#33
|
||||
|
||||
(37) سنوسرت الثالث ظَفَر هذا الفرعون بشهرة كبيرة في التاريخ؛ بسبب نشاطه الكبير من جهة وطُول مُدّة حُكمه من جهة أخرى أَتَاحَا له فرصة تشييد كثير من الآثار التي التي سطُّرِت في التاريخ ذِكْرَاه، وكان اهتمامه البالغ ببلاد النُّوبة سببًا في تشييده لعدد كبير من العمائر بها؛ فإليه تُنْسَب أهم المعابد والحُصون الحربية التي ترجع إلى عهد الدولة الوسطى ببلاد النوبة. والظَّاهر أن بعض العناصر المُنَاوِئة كانت قد أخذت تُثِير المتاعب في تلك الجهات، فما كان منه إلا أن كَالَ لها ضَرَبات مُتَتالية حتَّى أَخضعها خُضُوعًا تامًّا، وشَيَّد سلسلة من الحُصُون في مناطقها المختلفة ليضمن استمرارها في قبضته. ولم تقتصر جهوده الحربية على النُّوبة وحدها؛ بل نجده كذلك يوجه حملة إلى فلسطين، وربما كانت هذه الحملة بسبب إغارة بعض القبائل الآسيوية أو بدو الصحراء المُلاَصِقَيْن لفلسطين إغارة مفاجئة على مصر؛ فوجَّه إليهم هذه الحملة التي كسرت شَوْكتهم، ويحتمل أنه وجه كذلك حملة إلى ليبيا، وأصبح سنوسرت بعد هذه الحملات بطلًا أسطوريًّا في نظر الأجيال التالية. أما في داخلية البلاد فيبدو أنه لم يرضَ بالوضع القائم بالنسبة لامتيازات أُمَرَاء الأقاليم؛ ولذلك جَرَّدهم من الألقاب التقليدية التي كانوا يُورِّثونها لأبنائهم، كما جَرَّدهم من الكثير من امتيازاتهم وأصبحوا في عهده كموظفين عاديين ... ومع أنَّه اهتم بالفيوم كأسلافه؛ إلا أنه لم يُشيِّد هَرَمه هناك بل شَيَّده في منطقة دهشور، وقد عُثِرَ على بعض مقابر لأميرات بيته بالقُرب من هذا الهرم، عُثِرَ فيها على مجموعات عظيمة من الحُلِي. وقد أَشْرَك معه ابنه أمنمحات الثالث فترة قصيرة ثم مات بعدها، فانفرد هذا الأخير وحده بالحُكْم. مات سنوسرت الثالث سنة 1839 ق.م.
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|