#1
|
|||
|
|||
المعجزة القرآنية: من آيات الله فى الأفاق
من خصائص هذا القرآن التي تشير إلى ربانية مصدره، ما أشار إليه القرآن بقولـه:
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقّ} [فصلت-53]. لقد أخبر الله في هذه الآية أنه سيكشف للناس خفايا هذا الوجـود، ودقـائق هـذا الإنسان وأن الكشف فيه دليل صادق على أن القرآن حق، إذ ما سيعرفه الإنسان سيطابق مـا في القرآن وهذا لا يكون إلا إذا كان منزل القرآن هو الله العالم بأسـرار الـسماوات والأرض ولئن كانت هذه الآية نبوءة كاملة في حد ذاتها، تحققت بما كشف الإنسان حتى الآن فـإن ما سنذكره من أمثلة سيكون برهاناً كاملاً على نسبة القرآن الله جل جلاله: قد تحدث القرآن بلغة واضحة عن كثير من القضايا الكونية، مما لم يكـن معروفـاً*قطعاً قبل أربعة عشر قرناً في أي مكان من العالم، فضلاً عن أن يكون معروفاً في جزيـرة*العرب حيث الأمة الأمية، التي كانت معارفها عن الكون محدودة وسطحية، فكـان حـديث*المحيط بسر كل شيء. وكلما تقادم الزمان أكثر ظهرت دقة القرآن أكثر. فيـصبح الإنـسان أمام الحقيقة التي لا شك فيها أن خالق الكون ومنزل القرآن واحد، الله رب العالمين، وهـذه*أمثلة جاءت فى القرآن الكريم: 1- قال تعالى:*{فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ*ۖ*وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} [الأنعام- 125]. منذ اكتشاف الطبقات العليا من الجو بفضل الطيران والبالونات، استطعنا أن نـدرك*ظاهرة كونية تنتج عن نقص أوكسجين الهواء في طبقات الجو العليا، إذ يشعر الـصاعد فـي*هذا العلو ببعض الصعوبة في التنفس ويحس بالضيق، والآية القرآنية صرحت بأن من يرتفع*في السماء يشعر بعوارض الضيق، ولذلك يستعمل الطيارون الذي يصعدون إلى الارتفاعـات*العالية أجهزة التنفس الصناعية حتى يتفادوا هذه الحالة ولقد لفتت هذا الظـاهرة نظـرة هـواة*التسلق حتى قبل ارتياد الطبقات الجوية العليا. ويلاحظ أن الآية لم تعبر عن لفظ الصعود فـي*الجبال بل عبرت عن الصعود في السماء. كما أن بلاد العرب ذات سطح منبسط وصـحارى*ممتدة وليس فيها جبال عالية بحيث يأخذ الساكن فيها فكرة عن تـسلق الجبـال ومـا يـشعر*المتسلق فيها من ضيق*". 2-*قال تعالي:*{أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا. ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا } [الفرقان- 45، 46]. نحن نعلم أن الجو هو تراكب طبقات متتابعة، تقل فيها بينها كثافة الهواء ابتداء مـن*الأرض، وفي وسط كهذا يجب أن يكون مسلك الشعاع الضوئي منحنياً طبقاً للقـانون الثـاني*للعالمين (الهيثم – ديكارت) وهو قانون الانكسار... إن قانون (الهيثم – ديكـارت) يقـول*بأن الشعاع الضوئي الذي ينتشر في مجال ذي كثافة متغيرة بإستمرار يخط في مـسيره خطـأ*منحنياً ذا تجويف متجه نحو النقط الأكثر كثافة وفي هذا المجال يقبض الظل {قَبْضًا يَسِيرًا} بالنسبة لما قد يكون عليه في الفراغ الذي لا يوجد فيه انكسار. ذلك توافق عظيم بين ما كشفه*الإنسان مما لم يكن معروفاً زمن تنزل القرآن. 3- {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} [الذاريات-47]. وهكذا يبدو الكون من خلال الآيـة*–*بسبب استعمال اسم الفاعل " موسع " الذي يفيد الاستمرار في هذه الحالة – وكأنه في حالـة توسع مستمر وكأنه يزداد على الدوام، هذه المسألة أصبحت الآن من مسلمات العلـوم وهـي*التي هالت (انشتين) عندما اكتشف عالم الطبيعة (هابل) أن الكواكـب الـسديمية تبتعـد عـن*(سديمنا) واستنبط عالم الرياضة البلجيكي (لسومتر) من ذلك نظرية امتداد الكـون، أو لـيس*عجيباً مذهلاً أن يضع الوحي دائماً معالمه المضيئة أمام الفكر العلمي حتى كأنها تـصف لـه*الطريق وهل يستطيع أحد أن يقول بأن معالم كهذه قد انبثقت من عقل أمي. 4- قال تعالي:*{تَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ*ۚ*صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ*ۚ*إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} [النمل-88] فى