البيت مش بيتك " ولا بيتك بقي انت حر "

[msamido]

مقال بقلم دكتور محمد فتحي نقلته لكم دون حذف او اي مونتاج


البيت مش بيتك!!





تعرفوا يعنى إيه الصورة الذهنية؟

بدون فزلكة وتنطيط واستعراض أستطيع أن أخبركم أن الصورة الذهنية ببساطة هى ذلك الانطباع الذى يتكون لديك عن شئ ما أو شخص ما أو فكرة ما أو أى حاجة. يعنى مثلاً لو ذكرت أمامك إسرائيل فأنا بالتالى أذكر الإرهاب والقمع والاحتلال والسفاحين، ولو قلت السادات تفتكر 6أكتوبر لو كنت بتحبه أو الانفتاح ومظاهرات الطلبة لو كنت تكرهه..، وفى فترة من الفترات نجح الإعلام فى أن يرسم لدى المواطن البسيط صورة ذهنية سيئة عن الشيوعية، فالشيوعيين كفرة وبلا دين وولاد 60×70..، وهو ما ترسخ فى أذهان الناس عبر الآلة الإعلامية الجبارة والتى تتكون تروسها من الصحافة والإذاعة والتليفزيون والخطب والندوات وكل أنواع الاتصال.. حلوالكلام؟



المقدمة اللى فاتت دى كانت عشان نبقى على ميه بيضا واحنا بنتكلم عن برنامج زى البيت بيتك. البرنامج مختلف، وجميل، وشكله حلو وابن ناس ومفيش مانع نشوفله بنت الحلال كمان.. مش دى المشكلة.

المشكلة هى فى الصورة الذهنية التى يحاول أن يرسمها لدى من يتابعونه، وما يروج إليه من أفكار بين السطور وسعادتك قاعد تتلقى كل رسائله لتستقر عندك فى اللاوعى وتتحول شيئاً فشيئاً إلى رأ تعتنقه أو إلى صورة ذهنية تتكون لديك.

لكن أكثر ما استفزنى فى الفترة الأخيرة فى البيت بيتك هو حلقتين. الحلقة الأولى كبرت دماغى عنها رغم كونها مستفزة فقد كانت فى رمضان واستضافت الفنانة (شهيرة)، و حاول المذيعين بكل الطرق استفزازها كى تقول إن(الفن حرام) ولكنها لم تقل..، وبالتالى كان لابد من الضغط عليها بأساليب غير مباشرة كى تتحدث عن سبب اعتزالها الفن وأخيراً مسكولها كلمة حين قالت أنها اعتزلت "كى تقترب أكثر من الله عزوجل"، وهاتك يا تقطيع.. يعنى الفن ما بيقربكيش من ربنا.. تقصدى إن الفن حرام.. يمكن ربنا ماكانش راضى عنك وإنتى بتمثلى وكل الأسئلة التى من نفس النوعية ثم المداخلة الأسطورية من "الزعيم" "عادل إمام" عبر الهاتف حينما هاجم شهيرة يشكل غير مباشر وراح يقول إن (فنه) يقربه من الله عزوجل وأنه لايفعل شئ(حرام)فى (فنه) والذى منه من هذا الكلام وظهرت الست الطيبة شهيرة وكأنها تكفر الناس وتقول إن الفن حرام بينما سيقتنع رجل الشارع العادى الذى يشاهد البرنامج بكلام عادل إمام لأنه الزعيم ولأن مذيعى البرنامج لم يكونوا موضوعيين كما تحتم عليهم مهنتهم واستفزنى أكثر أن قال لى أحد أقربائى بعدها "والله كلامه صح".



طبعاً لست مفتياً ولا أفقهكم فى دين الله، ولكن بالله عليكم والنبى بأمارة إيه فن عادل إمام تحديداً يقربه من الله؟.. بأمارة نيكول سابا فى التجربة الدانمركية أم داليا البحيرى وأخواتها فى السفارة فى العمارة أم عايدة رياض فى اللعب مع الكبار أم كأس الشمبانيا الذى لم يفارق يده فى أغلب أفلامه؟..طبعاً ربنا غفور رحيم ما قلناش حاجة..إنما فيلم زى الواد محروس بتاع الوزير أو بخيت وعديلة أو حتى الإرهابى يقربون الزعيم إلى الله؟!..حد والنبى يرد عليا.



كبرت دماغى من الحلقة يا سادة رغم الاستفزاز والمقاطعة المستمرة للسيدة شهيرة وحلقة تفوت ولا حد يموت،وعادى إحنا إخوات يعنى.



لكن منذ أسابيع قليلة استضاف البرنامج (الطفل مسلم) الداعية الصغير الذى يبلغ من العمر (خمس سنوات فقط) ليظهروه على التليفزيون مع أبيه على إنه (عيل صغير) ومجرد (بيحفظ اللى بيتقال له) وإن (أبوه قضى على طفولته بما فعله به)، وتعالى يا دكتور يحيى الرخاوى يا طبيب يا نفسى قل لنا تفسيرك وتأثير ده على نفسية الطفل البرئ ده، وقول يا تامر يا أمين يا مذيع إننا (مش معترضين إنه يحفظ بس يحفظ فى بيتهم) والواد اللى بيقول قال الله وقال الرسول أصبح (شخشيخة) للبهوات فى البرنامج.



لأ بأه.. كده الموضوع أفور كتير.

تعالوا نتخيل لو نفس الولد.. هه.. نفس الولد.. صوته جميل ويحفظ أغانى الست أم كلثوم كاملة ويغنى فى الأفراح وحفلات ليالى التليفزيون أو إن الحكاية مع بنوته صغيرة تقلد نانسى عجرم أو هيفاء وهبى وتغنى لهم أغنياتهم الخالدة.

يااااااه.. كنت ستجد البيت بيتك يا نهار أبيااااااض.

ووسع يا جدع للطفل المعجزة والموهبة الربانى اللى لازم ربنا يهديهالك الأول وبعدين نناشد شركات الإنتاج إنها ترعى الموهبة وتاخد بإيدها وتعملها شرايط وألبومات والعين صابتنى ورب العرش نجانى..إلخ..إلخ..



يا نهار .........

إلى هذه الدرجة وصل إعلامنا الرائد والمقدم والعقيد.

إلى هذه الدرجة يجب تسفيه كل من يبزغ نجمه فى مجال غير الذى يريدونه..



ثم والنبى سؤال..

بنفس المنطق الذى اتبعه البهوات المذيعين مع الطفل الصغير الذى يخطب فى الناس لماذا لا يستضيفوا ــ وأعرف أنهم لن يجرؤوا ــ طفلاً من الذين يكرمهم الرئيس مبارك فى ليلة القدر كل عام لحفظهم القرآن الكريم كاملاً.. طفل من الذين لم يبلغ عمرهم السابعة أو العاشرة، وخلى واحد فيهم يتكلم عن إن الطفل(مجرد آلة بتحفظ اللى بيتقالها) وإن أبوه اللى حفظه القرآن(قضى على طفولته)

مثل هذه الحلقات المستفزة يجب أن يتوقف عندها وأن نخاطب ونراسل ونكتب للمسئول عن بث مثل هذه الأفكار معترضين بمنتهى التحضر والرقى إلى أن يحترم الإعلام المصرى عقول مشاهديه.

فلتفعل ذلك عزيزى القارئ أو فلترضى بأن يكون البيت بيتك



محمد فتحي

عايز اراءكم
ومناقاشاتكم وليس شكرا