#11
|
||||
|
||||
وفى واحة سيوة يحافظ الأهالى هناك، على تقاليدهم وخصوصيتهم التى يمتازون بها دون غيرهم، وللسيويين عادات وطقوس خاصة خلال شهر رمضان.
يشتهر أهالى سيوة، بأنهم يميلون إلى الطابع الصوفى، ويتبعون"الطريقة السنوسية" و"الطريقة المدنية"، وهاتان الطريقتان ساهمتا قديما فى لم الشمل بين أهل سيوة الشرقيين والغربيين وقضت على النزاعات والخلافات بينهم ويتعاملون مع شهر رمضان بإجلال وورع، ويهدون المغتربين المقيمين فى الواحة البلح والطعام. ويتعهد عدد من شباب واحة سيوة مع بداية شهر رمضان من كل عام، بالمرور على جميع منازل الأغنياء والفقراء وجمع السلع والطعام أو النقود لشراء السلع، وبعد تجميع كميات كبيرة، يتم فرزها وتقسيمها وتوزيعها على بيوت الواحة مرة أخرى، وهى طريقة للتكافل الجماعى الذى لا يسبب حرجًا للفقراء الذين يشاركون فى العطاء، وبذلك تتشابه موائد منازل سيوة. تجهيز البن ودقه لاعداد القهوة ويفطر أهالى سيوة على التمر واللبن الرايب، ثم يذهبون إلى صلاة المغرب فى المسجد إذ يحرص الجميع على صلاة المغرب جماعة ومن المشروبات الخاصة بهم "اللتبى" أو روح النخلة وهو يستخلص من أحد أجزاء جزع النخلة وهذا المشروب مفيد ومقوى، لكنه إذا بات لليوم الثانى أصبح خمرا وضارا. ويحتفى أهالى سيوة بالأطفال عند صيامهم لأول مرة، إذ أن الطفل الذى يصوم لأول مرة، لا يفطر فى منزله إلا آخر يوم فى رمضان، إذ يستضيفه أقاربه وجيرانه يوميا على الإفطار ويقدمون الهدايا له، لتشجيعه على مواصلة الصيام. وفى محافظة قنا قلب الصعيد، يعتبر الرغيف الشمسى أحد العادات التى يقبل عليها القنائيون لتناول الإفطار فى شهر رمضان فتلجأ ربات البيوت إلى صنع العشرات من الرغيف الشمسى لوضعه على مائدة الشهر لحين انتهائه ، يتخلون فيه عن تناول الخبز المصنع داخل الأفران العادية والمعروف بالعيش الشامى والمصرى. اشعال الموقد لتجهيز القهوة فالعيش الشمسى يمتاز بالطعم الطازج فهو يساعد فى تناول أنواع معينة من الطبيخ مثل الملوخية والبامية ، ويأخذ شكلا مستديرا وطولا مرتفعا، كما أن عملية تخزينه فى الثلاجة وتسخينه بعد ذلك تجعله طازجا وصالحا للتناول طوال شهر رمضان الكريم، ويُباع بكثرة فى رمضان، كصنف أساسى داخل محلات البقالة والسوبر ماركت، وعلى الأرصفة بالشوارع الرئيسية. ويعتبر العيش الشمسى من التراث القديم والغذاء الذى يتناول به القنائيون والصعايدة طعامهم ولكن مع ارتفاع أسعار الحبوب وغلاء أسعار الدقيق الفينو الذى يتم تخليطه بدقيق القمح لصنع العيش الشمسى أصبح القنائيون يعزفون عن تناوله لكن مع دخول رمضان تتخلى جميع المنازل عن تناول الخبز العادى وتلجأ السيدات لعادة خبز العيش الشمسى، وهناك من يواظب على تناوله فى العام كله. ومن الصعيد إلى أرض الفيروز سيناء الغالية، تعد " القهوة العربية السادة" مشروبا رسميا فى دواوين ومجالس قبائل بدو سيناء طوال ليالى رمضان، لا تتم مراسم التجهيزات لإفطار كل يوم دون إعدادها بهدوء على نار الحطب. احد اطفال سيناء ينتظر القهوة العربى "الكيف الحلال يا ولدى" بهذه الكلمات لخص عيد حسين، مُسن تجاوز عمره الثمانين عاما، قيمة القهوة فى حياته، وواصل حديثه وهو يمسك بقوة تحدت إصابة يديه برعشة، دلال القهوة المتراصة أمامه، ويسكب فيها الماء، ويقول إنه فى مجلسه الكائن غرب