|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
ضريبة القدس (قصيدة)
صَبرٌ عَلى القَهرِ أَم صَبرٌ عَلى النَّصَبِ؟
فِي رِحْلَةِ البَحرِ مَا يُغني عَنِ العَرَبِ تَخَيَّروا مِيتَةً في كُلِّ عَاصِمَةٍ كَأسٌ تدورُ عَلى الأعرابِ والنُّخَبِ ضَرِيبَةُ القُدسِ لَم تُدْفَعْ بِمَوعِدِها فَضَجَّتِ الأرضُ مِنْ لِيبيَا الى حَلَبِ يَا وَيحَ من أهملوا مَن جَاءَ يَطلُبُهُم فراحَ يَسرِقُ كُلَّ التَمرِ والرُطَبِ ضَاعَتْ بِلادٌ تَخَلَّت عَن حَضَارَتِها واللهُ يَعْلَمُ مَا فِي الغَيبِ والحُجُبِ ضَرِيبَةٌ فُرِضَتْ مِنْ قَبلِ مَولِدِنَا تَضَاعَفَتْ وَغَدَت أغلى مِنَ الذَهَبِ أمُّ وَطِفلٌ وشيخٌ فِي مَهابَتِهِ تَشكُو إلى الله ظُلْمَ الأَهلِ وَالنَسَبِ يُدَاعِبُ البَحْرُ أَطْفَالاً مُبَارَكَة وَيَغْسِلُ المَوجُ أجساداً مِنْ التَعَبِ طِفْلٌ صَغِيرٌ تَخَلَّى عَنْ طُفولَتِهِ فِي صُحْبَةِ المَوتِ لا يحتاجُ لِلَّعِبِ مَع السَلَامَةِ يَا رُوحَاً مُقَدَّسَةً فِي جِنَّةِ الخُلدِ لا إخْوَانَ مِن كَذِبِ فِي رِحْلَةِ الموتِ لَنْ تَحتاجَ رَاحِلَةً وَلا وَثائِقَ أو شَيئاً مِنَ الكُتُبِ ولا ثِياباً عَلى الأكتَافِ تَحمِلُهَا فاللهُ أهداكَ أثواباً مِن القَصَبِ سَلِّمْ عَلى المُصْطَفَى والصَّحْبِ قَاطِبَةٍ وَخُصَّ خَالِدَ بِالأَشعارِ والخُطَبِ يا ابن الوَليدِ ألا تَأتِي وَتُنْقِذُنَا؟ مَا عَادَت الشامُ أرْضَ التينِ وَالعِنَبِ فِي كُلِّ مِنْطَقَةٍ فَوجٌ يُغَادِرُنَا وَيَركبُ البَحرَ فَوقَ الجَمْرِ وَاللَّهبِ نَهرٌ مِنَ الدّمعِ فِي بَحرٍ سَيَملَأهُ كَأنَّهُ الثَلجُ لمَّا ذَابَ فِي القُطُبِ سَتَغْرَقُ الأرضُ والدُنيا بِأجمَعِها وَيبلغُ المَاءُ فَوقَ الغَيمِ وَالشُّهبِ وَيُخْرِجُ البَحرُ إعصَاراً يؤدِّبُنَا مِنْ شِدةِ الدَمعِ أو من صَرخَةِ الغَضَبِ أرضَ العُروبَةِ يَا حُزناً أبوحُ بِهِ أبكي على الدينِ أم أبكي مِن العَتَبِ؟ صَحراءُ مَا عَادت الأمطارُ تَعرِفُها فَكيفَ تُمْطِرُ في أرضٍ بِلا سُحُبِ؟ جَفّت مَنابِعُهَا أو حُكِّرَتْ زَمَناً عَلى أُنَاسٍ ذَواتِ الشَأنِ وَالرُتَبِ سَيفٌ عَلى الشَعبِ مَسنونٌ بِقوَّتِه والسَيفُ فِي حَضْرَةِ الأعداءِ مِن خَشَبِ طُوبَى لِمَن ظَلَّ حَيًّا بَعدَ مِيتَتِهِ وَعَاشَ حُرّاً بِفَضلِ الدِّينِ والأَدَبِ يَا وَيْحَ مَن مَاتَ فِينَا قَبلَ مِيتَتِهِ مذ باعَ نَفسَهُ للأعداءِ والطَّلَبِ خُذوا مِنَ المَالِ والدُّنيَا وَزِينَتِها بالله خَلوا عَلى الأوطانِ والحَسَبِ الطفل مَا انفَكَّ في صَمتٍ يُعاتِبُكُم بالله خلُّوا لَهُ شَيئاً مِنَ اللُّعَبِ. د. معتز علي القطب
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|