اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > مصر بين الماضى و الحاضر

مصر بين الماضى و الحاضر قسم يختص بالحضارة و التاريخ المصرى و الاسلامى

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 24-05-2015, 08:16 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي جُهود يوسف بن عبد المؤمن في حِفْظ ثُغُور الإسلام

جُهود يوسف بن عبد المؤمن في حِفْظ ثُغُور الإسلام (1)










دَوْرُ قَبِيْلَتَي مَصْمُودة وكُوْمِيَّة الأَمازِيْغِيَّتَيْن في حِفْظ ثُغُور الإسلام


أُمَمٌ نَشَرت نورَ الإسلام في العالَمِيْن (14)


أ. حسام الحفناوي




خَلَف يوسفُ بن عبد المؤمن بن علي[1] أباه في حُكْم المُوَحِّدِيْن، فلما حاصر العدو مدينة بَطْلَيُوس سنة 564هـ، أرسل جَيْشًا بقيادة أبي حَفْص الهِنْتاتِي لاسْتِنْقاذها من الحِصار، فلما بلغوا إشْبِيْلِيَة، عَلِموا أن حامية المُوَحِّدِيْن، وأهلُ بَطْلَيُوس قد هزموا العدو، وأَسَروا قائد جَيْشه، فسار أبو حَفْص إلى قُرْطبة.[2]





ثم أرسل يوسفُ أخاه أبا حَفْص في العام الذي يَليه إلى الأندلس على رأس جيش، فدخل بلاد العدو، ثم أرسل أبو حَفْص أخاه أبا سعيد إلى مدينة بَطْلَيُوس، فعَقَد الصُّلْح مع مَلِك قشتالة.[3]





ثم عَبَر يوسفُ بن عبد المؤمن إلى الأندلس بنفسه على رأس جَيْش كبير، فنَزَل قُرْطبة، ثم إشْبِيْلِيَة، ثم تَسَلَّم جميع بلاد شرق الأندلس من أبناء مَرْدَنِيْش[4]، وإخوته - وكان أبوهم يَأْبَى الدخول تحت حكم المُوَحِّدِيْن - بعد وفاته، وصاهَرَهم[5]، فصَفَت له الأندلس كلها، فخرج من إشْبِيْلِيَة غازيًا، فحاصَر مدينة وَبْذة[6] شهورًا، حتى اشْتَدَّ عليهم الحِصار، فطلبوا الأمان، فأبى، ثم نزل مَطَر عظيم، فسُقوا، فرَحل عنهم بعد أن هادَنَهم سبع سنين، وبَثَّ سراياه إلى أرض العدو للإغارة، حتى امتلأت قلوب الأعداء بالرُّعْب.[7]






[1] قال عنه ابن الأثير: كان حسن السيرة، وكان طريقه ألين من طريق أبيه - يعني عبد المؤمن بن علي - مع الناس، يحب العلماء، ويقربهم، ويشاورهم، وهم أهل خدمته، وخاصته، وأحبه الناس، ومالوا إليه، وأطاعه من البلاد ما امتنع على أبيه، وسلك في جباية الأموال ما كان أبوه يأخذه، ولم يتعده إلى غيره، واستقامت له البلاد بحسن فعله مع أهلها، ولم يزل كذلك إلى أن توفي، رحمه الله تعالى، انتهى.


وقال ابن خلكان: كان يوسف فقيهًا، حافظًا، متقنًا؛ لأن أباه هذبه، وقرن به وبإخوته أكمل رجال الحرب والمعارف، فنشؤوا في ظهور الخيل بين أبطال الفرسان، وفي قراءة العلم بين أفاضل العلماء، وكان ميله إلى الحكمة والفلسفة أكثر من ميله إلى الأدب وبقية العلوم، وكان جمّاعًا مناعًا، ضابطًا لخراج مملكته، عارفًا بسياسة رعيته. وكان ربما يحضر حتى لا يكاد يغيب، ويغيب حتى لا يكاد يحضر، وله في غيبته نواب وخلفاء وحكام، قد فوض الأمور إليهم؛ لما علم من صلاحهم لذلك، والدنانير اليوسفية المغربية منسوبة إليه، انتهى.

