اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > المواضيع و المعلومات العامة

المواضيع و المعلومات العامة قسم يختص بعرض المقالات والمعلومات المتنوعة في شتّى المجالات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 23-12-2017, 07:05 PM
الصورة الرمزية aymaan noor
aymaan noor aymaan noor غير متواجد حالياً
المدير التنفيذي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 26,982
معدل تقييم المستوى: 10
aymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond repute
افتراضي من ماكرون إلى وزير التربية والتعليم

من ماكرون إلى وزير التربية والتعليم




إيمان رسلان

طوال الأسبوعين الماضيين كنت خارج مصر، تنقلت بين ألمانيا وفرنسا، وكانت مصر هي الحاضر الغائب كعادة المصريين.. (المصريون) حينما يغادرون أرض الوطن لن أتكلم عن النظافة وعكسها جمهورية القمامة التي أصبحت أحد ثوابت الحياة اليومية لنا في الوطن حتى من فرط إلحاحها على ذهني فكرت أن أكتب عن جمهورية الزبالة أو مملكة الزبالة، ولن أتحدث عن النظام والانضباط واحترام المرور؛ فكل هذا معاد وسبق الحديث عنه أيضا من الكثيرين.

ولكن سأتحدث في الشأن التعليمي، وأعلم أن ذلك ليس بجديد أيضا، ولكن لفت الزميل محمد السيد صالح في يومياته الأسبوع الماضي نظري إلى مفارقة هامة بين ما أطلق عليه الزميل ومؤيدو ومريدو وزير التربية والتعليم الحالي وهم من أسميهم ألتراس وزير التعليم وخططه المبهرة التي يعلنها صباح مساء عن التعليم الرقمي الإلكتروني والتابلت والامتحان الأون لاين وبنك المعرفة... إلى غيره من مصطلحات التعليم اللذيذ، كما يطلق عليه الوزير وبين مفارقة ما ذكره الزميل محمد من مدارس ترفع لافتة «عفوا لم يحضر أحد»، والجميع فى السناتر والدروس الخصوصية!

فقررت أن أنقل لكم يوميات وصورة من التعليم خارج مدرجات الألتراس الوزاري.

فقد تصادف حينما وصلت إلى فرنسا أن نقلت الصحف الفرنسية عن قرار لرئيس فرنسا ماكرون بمنع استخدام التليفونات الحديثة بالمدارس حتى المرحلة الإعدادية وبالاستفسار عن مضمون القرار وأسبابه عرفت أن القرار كان أحد أهم ملامح برنامج الرئيس الفرنسي الانتخابي والذي فاز به بالاكتساح على منافسته من اليمين المتطرف جدا ماري لوبان، هدف ماكرون من قراره هو أن المدرسة بفصولها التعليمية (كثافة الفصول في فرنسا تصل إلى أربعين طالبا) ومعاملها الدراسية والكتب المدرسية والفناء والملاعب والمطعم هي المكان والبيئة الصحية والصحيحة التي يجب أن يعيش فيها الأطفال وتتم تربيتهم وتنشئتهم بها حتى المرحلة الإعدادية لأنها هي التي تخلق المواطن بعد ذلك من حب المشاركة والعمل الجماعي، ناهيك عن المعرفة والتعلم بالورقة والقلم وإجادة اللغة الأم ومبادئ العلوم الأساسية والتاريخ، بل الفلسفة أيضا التي تدرس من مرحلة مبكرة حتى سنوات الجامعة..

وطبعا نحن نعرف مدى التقدم الذي تعيش فيه فرنسا، وبها مقر اليونيسكو الذي عمل به الوزير ومدى انتشار التكنولوجيا والإنترنت والحاسب الآلي (الكمبيوتر) لكل طالب، وكل ذلك من وسائل التقدم، ورغم ذلك لم يفكر الرئيس الفرنسي ومن معه ممن يؤيدون قراره من علماء التربية والمعلمين، ولم نسمع هناك من يروج لبنك المعرفة وغيره، رغم أنهم يمتلكون حقوق الملكية الفكرية له ولن يدفعوا مقابلها مثلما نريد أن نفعل هنا في مصر..

ولكن ما لفت نظري وأعلمه جيدا أن الكتاب المدرسي عنصر أساسي للتعلم في فرنسا وأن شهادة البكالوريا الفرنسية وهي المعادل للثانوية العامة؛ وهي شهادة وطنية للجميع وليس لديهم عشرات الأنواع والأسماء للشهادات العامة وهي- أي شهادة الثانوية الفرنسية- تتم مركزيا في القطاعات ويستخدم فيها الورقة والقلم في أي امتحان تحريري وفي أغلب المواد الدراسية، وليس في كاريزما ماكرون رغبة أو فكرة أن يتم الامتحان أون لاين على التابلت وهم يمتلكون الكثير منه بالفعل؛ أي متاح لديهم وأن الامتحان يتم تصحيحه أيضا يدوياً وليس إلكترونيا رغم ارتفاع الكثافات هناك بالفصول الثانوية أيضا..

والسؤال: لماذا لم تطبق الدول المتقدمة وهي التي تمتلك التكنولوجيا وبنوك المعرفة هذه الأفكار المبهرة التي يعرضها وزير التعليم لدينا؟

أعتقد أن الإجابة واضحة، بل تدعمها قرارات اليونيسكو في أهمية الكتاب المدرسي ووجود المدرسة للتعلم وأن هناك فى فرنسا لا يعانون من ظاهرة مدارس لا يذهب إليها أحد أو ظاهرة السناتر رغم ارتفاع الأعداد والكثافات الطلابية.

