دقات .. على أبواب السنين .. قصيدة حوارية

[أحمـدنجـم]

تلك القصيدة تحمل حواراً بين حبيب أخطأ وحبيبة تعفو وتصفح .. لكن الحبيب أراد أن يعلمها أنه أخطأ .. وهذا اعتراف .. ولكنها السبب المباشر في الخطأ .. هيا بنا نتابع عودة الأحبة ..
المكتوب باللون الأحمر كلام الحبيبة واللون الأزرق كلام الحبيب ..

)·._.·°¯)على أبواب السنين (¯`·._.·(

لِكَيْ أَكْتُبْ

اخْتَرَقْتُ تلكَ الدوائرَ المغلقةْ

ابْتَعَدتُّ كثيراً عنِ المحرقةْ

وظَلَلْتُ بُرْهَةً .. أَنْشُقُ الصعداءْ

على أبوابِ السنينْ

هَجَرَتُ تلكَ الالْتِفَاتَةَ البلهاءَ

إلى الوراءْ

عانقْتُ السَّمَاءْ

عِنَاقَ العَاشِقِينْ

لِكَيْ أكتبْ

عنِ التي عنها مُنْذُ زَمَنٍ ..

لمْ أَعُدْ أكتبْ

لَحْظَةُ الوِلادَةِ ..

تَسْبِقُهَا العَاصِفَةْ..

تلكَ النَّظَرَاتُ الوَاجِفَةْ

اهْتِزَازَاتُ العَاطِفَةْ

مَعَاطِفُ الأَطِبَّاءِ

ذاكَ المخدِّرُ الذي أَبَى السَّرَيَانْ

هذا النهرُ الذي أَنْجَبَ الطُّوفَانْ

الكُّلُ يَرْقُبُ .. لَحْظَةَ الولادةْ

تِلكَ الصَّرَخَاتِ المُعْتَادَةْ

الأُمُّ عَزَمَتْ ..

مَوُلِدَ العِمْلاقَةْ

فيِمَنْ عنها منذُ زمنٍ

لم أعدْ أكتبْ

كتبتُ عنها قديماً .. عن حضارَتِهَا

تاريخِهَا ..

معبدِها الْمُنْشَئِ على ضفافِ النيلْ

كتبتُ عن ارْتِشَافِ العِشْقِ رَغْمَ أَنْفِ اللائِمِينْ

عنِ الجِراحِ التي احْتمتْ خَلْفَ السِّنِينْ

كتبتُ عنِ العُيُونْ

غَنَّيْتُ بينَ يَدَيْهَا كُلَّ أَنَاشِيدِ الْوَطَنْ

بلادي بلادي .. أنتِ حُبِّي والسَّكَنْ

تتساءلينْ ..

لِمَ يا حبيبي لَمْ تُسَمِّهَا اعْتِذَارْ؟

تُلَمِّحِينَ بِأَنِّي الْيَوْمَ عَبْدٌ تَائِبٌ

قَابِعٌ يَقْتَاتُ جَنَّتَكِ الْفَسِيحَةْ

لِمَ يا حبيبي لَمْ تُسَمِّهَا اعْتِذَارْ؟

وَذَنْبُكَ الْمَلْعُونُ ذَنْبُكَ

قَدْ أَعَادَكَ لِلْحِصَارْ

يَا أَيُّهَا الْمُتَمَرِّدُ الجَانِي أَفِقْ ..

فإِنَّنِي للصَّفْحِ دَارْ

يا أَيُّهَا العِرْبِيدُ عَرْبِدْ ..

هُنَا صُنُوفُ الْعَرْبَدَةْ

تلكَ الخَلايَا البَارِدَةْ

والمياهُ الرَّاكِدَةْ

والصُّخُورُ الجَامِدَةْ

سَيُذِيبُهَا لَهْوُ الفَتاةِ الشَّارِدَةْ

وَلَدتُّهَا .. أخرجتُهَا من سَمِّ شُرْيَانِي الصَّغِيرْ

بُكَاؤُهَا يِمْلأُ الأَجْواءَ حَوْلي

عملاقةٌ تلك القصيدةُ

والعملاقُ قَوْلي

مِمَّنْ يَكُونُ الاعْتِذَارْ؟

لا تسألي ولن أسألْ

هيَّا افْعَلِي .. كما أَفْعَلْ

هيَّا ولْتَظَلِّي هَكَذَا ..

هَكَذَا أَفْضَلْ..

هَيَّا .. فَــهَيَّتْ

اسْتَجَابَتْ .. اسْتَرَاحَتْ

على الشُّطْآنِ نَوَّتُنَا

هيَّا .. فَنَامَتْ .. وَتَسَمَّرَتْ

على الجُدْرَانِ ثَوْرَتُنَا

أنتِ .. أنتَ .. كنتِ .. وأنتَ

هُنَا ..

هُنَا ؟

نَعَمُ هُنَا ..

هُنَا بِسَاطُ النُّورِ تَحْتِي لمْ يَزَلْ

هُنَا انْبِعَاثَاتُ الأملْ

مِسْكٌ وَعَنْبَرْ

مِنْ صُنْعِ رَيْحَانِ الْقُبَلْ

لَيْلٌ أَفَلْ ..

فَأَشْرقتْ في العمرِ شَمْسُكِ مِنْ جديد

الضمةُ المُشْتَاقُ عَادتْ من جديد

الغمضةُ النَّشْوَى بُعِثَتْ من جديد

لكِ أَكتبْ ..

بكلِّ حرفٍ من حروفِ الضادِ أكتبْ

بكلِّ أحبارِ المطابعْ ..

بِكُحُلِ فاتنةِ المدامِعْ

أكتبْ

أَلِدُ قصيدتي العملاقةَ .. حنينْ

قصيدتي شامخةٌ تقفْ

عُنْوانَ صفحةٍ بيضاءَ

في كتابِ العاشقين

سَمَّيْتُها .. لا اعتذارَ

لكنني سَمَّيْتُها

على أبوابِ السنينْ

على أبوابِ السنين