ونقل في موضع آخر عن بعض المؤرخين وصفه ليوسف بأنه كان رقيق حواشي اللسان، حلو الألفاظ، حسن الحديث، طيب المجالسة، أعرف الناس كيف تكلمت العرب، وأحفظهم لأيامها في الجاهلية والإسلام، صرف عنايته إلى ذلك، ولقي فضلاء إشبيلية أيام ولايته لها، ويقال: إنه كان يحفظ صحيح البخاري، وكان سديد الملوكية، بعيد الهمة، سخيًا جوادًا، استغنى الناس في أيامه، وكان يحفظ القرآن العظيم مع جملة من الفقه، ثم ذكر طموحه لمعرفة علوم اليونان، وصحبته لابن طفيل، وابن رشد، وجمعه العلماء من كل فن من جميع الأقطار. وقد أطال ابن أبي زرع في الأنيس المطرب في سرد جميل أوصافه، ومحاسن شمائله، كانتفاء وجود المكوس في جميع بلاده، وتوقفه عن سفك الدماء. انظر ترجمته في: الكامل لابن الأثير (10/127)، ووفيات الأعيان (7/130-138)، والبيان المغرب (ص164-167)، وتاريخ الإسلام (40/318-323)، والأنيس المطرب (ص205-208)، وشذرات الذهب (4/264)، والتذكار لابن غلبون (ص88)، والاستقصا (2/157،156)، وأعلام الزركلي (8/241).




[2] ذكر ابن عذاري في البيان المغرب قسم الموحدين (ص104-107) تفصيل هذه الوقعة، وبين أن ابن الرنق صاحب قلمرية - وهو ملك البرتغال واسمه ألفونسو هنريكيز - قد حاصر مدينة بطليوس، ونجح في دخولها، وأنه حصر الموحدين الذين فيها في قصبة المدينة، وكان يعاونه في ذلك القائد جراندة الجليقي المعروف بالشجاعة والفتك والدهاء - وقد عظمت بلية المسلمين به في غرب الأندلس وآذاهم أشد الإيذاء - فلما خرج جيش أبي حفص عمر بن يحيى لدفع العدو عن بطليوس، ووصل إلى إشبيلية، إذا بملك ليون البيبوج بن أذفونش المعروف بالسليطين - واسمه ألفونسو ريمونديس - قد جاء لنجدة المسلمين المحاصرين بالمدينة؛ وفاء منه بما كان قد عاهد عليه صهره فرناندو، والذي كان قد عاهد يوسف بن عبد المؤمن من قبل هو وإخوته من الدخول في طاعة الموحدين، والتحالف معهم على أعدائهم، فخلصوا المدينة من جيش البرتغاليين، وهزموهم، وأصيب ملكهم ابن الرنق، وأحسن يوسف بن عبد المؤمن إلى البيبوج لصنيعه. انظر: المن بالإمامة لابن صاحب الصلاة (ص284-290)، (ص295-298)، وتاريخ ابن خلدون (6/239)، والاستقصا للناصري (2/148).

وقد ذكر ابن عذاري في البيان المغرب قسم الموحدين (ص88) عن ابن صاحب الصلاة - وهو أحد مؤرخي الدولة الموحدية المعاصرين لها وله كتاب يسمى المَنُّ بالإمامة - أن أبا سعيد ابن الحسين، وأبا عبد الله بن يوسف قد هزما شرذمة كبيرة من أهل شنترين النصارى، وغنموا ما معهم، وذلك بعد أن أرسلوا 500 فارس نحو بطليوس لحمايتها. وانظر هذا الخبر أيضًا في: دولة الإسلام في الأندلس (3/15).

ثم ذكر ابن عذاري (ص93) أن نصارى شنترين قد غزوا نواحي إشبيلية سنة 561ه-، فخرج عسكر إشبيلية في أثرهم، فهزموهم، واستنقذوا الغنائم منهم، وأسروا عددًا من جنودهم. وانظر خبر هذه الغزوة أيضًا في دولة الإسلام في الأندلس (3/20).

ثم ذكر ابن عذاري أيضًا (ص102،101) أنه خرج في سنة 563ه- جمع من نصارى وادي آش، فغزوا ناحية مدينة رندة، وغنموا، فأرسل الشيخ أبو عبد الله ابن أبي إبراهيم من غرناطة جيشًا كبيرًا في أثرهم، ف***وهم شر م***ة، واستنقذوا الغنائم منهم، وغنموا منهم، وأسروا.

وذكر ابن صاحب الصلاة في المن بالإمامة (ص284،283)، وابن عذاري (ص103) أن الموحدين افتتحوا مدينة طَبِيرة، وكان بها قوم من المفسدين ينهبون أموال المسلمين، وطبيرة تختلف عن طلبيرة، وتقع في البرتغال قرب الساحل كما يقول إحسان عباس في حاشيته على الروض المعطار (ص387)، وذكرها ياقوت في معجمه (4/21) منفردة عن طلبيرة التي ذكرها (4/38،37).