هذه الايه*إشارة واضحه إلى موضوع دوران الأرض، و الآية تلفت النظر إلى أن الإنسان لأول وهلة يرى الجبال ثابتة، ولكنها في واقع الأمر تـسير تبعـاً*لسير الكرة الأرضية ذاتها ويذهب بعض المفسرين إلى أن الآية في حـديث الآخـرة ولكـن*نهايتها: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ}*تدل على أنها في عالمنا هذا*و الآية تشير إلى دوران الارض و ذلك:*لنفرض أن الشمس والأرض ثابتتان إذن يكون قسم**من الأرض نهاراً دائماً وآخر ليلاً*دائماً، فإذا ما فرضنا أن الشمس هي التي تدور حول الأرض فإنه في هذه الحالة يكون المنبع*الضوئي هو المتحرك وإذن فالنهار هو السائر والليل تابع.*وعلى عكس ذلك في حالة دوران الأرض فالمنبع الضوئي ثابت نـسبياً**أي بالنـسبة*للأرض- يقول علماء الكون اليوم ان للشمس ثلاث حركات حركه عموديه باتجاه كوكب الجاثى مع الكواكب السياره و حركه حول نفسها و حركه مع مجرتها – وإن كان هو في حد ذاته متحركاً، وفي حالة ثبات المنبع الضوئي يكون الليل هـو*السائر وحركة النهار تابعة يقول تعالى*: {يغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا} [الاعراف -54] فالليل هو الذي يطلب النهار ولا يكون هذا إلا إذا كانت الأرض هي التي تدور حول نفـسها.* 5- و يقول تعالى:* {وَٱلْجِبَالَ أَوْتَاداً} [النبأ-7] فى هذه الآيه*تجد نفسك أمام أدق النظريات الجيولوجية التي تقـول*بأن للجبال جذوراً وتدية في الأرض يعدل امتدادها ضعفي ارتفاع الجبل عن الأرض. 6-*ويقول تعالى:* {إِذَا زُلْزِلَتِ ٱلأَرْضُ زِلْزَالها** وَأَخْرَجَتِ ٱلأَرْضُ أَثْقَالها} [الزلزلة: 1-2] وهذا ما يطابق*أدق النظريات الجيولوجية التي تعب العلم حتى وصل إليها وهـي أن الاضـطرابات تـسبق*البركان وإن باطن الأرض أثقل من قشرتها وإن كانت الآية لم تأت لبيان هذا و لكنها مع هذا لم*تتناقض مع النظريات العلمية.* 7-يقول الله تعالى: {وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا*وَقَمَرًا*مُّنِيرًا} [الفرقان61] و فى هذه الآيه حقيقة علمية غير متوقعة فالسراج فـي*اصطلاح القرآن الشمس وفي الماضي لم تكن تعرف إلا شمس واحدة وإذا بالعلم اليوم يقـول*هذه النجوم كلها شموس. 8- {وَٱلشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لها} [يس -38] و هى توضح أدق الحقائق عن الشمس التي تبين أخيراً*أنها تشارك مجرتها في دورتها وتدور حول نفسها وهي مع هذا تسير في اتجاه عامودي نحـو*كوكبة الجاثي ويتوقع العلم حدوث حالة ما لها في يوم من الأيام. 9-و*يقول الله تعالى:* {يكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ} [الزمر-5].*تؤكد الآيه مـسألة*كروية الأرض إذ التكوير إنما يكون للشيء الدائري، كما تجد نفـس المعنـى فـي قولـه* {وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ*دَحَاها} [النازعات: 30] فالأدحية والأدح بيض النعام. 10-*يقول الله تعالى:* {وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ} [النحل: 15] تثبت الحقيقة العلميـة إنه لولا الجبال لكانت قشرة الأرض في حالة تشقق دائم، وبالتالي في حالة اضطراب شديد. 11-*و يقول الله تعالى:* {أَوَلَمْ يَرَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهمَا} [الأنبياء:30] تؤكد الايه*ما كشفه العلم بعد زمن في كلا تفسيري الآية سواء فـسرنا {رَتْقاً} بأنهما كانتا شيئاً واحداً وهذا ينسجم مع أدق النظريات العلمية خاصة السديمية أو فـسرنا*{رَتْقاً}*بأن الأرض كانت لا تنبت والسماء لا تمطر وهذا ينسجم مـع النظريـات التـي تقـول إن*الأرض كانت في الأصل كتلة نارية كالشمس فلم يكن وقتذاك شـيء حـي أو مـاء، وكـلا*التفسيرين أشار إليه ابن كثير.*هذا وأمثاله كثير ولو أنصف العقل عرف أن هذا القـرآن أنزلـه خـالق الـسماوات*والأرض العليم بهما {الَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ*} [الملك: 14]. * الكاتب:*جلال عبدالله المنوفي
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|