لأنهم اهتموا بمضمون عملية التعلم، والهدف منه هو تربية الطالب وتعليمه؛ فيتم الاهتمام بالمناهج الدراسية، والكتاب المدرسي هناك ضخم وهو الضعف في عدد الصفحات وفي المحتوى، أيضا إذا تمت مقارنته بالكتاب الهزيل في التعليم الرسمي المصري الذي أعتقد أنه اقترب أن يدخل إلى متحف الآثار المندثرة من كثرة التشويه الذي يحدث له تحت بند إزالة الحشو والتكرار عقب كل تغيير وزاري!.

العملية التعليمية هناك من أجل التعلم؛ وبالتالي ليس هناك درجات وسباق في السنوات الأولى من الابتدائي، ولكن هناك امتحانات ودرجات حاسمة في الإعدادية والبكالوريا، ودرجات الطالب هامة وهي معيار رئيسي للالتحاق بالجامعات وليس دخول الجامعات على الكيف، ووفق رغبات الطالب كما يروج لدينا، وهناك ما يشبه مكتب التنسيق ولكن لديهم أيضا أنظمة عادلة وامتحانات عامة للتفوق الإضافي نسيت أن أذكر أن التعليم في فرنسا بالمجان بالكامل، حتى نهاية التعليم الجامعي وأن التعليم هناك ليس سلعة يجب أن يدفع مقابلها المواطن؛ فالأغلبية هناك لديها تعليم فئة مرسيدس يحصل عليها الجميع، وليس كما قال الوزير من يريد المرسيدس عليه أن يدفع مقابلها..

لذلك كان طبيعيا أن يصدر ماكرون قراره بمنع الموبايل المتطور في اليوم الدراسي، وليس التفكير في تعميمه، كما يطرح لدينا الآن من أفكار وزارية

وقبل أن أغادر فرنسا كانت الأمطار لا تتوقف والثلج وبرودة الجو يعمان البلاد، ورغم ذلك كنت أرى الأطفال الصغار في الشوارع بصحبة معلميهم أو أولياء الأمور، والجميع في حالة حركة دائمة..
وحينما انتقلت إلى ألمانيا في رحلة عمل مع الجامعة الألمانية بالقاهرة للاحتفال بمرور ١٥عاما على تأسيسها بالقاهرة كانت العاصفة الثلجية شديدة ولم تتوقف الحركة هناك إلا ليوم واحد فقط.
كان يجاورنا في مكان الإقامة بمدينة أولم الألمانية وهي معقل أبحاث الشركات الألمانية الكبرى من مرسيدس إلى بي إم دبليو وغيرها من رموز الصناعة الألمانية

مدرسة، ويا للهول على رأي يوسف بك وهبي، كانت المدرسة بلا أسوار خارجية، مما سمح لنا بأن ندخل إليها، كان الأطفال منتظمين في الدراسة رغم تساقط الثلج كانوا يبتسمون حتى للغرباء من أمثالي ويلقون تحية الصباح في كل مكان دخلت إليه في فرنسا وألمانيا، كان الجميع حتى في الشارع يلقى تحية الصباح بونجور

في المدرسة الألمانية، ويا للغرابة أيضا يدرسون المناهج باللغة الألمانية وأيضاً الكمبيوتر والتليفون الشخصي ممنوع، بل ما عرفته أيضا من أصدقاء وأولياء أمور أن الآلة الحسابية ممنوع استخدامها في الابتدائي في اليابان وليس دول أوروبا المتقدمة فقط، وأن جدول الضرب ضروري، والكتابة بالقلم والكتاب المدرسي أساسي في حياة التلاميذ رغم أن شنطة الطلاب متضخمة وأن الكثافات مرتفعة إلى حد ما، وأنه رغم البرد طوال العام الطلاب يذهبون إلى مدارسهم وأن التعليم مجاني تماما للجميع وأن التطوير للتعليم وهو قضية تشغلهم كثيرا يتعلق بالمضمون الذي يتم تعليمه باللغة الوطنية، ولا أحد يطرح بناء مدارس بأموال الشعب تكون متميزة وبمصروفات أعلى مما يدفعها بقية الشعب، أي تكون لمن يقدر ماديا وأن التعليم الإلكتروني والامتحانات أون لاين لا تناسب مرحلة التعليم قبل الجامعي، أي المرحلة التي تشرف عليها وزارة التربية والتعليم.

لم أجد هناك في أوروبا والبلاد المتقدمة من يتحدث كثيرا عن ضرورة التعليم والامتحانات أون لاين أو إلغاء الكتاب المدرسي واستبداله ببنك المعرفة، بل على العكس الكتاب المدرسي هو الأساس للتعلم والمعرفة ولا تفكير في إلغائه تحت أي مسمى، وأن إتاحة التعليم الجيد للجميع وتموله الدولة، وكذلك توفير التعليم اللذيذ للجميع يتساوى في ذلك أبناء ماكرون أو ميركل أو حتى وزير التربية والتعليم المصري حينما كان يعمل بالخارج..



آخر تعديل بواسطة aymaan noor ، 23-12-2017 الساعة 07:08 PM
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:04 AM.