ولما استقر أبو حفص في قرطبة، أرسل ولده أبا يحيى في سنة 564ه- واليًا على بطليوس، فدارت بينه وبين جيرالدو المعروف في المصادر الإسلامية بجراندة الجليقي النصراني حروب عديدة، يدفع فيها صولته عن مدن غرب الأندلس، إلى أن أكمن جراندة لجيشه حيلة منه، فأسر من جيش أبي يحيى جملة من الجند، افتدى أبو يحيى أكثرهم بماله. وقد *** جراندة هذا في عام 569ه- بعد أن رام الدخول في طاعة يوسف بن عبد المؤمن، ومعاونته على النصارى، فأكرمه يوسف، ولكن ملك البرتغال أرسل إليه يحضه على الرجوع إلى سابق عهده، حتى هم بالاستجابة، فقبض عليه، وقُتِل. انظر: البيان المغرب (ص130).




[3] كذا في تاريخ ابن خلدون (6/239)، والاستقصا للناصري (2/149). وفي البيان المغرب قسم الموحدين (ص112،111) أن أبا سعيد قد خرج لبطليوس سنة 566هـ ليستنقذها من جيوش جراندة ومن معه من أهل شنترين البرتغاليين، وكانوا قد حاصروها، ومنعوا عنها الإمدادات، واستولوا على إعانات أهل إشبيلية لها، فاتفق خروجه لصد حملة جراندة عنها مع خروج البيبوج لدفع حملتهم أيضًا كما فعل من قبل، وافتتح أبو سعيد حصنًا يسمى جلمانية عنوة، وهدمه، وانصرف إلى إشبيلية. وفي الأنيس المطرب (ص211) أنه غزا طليطلة بجيش من الموحدين والمتطوعة قوامه عشرين ألف مقاتل.




[4] هكذا ضبطها ابن خلكان في وفيات الأعيان (7/133)، وقال: وهو بلغة الفرنج اسم العذرة،انتهى. وكانت معركة قد وقعت بين جيوش الموحدين وجيش ابن مَرْدَنِيْش في بداية حكم يوسف بن يعقوب، وكان يحالف ابن مَرْدَنِيْش في تلك المعركة بعض نصارى الأندلس، قال ابن أبي زرع في الأنيس المطرب (ص210)، وعنه أبو العباس الناصري في الاستقصا (2/147): وفي سنة ستين وخمسمائة كانت وقعة الجلاب بالأندلس بين السيد أبي سعيد ابن عبد المؤمن وجيوش الفرنج مع ابن مَرْدَنِيْش، وكانت الفرنج ثلاثة عشر ألفًا، فهُزم ابن مَرْدَنِيْش، وقُتل مَنْ معه من الفرنج بأجمعهم، وكتب السيد أبو سعيد بالفتح إلى أخيه أمير المؤمنين يوسف،انتهى. وهذه الأحداث مذكورة عند الذهبي في تاريخ الإسلام (40/321،320)، وابن خلدون (6/238). وقد بين الذهبي أن أولئك الفرنج الذين كانوا مع ابن مردنيش في تلك المعركة كانوا جنودًا يستعملهم في جيشه، لا جيشًا نصرانيًا استعان به. ولكن ابن عذاري الذي ذكر تفصيل هذه المعركة في البيان المغرب قسم الموحدين (ص88-90) قد ذكر أن ابن مردنيش استدعى حلفاءه من نصارى طليطلة القشتاليين. وانظر: دولة الإسلام في الأندلس (3/16-18).




[5] انظر: الكامل في التاريخ (10/37)، ووفيات الأعيان (7/131)، والبيان المغرب قسم الموحدين (ص122،121،135)، وتاريخ الإسلام (40/321)، والأنيس المطرب (ص212،211)، وتاريخ ابن خلدون (6/240)، والاستقصا (2/150،149).




