الإختبار حقيقي وصعب جداً، وقد لا يعجبها نتيجته.

[any name]

في البداية كان قطع الكهرباء شيء يعكر المزاج.
أن تجلس في بيتك فتنقطع الكهرباء عليك، فلا تستطيع إكمال الفيلم الذي كنت تشاهده، أو تجبر عن الإستغناء عن فيديوهات الـYoutube لمدة ساعة، شيء يعكر المزاج.
ولكن يمكنك التعايش معه إلى حد ما، لأنه مؤقت، والمسئولين يعدوا بحله.
أن يختاروا قطع الكهرباء أثناء المباراة النهائية لكأس العالم، هي سخافة غير مبرره.
الموضوع تعدى تعكير المزاج، للإستفزاز..ليس لضياع مباراه، ولكن لأنك أدركت لحظتها أن من يقطع الكهرباء لا يبالي.
العالم كله يعلم أن المباراة الآن..الحدث هو أكثر حدث يشاهده بشر على وجه كوكب الأرض..ولكن من يقطع الكهرباء لن يراعي هذا، سيقطعها، لمدة ساعة كامله، كأنه إنسان آلي مبرمج، لا يضع عدم إسفزازك في حساباته.
ماشي.
ستسب وتلعن ويرتفع ضغطك قليلاً، لكن ستتحمل.
أن تصحى من نومك تتصبب عرقاً على إنقطاع الكهرباء للمرة الخامسة، فتذهب لتشرب بعض الماء البارد من الثلاجه، فتكتشف أن الثلاجة قد عطلت من كثرة إنقطاع وعودة الكهرباء..فتضطر لنقل كل شيء بها إلى الفريزر لأن الأكل أوشك على ان يفسد من الحرارة، فتنقطع الكهرباء لمدة ساعتين متواصلتين، فيفسد الأكل..هو أمر يتعدى تعكير المزاج.
أن تذهب إلى عملك فتنقطع الكهرباء خمس ساعات من أصل ثمان ساعات عمل..لهو ضرر حقيقي.
أن تصاب أنت ومعظم من تعرف بنوبات إسهال ونزلات معوية متكرره، بسبب إنك أكلت من مطعم، تلاجته تعمل بنصف قوتها، فلا تحافظ على الطعام..لهو ضرر حقيقي.
الموضوع لم يعد نكته، أو ساعة وتتقضى..بل روتين حياتك كله تغير..أصبحت تخاف من المصعد، أصبحت تشم كل شيء قبل أن تأكله، أصبحت لا تعمل نصف عدد الساعات المطلوب، أصبحت أجهزتك المنزلية كثيرة الأعطال..أصبحت لا تبتسم حين يقول أحدهم نكته عن قطع الكهرباء.
أن يتحول الأمر من ساعه يومياً (قد تحدث أو لا تحدث) لأيام حالكة السواد تنقطع فيها الكهرباء أكثر مما تصل أمر لا يقبله عقل..والأعذار البلهاء مثل الإخوان والإرهاب لم تعد مقبوله..في دولة أمنية يملك جيشها وشرطنها صلاحيات مطلقه في إعتقال والقبض على من تريد، لم يعد معقولاً أن نصدق أن الأمر نخريب وليس تقصير...الإخوان الذين خارت قواهم فلم يستطيعوا في ذكرى رابعة نفسها القيام بمظاهرة حاشده او إحداث أي ضجه حقيقية.
وعلينا أن نتحمل، وعلينا أن نساند، وعلينا أن نصفق ونشجع، ونحن نشاهد حفر قناة السوس الجديدة التي قد تكون مشروع مهم وعظيم ورائع كما يقولون، ولكنها الآن أشبه بالرجل الذي إحترق بيته وملابسه وعفشه، فقرر أن يصرف الأموال التي معه في تجديد شاليه الساحل.
إذا كان هدف الدولة تختبر صبر وقوة تحمل المواطن التي تبدو لا نهائية في عهد "تحيا مصر" فعليها أن تعرف أن الإختبار حقيقي وصعب جداً، وقد لا يعجبها نتيجته.
ملحوظه: هذا البوست إنقطعت الكهرباء أثناء كتابته، فلم أستطع نشره، ولما عادت الكهرباء، قمت سريعاً لتحضير الغذاء، ولما عدت بعدها لأنشره، فإنقطعت الكهرباء مره أخرى.