#1
|
|||
|
|||
وكل إدام يؤتدم به فهو صبغ
وكل إدام يؤتدم به فهو صبغ بسم الله الرخمن الرحيم قال تعالى {وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ} قوله تعالى: {وَشَجَرَةً} بمعنى وثم شجرة؛ ويريد بها شجرة الزيتون. وأفردها بالذكر لعظيم منافعها في أرض الشام والحجاز وغيرهما من البلاد، وقلة تعاهدها بالسقي والحفر وغير ذلك من المراعاة في سائر الأشجار. {تَخْرُجُ} في موضع الصفة. {مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ} أي أنبتها الله في الأصل من هذا الجبل الذي بارك الله فيه. وطور سيناء من أرض الشام وهو الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام؛ والطور الجبل في كلام العرب. وقيل: هو مما عرب من كلام العجم. و: هو جبلبيت المقدس ممدود من مصر إلى أيلة. واختلف في سيناء . وقال الجمهور: هو اسم الجبل؛ كما تقول جبل أحد. : {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ} ، والتقدير: تنبت ومعها الدهن؛ كما تقول: خرج زيد بسلاحه وقيل: التقدير تنبت جناها ومعه الدهن والمراد من الآية تعديه نعمة الزيت على الإنسان، وهي من أركان النعم التي لا غنى بالصحة عنها. ويدخل في معنى الزيتون شجر الزيت كله على اختلافه بحسب الأقطار. {وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ} ويراد به الزيت الذي يصطبغ به الأكل؛ وكل إدام يؤتدم به فهو صبغ؛ . وأصل الصبغ ما يلون به الثوب، وشبه الإدام به لأن الخبز يلون بالصبغ إذا غمس فيه. وقيل: الأدم الزيتون، والدهن الزيت. وقد جعل الله تعالى في هذه الشجرة أدما ودهنا؛ فالصبغ على هذا الزيتون. لا خلاف أن كل ما يصطبغ فيه من المائعات كالزيت والسمن والعسل والرب والخل وغير ذلك من الأمراق أنه إدام. وقد نص رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخل فقال: "نعم الإدام الخل" واختلف فيما كان جامدا كاللحم والتمر والزيتون وغير ذلك من الجوامد؛ فالجمهور أن ذلك كله إدام؛ فمن حلف ألا يأكل إداما فأكل لححا أو جبنا حنث. وقال أبو حنيفة: لا يحنث؛ وخالفه صاحباه. وقد روي عن أبي يوسف مثل قول أبي حنيفة. روى الترمذي من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة". حسنة الالبانى والحمد لله رب العالمين |
العلامات المرجعية |
|
|