[6] هكذا ضبطها ياقوت في معجم البلدان (5/359) وقال: مدينة من أعمال شنت برية بالأندلس، وذكر بعدها مباشرة مدينة تسمى [وبذى] وقال: مدينة بالأندلس قرب طليطلة،انتهى. والظاهر أنها هي هي. وقال الحميري في الروض المعطار (ص607): هي حصن على واد بقرب أقليش، انتهى. وقال الإدريسي في نزهة المشتاق: ووبذى وأقليش مدينتان متوسطان، ولهما أقاليم، ومزارع عامرة، وبين وبذى وأقليش ثمانية عشر ميلًا،انتهى. وأقليش من أعمال شنت برية كما في معجم البلدان (1/237). وتقع شنت برية شرق قرطبة، وهي مدينة كبيرة كما في المصدر المذكور (3/366) وقد قال ياقوت في نفس الصفحة قبلها بقليل: شنت بفتح أوله، وسكون ثانيه، أظنها لفظة يعني بها البلدة أو الناحية؛ لأنها تضاف إلى عدة أسماء تراها هنا،انتهى. ثم ذكر عدة مدن بالأندلس تبدأ بشنت. والظاهر أن معنى كلمة شنت هو من يلقبه النصارى بالقديس؛ فهي مثل كلمة سانت بالإنجليزية، أو سان بالفرنسية، فشنتمرية هي القديسة مارية، وشنت ياقوب هو القديس يعقوب، وهكذا، والله تعالى أعلم.




[7] انظر: وفيات الأعيان (7/135)، وتاريخ الإسلام (40/321)، وتاريخ ابن خلدون (6/240)، والاستقصا (2/150). قال ابن الأثير في الكامل (10/48،47) في حوادث سنة 568ه-: جمع أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن عساكره، وسار من إشبيلية إلى الغزو، فقصد بلاد الفرنج، ونزل على مدينة وبذة - وهي بالقرب من طليطلة شرقاً منها - وحصرها، واجتمعت الفرنج على ابن الأذفونش ملك طليطلة في جمع كثير، فلم يقدروا على لقاء المسلمين، فاتفق أن الغلاء اشتد على المسلمين، وعُدمت الأقوات عندهم، وهم في جمع كثير، فاضطروا إلى مفارقة بلاد الفرنج، فعادوا إلى إشبيلية، وأقام أبو يعقوب بها سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، وهو في ذلك يجهز العساكر، ويسيرها إلى غزو بلاد الفرنج في كل وقت، فكان فيها عدة وقائع وغزوات، ظهر فيها من العرب من الشجاعة ما لا يوصف، وصار الفارس من العرب يبرز بين الصفين، ويطلب مبارزة الفارس المشهور من الفرنج، فلا يبرز إليه أحد، ثم عاد أبو يعقوب إلى مراكش،انتهى. وذكر ابن خلكان في وفيات الأعيان (7/131) نحوه مختصرًا.

وعند ابن أبي زرع في الأنيس المطرب (ص211) أن يوسف قد غزا في سنة 567ه- طليطلة، وفتح حصونًا كثيرة من أحوازها، و*** خلقًا كثيرًا من الروم، وغنم، وسبى، وانصرف إلى إشبيلية مؤيدًا منصورًا. ثم ذكر إنشاءاته المعمارية العديدة في نفس العام في إشبيلية، وحيازته لبلاد ابن مردنيش بعد وفاته.

ثم ذكر ابن عذاري إغزاء يوسف ولده أبا بكر إلى بلاد نصارى الأندلس، وبلوغه طليطلة، وإثخانه فيهم، وأنه خرج له جيش نصراني كبير بقيادة قائد يدعى سانشو خيمينو، ويعرف بأبي برذعة، ف*** ذلك القائد، وعامة من كان معه بعد قتال شديد، ولم يفلت منهم إلا القليل، وكان عدد ال***ى منهم نحو 36 ألف.

ثم ذكر غزو يوسف بن عبد المؤمن بنفسه مدينة في شرق الأندلس تسمى كركونة - والظاهر أنها كونكة التي سيأتي ذكرها في المقال القادم إن شاء الله تعالى وهي تقع شرقي وبذة التي تقع بدورها شرقي طليطلة - وإثخانه في جهتها. وأوضح ابن عذاري أن يوسف قد عاد إلى المغرب بعد أن مكث في الأندلس نحو أربعة أعوام، وعشر أشهر.

وذكر ابن عذاري في البيان المغرب أيضًا (ص123) أنه قد وقعت ليوسف بن عبد المؤمن حروب يطول ذكرها في خروجه لحصار وبذة، وأنه فتح حصن بلج، وحصن ألكرس في طريقه. وبين (ص124،123) أنه قد وقعت معارك بين المسلمين وأهل الحصن من النصارى بعد أن سقوا، ولم يرحلوا بمجرد نزول الغيث عليهم مباشرة.








رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:29 AM.