على الصيام قبل البلوغ، إذا كانوا يطيقونه كما كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعودون أبناءهم فيصومونهم، فإذا بكى أحدهم أعطوه اللعبة من العهن؛ رواه البخاري ومسلم. وكذا بقية العبادات نعودهم عليها، فإذا كبروا سهل عليهم أداؤها والمحافظة عليها. 4- حثهم على الآداب الإسلامية: كما علم النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن أبي سلمة رضي الله عنه آداب الطعام، يروي ذلك هو عن نفسه فيقول: كُنْتُ غُلاَمًا فِي حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا غُلاَمُ، سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ، فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِي بَعْدُ)؛ يعني صفة أكلي وطريقتي فيه؛ رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما. 5- إبعادهم عن رفقاء السوء وتحذيرهم منهم: فمن رعاية الأبناء تجنيبهم رفقاء السوء، سواء الذين يجلسون معهم، أو الذين قد يراسلونهم عبر برامج التواصل الاجتماعي، فصديق السوء ربما في لقاء واحد يهدم ما بناه الوالدان والمربين في سنوات، فلْنَحذر فالصاحب ساحب، لا سيما في هذا الزمان الذي سهل فيه الوصول إلى المعاصي، وأصبح التعارف عن بعد عن طريق برامج التواصل الكثيرة، حتى أصبح الشاب يتعرف على أشخاص لا يعرف عن أخلاقهم شيئًا، وقد يكونون أهل فسق وفجور، بل ربما كانوا كفارًا، فيتأثر بهم عياذًا بالله. 6- تجنيبهم كل ما يفسد أخلاقهم ودينهم: من ذلك تجنيبهم مشاهدة المناظر الخليعة التي تُبث في التلفاز، أو في الإنترنت عمومًا، فأثرها السيئ في القلوب كبير، لا سيما عند فئة الشباب، ولا يخفى ما فيها من إثارة الشهوات، وتزيين المنكرات، نسأل الله أن يحفظ الجميع من كل شر. 7- التربية بالقدوة: لا شك أن المربي الناجح سواء كان أبًا أو أمًّا، أو معلمًا، يجب أن يكون قدوة صالحة في نفسه، فكيف يرجو أن يطاع ويكون لتوجيهه أثر، وهو يخالف فعلُه قولَه، فأنت أيها المربي قدوة شئت أم أبيت، قدوة في الخير أو في الشر، فأبناؤك يربطون بين توجيهاتك وتصرفاتك، فإذا رأوك مثلا تسب أو تكذب أو تتكاسل عن الصلاة فهل سيقبلون منك إذا نهيتهم وحذرتهم من الكذب أو السب، أو التكاسل عن الصلاة ربما لن يستجيبوا، ولو استجابوا فربما يكون ذلك أمام عينيك فقط. وقد قال ربنا سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2، 3]، وكما قيل: لا تنهَ عن خُلق وتأتي مثله *** عار عليك إذا فعلت عظيم 8- القرب منهم وإشباعهم عاطفيًّا: قرب الوالدين من الأبناء لا سيما البنات، وإشباع عواطفهم بالحب والحنان، وإعطاؤهم الثقة في أنفسهم في غاية الأهمية، وملاطفتهم، ومشاركتهم في ألعابهم واهتماماتهم، ومدح الجوانب الإيجابية لديهم، سواء كانت الصفات المكتسبة كالصدق والأمانة والحياء مثلًا، أو حتى الصفات الخلقية؛ كالقوة عند الشاب مثلًا، والجمال عند الفتاة؛ لأن الإنسان بطبيعته يحب من يهتم به، والأولاد إذا لم يجدوا الاهتمام من والديهم، فقد يجدون ذلك في الخارج عند من لا يخاف الله، فيستغل النقص الذي لديهم في هذا الجانب، فيكون ذلك سببًا في انحرافهم. |
العلامات المرجعية |
|
|