العريش، حريص كغيره من أبناء البادية فى سيناء على صناعة القهوة كمشروب رسمى له ومن معه فى الديوان من أبنائه وأقاربه وضيوفه. ولم يخف المسن البدوى، أن صناعة القهوة هى حرفته الوحيدة التى تمسك بها بعد كل هذا العمر، لافتًا إلى أنه فى صغره كان لقداسة مشروب القهوة أنه لا يستطيع تناوله فى حضرة كبار السن، وهو الآن يصنع القهوة يوميا قبل حلول موعد الإفطار بنحو ساعة، ويساعده الشباب بإشعال النار فى الحطب الذى يحضرونه، وتجهيز أدوات صناعتها، ويبدأ بتحميص حبوب البن، ثم طحنها فى الأداة المخصصة لذلك بمقدار ما يكفى " تلقيمة الليلة"، وغلى الماء على النار وإلحاق القهوة بها بمعايير محددة، ثم نقلها للدلال المخصصة لتسكب منها فى الفنجان وتقديمها . شواطئ الاسكندرية فى رمضان واستكمل الحديث ماجد سليم المنصورى، وهو شاب من أبناء قبيلة السواركة، ومهتم بالحفاظ على تقليد صناعة وشرب القهوة فى مجلس كبير بجوار منزل أسرتهـ وقال إن أبناء بدو سيناء مهما تقلبت بهم الظروف وانتقلوا من مكان لآخر لا ينسون عادات أصيلة تربوا عليها وتوارثوها حتى أصبحت إلزاما عليهم، ومن بينها صناعة القهوة العربية على الجمر فى المجلس كل يوم. وقال المنصورى، إن القهوة العربية تتدلل طربًا مع غروب الشمس "وهم يعتبرون أن رمضان ضيف عزيز لديهم، وله طقوس وتراث فى ديار البدو بألوان جميلة كجمع الأحبة والخلان والأهل، يسعهم مجلس بدوى بعبق الكرم والعادات والتقاليد فى حضرة القهوة سر جاذبية المكان، فالقهوة هى أسلوب ضيافة أصيل لدى البدو، وهى متوارثة عن الآباء والأجداد ومن ضمن العادات والتقاليد الأصيلة، فالقهوة هى رفيق البدو الدائم، هى الشىء الذى لا يمكن الاستغناء عنه فى المناسبات، لأنها تعتبر تجسيدا لكرم الضيافة. سلى صيامك بالصيد فى اسكندرية وأشار إلى أن مكونات القهوة عندهم تتكون من بن القهوة وهيل وزعفران، إذ يضاف البُن إلى الماء المغلى، وتترك القهوة لتغلى حتى تصل لمرحلة الفوران، وتوضع جانبًا لدقائق ثم يوضع الهيل والزعفران فى الدلة، ومن ثم تسكب القهوة المغلية من دلة إلى أخرى، ومجازا يطلق على صانعها اسم " البكرجى"، الذى يكمل دوره بأن يقوم بوضع عدد من الفناجين فى يده اليمنى، والبكرج فى يده اليسرى. ويعتبر من العيب عند البدو، أن تقدم القهوة باليد اليسرى، ويتوجب على "المقهوى" وهو من يقوم بتقديم القهوة أن يقدمها باليد اليمنى، وأن يتناولها الضيف باليد اليمنى، ثم يلف "المقهوى" مرة ..مرتان ..ثلاث.. وهناك مسميات لكل فنجان يقدم فى كل مرة من الثلاث مرات، وهى الفنجان الأول يسمى هيف ، والثانى كيف ، والثالث جلالة الضيف .. وإذا اكتفى الرجل هز فنجانه بيمينه فى المرة الأولى أو الثانية أى أنه اكتفى. وقال محمد سالم أحد تجار الأدوات المنزلية فى مدينة العريش، الذى يخصص جانبا لبيع أدوات القهوة، أن زبائنه من أبناء القبائل البدوية فى شمال سيناء، لديهم اهتمام خاص بشراء " بكارج القهوة" ويفضلون من بينها النحاسية الأصيلة التى تتحمل قوة النار، وهذه تتم صناعتها فى ورش خاصة فى القاهرة يتم الاتفاق عليها وجلبها، وأدوات أخرى يتم إحضارها من دول الخليج والأردن وبيعها، لافتًا إلى أن النحاسين المصريين لديهم تفوق فى صناعة دلال القهوة أيضا.
__________________
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
ضوع |
|
|