|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
نفسي اللوامة والمعصية
السؤال
♦ ملخص السؤال: شابٌّ يحبُّ الله ورسولَه، لكنه يعصي الله ثم يندَم ويتوب، ثم يعصي... ويسأل: ما الحلُّ لذلك؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ في منتصف العشرينيات مِن عمري، لديَّ مشكلة مع نفسي، فأنا ولله الحمد أُحب الله تعالى وأرضى بقضائه، وأحب الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخاف المعصية. مشكلتي أني في بعض الأوقات أَعْصِي الله، وبعدها بلحظةٍ أرجع إلى الله، ونفسي تلومني كثيرًا. حاولتُ أن أجدَ حلًّا لذلك، لكني لم أستطعْ. أرجو أن تُفيدوني.. ماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيرًا الجواب الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: وبعدُ، فاحمد اللهَ تعالى واشْكُرْهُ أنْ مَنَّ عليك بنعمة الإيمان التي هي أولى النِّعَم، بخلاف غيرها مِن الحياة أو الصحة وغيرهما، فإنها نعمٌ دنيويةٌ، ولا تكون نِعَمًا حقيقةً، إلا إذا صاحبت الإيمانَ الذي هو نعمةٌ مطلقةٌ، وهذا - أيها الأخ الكريم - يتطلَّب منك عدمَ الاسترسال مع نفسك الأَمَّارة بالسوء، الخالدة إلى الراحة، بل احفظْ حُدودَ الله تعالى، وواظِبْ على الطاعات، واستعملْ نِعَم الله عليك فيما ينبغي؛ شكرًا لله تعالى على ما أنعم به عليك، وشكرُه سبحانه يكون بامتثال أوامرِه، واجتناب نواهيه، وعدم التفريط في ذلك، أو الكسل عن الطاعة، فالدنيا مزرعةُ الآخرة، وفيها التجارةُ التي يظهر رِبْحُها في الآخرة. ولتحقيق ذلك لا بد أن تسعى جاهدًا لتحقيق مقام الخوف من الله - عز وجل - الذي هو من أعظم منازل الدين، وأعلى شُعَب الإيمان، وهو رائدُ المسلم إلى إخلاص العمل لله، وإلى مراقبته في جميع الشؤون، وإلى ترْك الذنوب. والخوف مِن الله هو: استشعارُ عظمته تعالى، وأنه يعلم سر العبد وجهره. قال الأستاذ سيد قطب - رحمه الله - في "الظلال": "الخوفُ من الله هو الحاجزُ الصلبُ أمام دفعات الهوى العنيفة، وقلَّ أن يثبتَ غير هذا الحاجز أمام دفعات الهوى". فتترك الذنوب خوفًا مِن الله تعالى أو من عقابه أو مكره، أو خوفًا من شؤم المعصية، فصاحبُ الخوف يلْتَجِئ إلى الهرب والإمساك. وتحصيلُ الخوف يكون بتحصيل المراقبة؛ فمَن علم أن الحَفَظَة الكاتبين يُراقبون أعماله، وأنه حيثما حل متابعٌ، وأن طريق الهروب مِن الله مسدودٌ، ولا حيلة له إلا الاستسلام والانقياد، والإقبال على طاعة الله، والاستفادة من المهلة الممنوحة له؛ إذ لا يدري متى يتخطَّفه الموتُ، ويصير إلى ما قدم - فلا يحتقر المعاصي؛ لأنهم لا يأمنون مكر الله تعالى؛ قال عزَّ من قائل: ﴿ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [الأعراف: 99] وفقك الله لكل خيرٍ
__________________
|
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|