|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
يا نفس (شعر)
قُلْ: توكلْتُ على اللَّهِ، وسِرْ
حسبُكَ اللَّهُ قويٌ مقتدِرْ لا يغُرَنَّكَ شيطانُ هوًى فالشياطينُ على الدربِ كُثُرْ أو رؤى نفسٍ وما أتعسَها حينَما تستمرِئُ النفسُ البَطَرْ حينَما نصبحُ عبداناً لها ونرى الأغلالَ أطواقَ زَهَرْ! إنَّها الأنفسُ من يطلقُها في الفضاءِ الرَّحبِ من هذي الحُفَرْ؟ من يسوِّيها على فطرَتِها تعشقُ الصبحَ وللصبحِ خَبَرْ؟ من يُزكِّيها ومن يسمو بها فوقَ هذا الدونِ هذا المنحَدَرْ؟ من يفكُّ القيدَ من يَحْطِمُهُ؟ ضَجِرَ القيدُ وما فيها ضَجِرْ إنَّهُ اللَّهُ يَقِي العثْرةَ مَنْ يتَّقي يوماً ثقيلاً ويَذَرْ وإذا ما مالَتِ الدنيا بهِ ذكَرَ اللَّهَ فأوعى وهَجَرْ وإذا ما جنحَتْ جانِحَةٌ أطلقَ السهمَ وباللَّهِ انتَصَرْ قل لها يا نفسُ لا تعتَسِفي إننا سَفْرٌ فما زادُ السَفَرْ؟ يومنا يمضي ويأتي غدُنا وغدٌ يا نفسُ أدهى وأَمَرْ أينَ ما خبأته للملتقى يوم لا يَسأَلُ زيدٌ عن عُمَرْ؟ قالَها ربِّي لمن يعقِلُها من ذوي الألبابِ: ﴿كلَّا لا وَزَرْ﴾ فكأنَّ العقلَ في غيبوبةٍ وكأنَّ العينَ قُدَّتْ من حَجَرْ من يُقِيتُ الطيرَ في أعشاشِها ثم يرعاها عشاءً وسَحَرْ؟ إنَّها لا تتقنُ الزيفَ ولا ترتدِي الكِبْرَ وتجترُّ الفِكَرْ إنَّها لا تسألُ الرزقَ سِوى باسطِ الرزق..ِ فما بالُ البشَرْ؟ مَنْ يصُبُّ الماءَ مدراراً على يابسِ الأرضِ فتجري بالثَمَرْ فإذا الأنهارُ فيها ثَرَّةٌ والينابيعُ مرايا ودُرَرْ وجمالٌ ساحِرٌ مبتكرٌ يأسرُ اللبَّ ويغتالُ البَصَرْ جلَّ من أبدعَ هذا المُجتلى جلَّ من صوَّر هاتيكَ الصُّوَرْ إنَّهُ الخالقُ هل تنكِرُهُ كلُّ من أنكرَ آياتٍ كَفَرْ إنَّهُ ربِّي وقد أنذَرَهم قائلاً: ذوقوا عذابي.. وسَقَرْ يبطِشُ البَطْشَةَ ربِّي فإذا كلُّ من كانَ على الأرضِ خَبَرْ وإذا ما عصَفَ اللَّهُ بِهم خِلْتَهُم أعجازَ نخلٍ منقَعِرْ إنَّه اللَّهُ وهل يُعجزِهُ بشرٌ فوق الثرى.. أيُّ بَشَرْ؟! أ. محمود مفلح
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|